“لا علاقة لنا بالمشاكل وابني قتل بينما كان في طريقه للعمل”
الوالد الثاكل: “ابني لا علاقة له بالمشاكل وليس له أعداء، ولا يسعني سوى أن أسأل الله بأن يرحم مجتمعنا وألا تتطور المشاكل إلى ما هو أبعد من ذلك”.
والد القتيل شلبي من إكسال (عرب 48)
تسود أجواء من الحزن والاستنكار في بلدة إكسال بعد جريمة القتل التي راح ضحيتها الشاب يوسف شلبي صباح الثلاثاء، وأسفرت عن إصابة شخصين آخرين من إكسال والناصرة بجروح متفاوتة في شارع الأنفاق بين البلدة والناصرة.
ومن المزمع أن يتم تشييع جثمان الضحية إلى مثواه الأخير في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، فيما سيعقد مجلس محلي إكسال جلسة طارئة على خلفية الجريمة.
وشهد المجتمع العربي الثلاثاء إضرابا عاما وشاملا ووقفات احتجاجية تنديدا باستفحال الجريمة وتقاعس الحكومة والشرطة الإسرائيلية.
وبلغ عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري ولغاية الآن، 159 قتيلا بينهم 9 نساء، وهي حصيلة قياسية مقارنة بالسنوات السابقة.
ومنذ مطلع شهر أيلول/ سبتمبر الجاري قتل 4 أشخاص بينهم 3 في جريمتين منفصلتين ارتكبتا في كفر قرع، اللتين أسفرتا عن مقتل شاب من قلنسوة وإمام مسجد وفتى (14 عاما) من كفر قرع، فيما بلغ عدد القتلى خلال شهر آب/ أغسطس الماضي 26 قتيلا وقتيلة.
وقال والد الضحية يوسف، عبد الله (حسين) شلبي، لـ”عرب 48“، إن “ابني غادر المنزل صباحا متوجها إلى مكان عمله، ولم تمض ساعة حتى تلقينا بلاغا حول تعرضه لإطلاق نار وهو في طريقه لكسب رزقه وتوفير لقمة العيش لأولاده”.
وتحدث عن ابنه بالقول “يوسف كان شابا خلوقا ومؤدبا ويتمتع بسمعة طيبة في البلدة، وهو متزوج وترك خلفه أربعة أطفال”.
وعن التفاصيل الأخيرة قبيل الجريمة، ذكر شلبي “في ساعات الصباح خرج اثنان من أطفاله وودعاه وكان أحدهما يحمل له صندوق الزوادة والآخر حمل له إبريق المياه ووصلا معه إلى السيارة، ثم غادر إلى عمله بينما عاد طفلاه إلى المنزل، وقد اعتاد يوسف أن يمر ليطرح علي الصباح قبل أن يغادر إلى عمله”.
وشدد الوالد الثاكل على أن “ابني لا علاقة له بالمشاكل وليس له أعداء، ولا يسعني سوى أن أسأل الله بأن يرحم مجتمعنا وألا تتطور المشاكل إلى ما هو أبعد من ذلك، ويجب علينا جميعا أن نلتفت لأولادنا وأحفادنا وأن نحافظ عليهم”.
وأضاف أن “هذا المصاب صعب جدا على العائلة فقد كان المرحوم منشغلا فقط في بيته وعمله وإعالة أسرته، وكان طيب السمعة ونظيف الأخلاق وليس عليه ذرة غبار. الحمد لله على كل حال وأنا أتوجه إلى الجهات المسؤولة بأن توقف حمام الدم النازف فلم يعد هنالك أمان حتى على الشخص الجالس في منزله”.
وختم شلبي بالقول “إذا لم تكن القيادات قادرة على إيصال صوت المواطنين وليس لديها ما تقدمه إلا العجز، فالأفضل لهم أن يجلسوا في منازلهم”.
المصدر: عرب 48