لتخفيف التوترات الثنائية: بلينكن يصل الصين
يقضي بلينكن يومين في العاصمة الصينية في إطار هذه الزيارة التي كانت مقرّرة أصلا في شباط/فبراير، لكنها أُلغِيت فجأة وقتذاك بعد تحليق منطاد صيني فوق الأراضي الأميركية اعتبرت واشنطن أنه لأغراض “التجسس” بينما أكدت بكين أنه مركبة أرصاد جوية.
الزيارة الأولى من نوعها منذ 5 سنوات (Getty Images)
وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، صباح اليوم الأحد، إلى بكين في زيارة تستمر يومين هي الأولى لوزير خارجية أميركي منذ 5 سنوات، وتهدف الزيارة إلى محاولة تخفيف التوترات الثنائية.
وتأتي الزيارة وسط فتور في العلاقات الثنائية وآمال ضئيلة في تحقيق انفراجة، فيما يتعلق بقائمة طويلة من الخلافات بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويقضي بلينكن يومين في العاصمة الصينية في إطار هذه الزيارة التي كانت مقرّرة أصلا في شباط/فبراير، لكنها ألغِيت فجأة وقتذاك بعد تحليق منطاد صيني فوق الأراضي الأميركية اعتبرت واشنطن أنه لأغراض “التجسس”، بينما أكدت بكين أنه مركبة أرصاد جوية انحرفت عن مسارها.
وبينما كان بلينكن متوجها إلى الصين، قلل الرئيس الأميركي جو بايدن، من شأن واقعة المنطاد قائلا “لا أعتقد أن القادة الصينيين كانوا يعرفون مكانه أو ما كان في داخله أو ما كان يجري”. وأضاف أمام صحافيين “أعتقد أن الأمر كان محرجا” لبكين “أكثر منه متعمدا”.
وأمل بايدن في أن يجتمع مجددا مع الرئيس شي جينبينغ “في الأشهر المقبلة” بهدف “الحديث حول اختلافاتنا المشروعة لكن أيضا حول المجالات التي يمكننا الاتفاق عليها”. وكان الرئيسان قد عقدا اجتماعا طويلا ووديا في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي.
ومن المرجح أن يحضر الزعيمان قمة مجموعة العشرين المقبلة في أيلول/سبتمبر في نيودلهي. وشي مدعو إلى سان فرانسيسكو في تشرين الثاني/نوفمبر، عندما تستضيف الولايات المتحدة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.
متحدثا في واشنطن قبل مغادرته، أراد بلينكن أن يكون متفائلا إلى حد ما. وقال إن هذه الزيارة التي تستغرق يومين يجب أن “تفتح خطوط اتصال مباشرة حتى يتمكن بلدانا من إدارة علاقتنا بمسؤولية، بما في ذلك من خلال معالجة بعض التحديات والتصورات السيئة ومن أجل تجنب الحسابات الخاطئة”.
وأضاف أن “المنافسة الشديدة تتطلب دبلوماسية مستمرة لضمان عدم تحولها مواجهةً أو نزاعا”، لأن “العالم يتوقع تعاون الولايات المتحدة والصين”.
وكان بلينكن يتحدث في مؤتمر صحافي إلى جانب نظيره السنغافوري فيفيان بالاكريشنان. ووصف الأخير العلاقة الصينية الأميركية بأنها “تحدي القرن”، قائلا “بقية العالم ستراقبكم. نأمل، وأعتقد أنكم ستكونون قادرين على إدارة خلافاتكم”.
وتمثل تايوان أكثر ملف شائك بين القوتين. ونفذت بكين مناورات عسكرية تاريخية حول الجزيرة في آب/أغسطس، ردا على زيارة لتايوان أجرتها رئيسة مجلس النواب الأميركية آنذاك نانسي بيلوسي في إطار جولة آسيوية.
وقبل زيارة بلينكن قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين، إن الولايات المتحدة يجب أن “تحترم المخاوف الجوهرية لدى الصين” وأن تتعاون مع بكين.
وأضاف “يجب على الولايات المتحدة التخلي عن وهم التعامل مع الصين من موقع قوة. يجب على الصين والولايات المتحدة تطوير علاقات على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، واحترام خلافاتهما”.
زيارة بلينكن هي الأولى لوزير خارجية أميركي إلى الصين منذ زيارة في تشرين الأول/أكتوبر 2018، أجراها سلفه مايك بومبيو الذي انتهج لاحقا إستراتيجية مواجهة مع بكين في السنوات الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب.
المصدر: عرب 48