للتقرب من ترامب.. “ميتا” تنهي برنامج “تنوّع” موظفيها
اتخذ زاكربرغ أكثر من خطوة لاسترضاء دونالد ترامب منذ الصيف، وخصوصًا منذ انتخابه، على نحو ما فعل عدد من جيرانه ومنافسيه.
واصل رئيس “ميتا”، مارك زاكربرغ، تحوّله السياسي، بإنهائه العمل ببرامج تعزيز تنوع العاملين في مجموعته، وهو قرار جديد يعزز انسجام الشركة العملاقة لوسائل التواصل الاجتماعي مع توجهات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
ولاحظت مذكرة داخلية أوردها موقع “أكسيوس”، وأكدت “ميتا” مضمونها لوكالة “فرانس برس”، أن “المشهد القانوني والسياسي المتعلق بجهود التنوع والمساواة والشمول في الولايات المتحدة يتغير”.
وتراجعت الشركة التي تضمّ خصوصًا “فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب” بذلك عن النهج الذي تبنته منذ سنوات والرامي إلى توفير بيئة أكثر شمولاً ومساواة.
وأضافت المذكرة “نحن في خدمة الجميع”. وإذ أكدت أن المجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا، ستواصل توظيف أشخاص من أصول متنوعة، أوضحت أنها صرفت النظر عن التزام أهداف تمثيل محددة للنساء والأقليات العرقية.
الحد من “التمييز الإيجابي”
سبق أن تراجعت شركات أميركية كبرى أخرى من بينها “ماكدونالدز” و”فورد” و”أمازون” ومتاجر “والمارت” عن سياسات “التنوع والمساواة والشمول” في ضوء قرار للمحكمة العليا عام 2023 وضع حدًا لما يعُرف بـ”التمييز الإيجابي” في الجامعات، وهو أحد المكتسبات التي انتزعها الكفاح من أجل الحقوق المدنية في ستينات القرن الفائت.
وأوضحت نائبة الرئيس لشؤون الموارد البشرية في “ميتا” جانيل غيل في مذكرتها أن “مصطلح +دي إي آي+ DEI (اي +التنوع والمساواة والشمول+) أصبح مثيرًا للجدل، وخصوصًا لأن البعض يرى فيه (…) معاملة تفضيلية لمجموعات معينة على حساب أخرى”.
ويأتي تحول الشركات وسط هجوم يشنه الجمهوريون على ثقافة الـ”ووك” woke المناهضة لانعدام المساواة الاجتماعية.
في كاليفورنيا، نجح إيلون ماسك ومنصته “إكس” في تشجيع الأصوات المحافظة، وحتى الذكورية، التي كان حضورها محدودًا عادةً في هذه الولاية الديموقراطية والتقدمية.
وقال زاكربرغ لجو روغان، مقدّم أحد المدوّنات الصوتية المحافظة الشهيرة “أعتقد أن الكثير من مجتمعنا أصبح… مخصيًا نوعًا ما”.
وشرح أنه توصل إلى هذا الاستنتاج من خلال ممارسة الفنون القتالية المختلطة مع رجال آخرين يرون “مارك الحقيقي” في المباريات، وليس فقط المدير المدرّب على التحدث إلى وسائل الإعلام.
وخلال المقابلة الطويلة التي تم بثها، الجمعة، اتهم زاكربرغ مجددًا إدارة بايدن بـ “الرقابة” وأعرب عن أسفه لأنه أعطى في الماضي “الكثير من الصدقية” لوسائل الإعلام، وهو كلام يذكّر بشدة بأدبيات إيلون ماسك.
“ملاحظات المجتمع”
وأنهى زاكربرغ هذا الأسبوع العمل في الولايات المتحدة ببرنامج “ميتا” لتقصّي صحة الأخبار بواسطة جهات مستقلة في مختلف أنحاء العالم الذي نشأ بسبب سيل من المعلومات المضللة على منصاتها أثار قلق السلطات الديموقراطية.
وستستعيض “ميتا” عن هذا البرنامج بنظام “ملاحظات المجتمع” الذي يمكن لمن يرغب من المستخدمين المساهمة فيه من خلال إضافة سياق إلى بعض المنشورات، كما الحال على “إكس”.
وعلى غرار “إكس” أيضا، ليّنت “ميتا” قواعد الإشراف على المحتوى على “فيسبوك” و”إنستغرام”، فبات يُسمح بالمزيد من الإهانات والدعوات لاستبعاد النساء والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيًا من المؤسسات.
واتخذ زاكربرغ أكثر من خطوة لاسترضاء دونالد ترامب منذ الصيف، وخصوصًا منذ انتخابه، على نحو ما فعل عدد من جيرانه ومنافسيه.
فهو تناول العشاء معه في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، وتبرع بمليون دولار لحفل تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، وعين عددًا من حلفائه والمقرّبين منه في مناصب رئيسية.
وزار زاكربرغ مجددًا، الجمعة، منتجع مارالاغو، المقر الحالي للرئيس المنتخب في فلوريدا، بحسب وسائل الإعلام الأميركية.
وقال في المقابلة مع جو روغان “أعتقد أن الرئيس ترامب يريد فقط أن تربح أميركا، وهذا يجعلني متفائلا”.
“عالم أقل عدلاً”
وبعد وقت قصير من الإعلان في شأن التنوع في “ميتا”، أعلن نائب رئيسها لشؤون الحقوق المدنية روي أوستن استقالته.
وقال أوستن الذي شغل منصب نائب المدعي العام ضمن إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، في منشور على منصة “لينكد إن”، الجمعة، “كانت الفرصة ولو المتواضعة للمساهمة في إيجاد عالم أكثر عدلاً ومساواة بمثابة قوة دافعة بالنسبة لي”.
وأثار تراجع “ميتا” عن برنامج تقصّي صحة الأخبار الذي وصفه الرئيس جو بايدن، الجمعة، بأنه “مخزٍ” موجة من القلق في دول عدة، وكذلك لدى الأمم المتحدة ومجلس أوروبا.
وحذرت الشبكة الدولية لتقصي الحقائق التي تضم أكثر من 130 منظمة، من بينها وكالة فرانس برس، من عواقب وخيمة في حال وسعت “ميتا” قرارها ليشمل العالم كله.
وتشارك وكالة فرانس برس بأكثر من 26 لغة في برنامج “ميتا” لتقصّي حقيقة الأخبار، وتدفع المجموعة لأكثر من 80 وسيلة إعلامية في مختلف أنحاء العالم لاستخدام خدماتها المتعلقة بتقصي صحة الأخبار على “فيسبوك” و”واتساب” و”إنستغرام”.
المصدر: عرب 48