لن تكون هدنة ما لم تغادر قوات الدعم السريع المواقع المدنية
قالت قوات الدعم السريع في بيان يوم الأحد إن الجيش رفض عرضها تسليم 537 أسير حرب محتجزين لديها عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
قال مساعد القائد العام للجيش السوداني، ركن ياسر العطا، إنه لن تكون هناك هدنة في السودان خلال شهر رمضان ما لم تغادر قوات الدعم السريع المواقع المدنية.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
جاء ذلك في بيان صدر بعد إعلان الجيش السوداني تقدم قواته في أم درمان، ودعوة مجلس الأمن الدولي إلى هدنة في رمضان، إذ قالت قوات الدعم السريع إنها ترحب بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وأشار العطا في البيان، الذي صدر على قناة الجيش الرسمية على تطبيق “تليغرام” واستند إلى تصريحات أدلى بها هو نفسه يوم السبت في ولاية كسلا، إلى أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في رمضان ما لم تلتزم قوات الدعم السريع بالتعهد الذي قطعته على نفسها في أيار/ مايو الماضي في المحادثات التي توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة في جدة بالانسحاب من المنازل والمرافق العامة.
وجاء في البيان أيضا أنه لا يجب أن يكون لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أو لأسرته أي دور سياسي أو عسكري في السودان في المستقبل.
وقال “لا هدنة في رمضان إلا إذا نفذت المليشيا اتفاق جدة الذي تم توقيعه في أيار/ مايو 2023 بالخروج من المنازل والأعيان المدنية”.
مبان مدمرة
اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف نيسان/ أبريل 2023 في ظل توتر بشأن خطة الانتقال إلى حكم مدني. ونفذ الطرفان انقلابا في عام 2021 أدى إلى خروج المرحلة الانتقالية عن مسارها بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019.
واتخذ الجيش موقفا دفاعيا من الناحية العسكرية خلال معظم فترات الصراع الذي دمر مساحات شاسعة من العاصمة وتسبب في عمليات قتل بدوافع عرقية في دارفور وأدى إلى أكبر موجة نزوح في العالم. وسيطرت قوات الدعم السريع على مساحات واسعة من العاصمة في الأيام الأولى من القتال.
لكن الجيش استعاد في الآونة الأخيرة السيطرة على بعض المناطق في أم درمان، التي تشكل إلى جانب الخرطوم وبحري العاصمة الأوسع.
وقال محمد عبد الرحمن أحد سكان حي ود نوباوي في أم درمان، إن السكان العائدين للمناطق التي استعادها الجيش يريدون المساعدة في استعادة الخدمات وإصلاح أضرار الحرب المنتشرة في كل مكان مثل المباني والمتاجر والأكشاك المدمرة والمركبات المحترقة.
وقال “نريد أن نعمل كشباب مع الجهات الرسمية لنعيد عائلاتنا، ونأمل أن نبدأ صيام شهر رمضان في بيوتنا”.
أزمة إنسانية
قالت قوات الدعم السريع في بيان يوم الأحد إن الجيش رفض عرضها تسليم 537 أسير حرب محتجزين لديها عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأضافت في بيان “ندين بأشد العبارات ونتأسف على ما آلت إليه الأمور داخل قواتنا المسلحة للحد الذي ترفض فيه قيادتها استلام 537 أسيرا من أفرادها ومنتسبي القوات النظامية الأخرى بطرفنا كبادرة حسن نوايا تزامنا مع حلول شهر رمضان الكريم”.
وقال الجيش إنه لم يتلق أي اتصال من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن هذا العرض، ووصف ما قالته قوات الدعم السريع بأنه “أكاذيب”.
وفشلت عدة محاولات دولية للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليونا، أي نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات. وفر نحو ثمانية ملايين من منازلهم في ظل زيادة معدلات الجوع. وتقول واشنطن إن طرفي الصراع ارتكبا جرائم حرب.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة في رمضان.
وذكر سفير السودان لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن يوم الخميس، أن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الحاكم عبد الفتاح البرهان يرحب بدعوة غوتيريش لكنه يتساءل عن كيفية تنفيذها.
وقالت وزارة الخارجية السودانية إن نجاح أي دعوة لوقف إطلاق النار يتطلب انسحاب قوات الدعم السريع من مناطق تشمل ولايتي الجزيرة وسنار وعدة مدن في دارفور معقل قوات الدعم السريع.
المصدر: عرب 48