ماذا تقول عائلة الضحية محمد علاء عماش؟
قتل في جسر الزرقاء منذ مطلع العام الجاري 2024 ولغاية اليوم، سبعة من أبناء البلدة آخرهم الشاب محمد علاء عماش، والذي كان في طريقه للعمل. ويقول والدا الضحية إن أهالي جسر الزرقاء يفتقدون الأمان في ظل تقاعس الشرطة.
والدا الضحية محمد علاء عماش (عرب 48)
بلغ عدد جرائم القتل في جسر الزرقاء منذ مطلع العام الجاري 2024 ولغاية اليوم، 7 جرائم قتل، إذ قتل مراد محمد جربان (27 عامًا) بعد تعرضه لجريمة إطلاق نار، يوم 27 أيار/ مايو، وقتلت سمية عماش (33 عامًا) بعد تعرضها لجريمة قتل خنقًا وطعن في 31 أيار/ مايو، وفي 27 حزيران/ يونيو قتل الشقيقان مصطفى وكرم أبو حامد (20 و19 عامًا) بعد تعرضها لجريمة إطلاق نار، وفي 2 تشرين الثاني/ نوفمبر قتل مهاد هاني جوهر (40 عامًا) بعد تعرضه لجريمة إطلاق نار، وفي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر قتل فارس عماش (24 عامًا) بعد تعرضه لجريمة إطلاق نار، كما قتل الشاب محمد علاء عماش (18 عامًا) في جريمة إطلاق نار يوم 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
كان الشاب محمد علاء عماش قد استيقظ، صباح يوم الخميس الماضي، وتناول مع والديه الفطور، ومن ثم توجه نحو محطة الحافلات في جسر الزرقاء من أجل الذهاب إلى العمل، وخلال توجهه إلى محطة الحافلات تربص له ملثمان حيث قاما بالاعتداء عليه بالضرب المبرح ورشا عليه غاز الفلفل ومن ثم أطلقا عليه النار على القسم السفلي من جسده ومن ثم على القسم العلوي، ما أسفر عن إصابته بإصابات بالغة.
وبعد مرور ساعات، أعلن الطاقم الطبي في مستشفى “هيلل يافيه” في مدينة الخضيرة عن وفاته متأثرا بإصابته البالغة، حيث فارق الحياة وترك خلفه والد ووالدة و4 أشقاء وشقيقات، وقد أنجبت شقيقة للضحية طفلا بعد يوم من مقتله أسمته محمد.
وقال علاء عماش، والد الضحية لـ”عرب 48” إن “ابني محمد هو البكر بين الأبناء، قتل الأسبوع الماضي، إذ أنه كان في طريقه إلى العمل عندما قُتل، حيث اعترض طريقه مسلحان وقاما بالاعتداء عليه بالضرب المبرح ومن ثم رشا عليه غاز الفلفل الأمر الذي أدى إلى اختناقه، ومن ثم قام المسلحان بإطلاق النار عليه من مسافة صفر، حيث أنهما أطلقا النار بداية على القسم السفلي من جسده، ومن ثم أطلقا النار على القسم العلوي من جسده، الأمر الذي أدى مقتله بعد ساعات”.
وأضاف والد الضحية الثاكل أنه “كنت أنتظر الأيام حتى يكبر وأراه رجلا أمامي. تعبنا من أجل تربيته، ولم نبخل عليه يومًا. كان الأبن البار المحبوب لدى الجميع، ولم يؤذ أحدا، وتم قتله بدم بارد. بمقتله حرقوا قلوبنا، ولم نتوقع أبدًا أن يحصل هذا لنا”.
وأشار إلى أن “ابني محمد كان يعمل في مخبز، وقبل أن يخرج إلى العمل، في الصباح، أعد لي كأس شاي وتحدثنا قليلا، ومن ثم خرج من المنزل متوجهًا لعمله، حيث التقى بابن شقيقي وهو طفل صغير في ساحة المنزل وقام برفع وتقبيله، من ثم توجه إلى العمل، واتضح في ذلك الوقت أن المجرمين كانا ينتظرانه، وعندما وصل محطة الحافلات تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح ومن ثم إطلاق النار عليه”.
وختم الوالد الثاكل بالقول إنه “نشعر بعدم الأمان في جسر الزرقاء خصوصا والمجتمع العربي عموما. جرائم القتل بارتفاع مستمر وتنهش مجتمعنا، ولم يعد هناك أية مكان آمن في البلدات العربية”.
وقالت حنان عماش، والدة الضحية محمد عماش، لـ”عرب 48” إن “محمد كان ابني وشريكي وكل شيء بالنسبة لي. لا أصدق أنه قتل ولم يعد موجودًا، ولا زلت في صدمة كبيرة. كان محمد سعيدًا بأنه يؤسس حياته، وكل شهر يسلمني راتبه من أجل بناء مستقبله. أذكر أنه قبل خروجه إلى العمل استحم وارتدى ملابسه، وشربنا الشاي أنا وهو ووالده معًا وتحدثنا قريلا ثم انطلق إلى العمل، وبعد دقائق سمعنا أنه أصيب بعد تعرضه لجريمة اطلاق نار، صعقت حينها ولم أصدق الخبر، وفارق الحياة بعد إصابته بساعات”.
ولفتت الوالدة إلى أن “أبنائي خمسة أكبرهم من بين الذكور محمد، كان حنونًا، قتلوه وهو في ريعان شبابه بدم بارد ودون أية ذنب أو سبب. لا أصدق ما حصل ولا أقول إلا ما يرضي الله، حسبنا الله ونعم الوكيل”.
وختمت والدة ضحية الجريمة حديثها بالقول إن “ابنتي البكر رزقها الله بطفل بعد مقتل ابني بيوم واحد، أسمته محمد ليحمل اسم شقيقها محمد الذي قتل برصاص المجرمين. سئمنا من الدم والقتل الذي يحصل في مجتمعنا، ونتمنى أن يتوقف شلال الدم في أقرب وقت ممكن”.
وقال حمدان عماش، صديق المرحوم محمد عماش، لـ”عرب 48” إن “محمد كان صديق الطفولة، كبرنا وترعرعنا معًا، حيث دائمًا كنا نلعب ونلهو ونسهر سوية، وهذا الفقدان صعب على الجميع وليس أمرا هينا. باتت جرائم القتل تفتك وتنتشر بالمجتمع وبتنا نشعر بعدم أمان في ظل الجرائم المستشرية في مجتمعنا”.
وأضاف أن “محمد كان يقضي معظم أوقاته بين العمل والمنزل، كنا نخرج لنترفه أحيانًا، لكن في معظم الأوقات كان جل وقته بين البيت والعمل. مؤسف جدا أن تستمر الجرائم بهذا الشكل، خاصة أن محمد قتل أثناء توجهه إلى العمل من أجل لقمة العيش”.
وقال أحدأاقارب ضحية جريمة القتل لـ”عرب 48″ إنه “بات واضحًا لنا أن مخططات كبيرة تحاك لجسر الزرقاء، من أجل إفراغ أهلها منها والاستيلاء عليها، كونها القرية العربية الوحيدة الصامدة على البحر، وهذه المخططات تنفذ عبر عصابات الإجرام التي تفتك بمجتمعنا وتنتشر فيه كالسرطان، وذلك وسط تقاعس الشرطة في محاربة هذه العصابات التي تدمر المجتمع العربي”.
وختم حديثه بالقول إن “الشرطة لا تعمل، توجد محطة كبيرة للشرطة في جسر الزرقاء وهي جديدةً نسبيًا، ولكن منذ افتتاحها لا نرى انخفاضا في الجريمة، بل على العكس الجريمة ترتفع بشكل كبير، ومعظم الجرائم التي حصلت في البلدة لم تفك رموزها وبقي المجرم حرا طليقا، ونحن نريد أن تقوم الشرطة بعملها وتلقي القبض على المجرمين”.
المصدر: عرب 48