ماذا حدث عشية 7 أكتوبر؟
يكشف تقرير عسكري جديد أن الجيش الإسرائيلي صنف قطاع غزة كجبهة ثانوية مقارنة بجبهة لبنان، مما أدى إلى تراجع اهتمام الاستخبارات بمتابعة أنشطة حماس. يشير التقرير إلى أن الفرضيات السائدة لدى أجهزة الاستخبارات تشكلت بناء على رؤية القيادة السياسية.
هليفي (تصوير: الجيش الإسرائيلي)
يستعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، خلال الأيام القليلة المقبلة، لتسلم تقرير التحقيق العسكري حول تقييم الاستخبارات الإسرائيلية والإخفاقات في ليلة 6 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عشية هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، واستهدفت من خلاله مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه نظرًا لعدم وجود لجان تحقيق خارجية في إخفاقات أجهزة الأمن الإسرائيلية في هذه المرحلة، في خضم الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 318 يوما على قطاع غزة، يجري الجيش الإسرائيلي تحقيقاته “المهنية” مع نفسه بشأن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وما سبقه من أحداث.
وأوضحت القناة أنه “لن يتم نشر التقرير للجمهور، لكنه سيضاف إلى سلسلة التحقيقات الداخلية التي يجريها الجيش الإسرائيلي حول السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. علما بأن الجيش الإسرائيلي كان قد سمح بنشر التحقيق في أحداث كيبوتس “بئيري” والمعارك التي اندلعت فيه عقب سيطرة فصائل المقاومة عليه خلال الهجوم.
أهم ما توصل إليه التحقيق:
- جبهة غزة صُنفت من قبل الأجهزة الأمنية كجبهة ثانوية مقارنة بجبهة لبنان ضد حزب الله وإيران.
- في أوساط أجهزة الاستخبارات ترسخت قناعة بأن حماس كانت تسعى للتهدئة وليس للدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، ولذلك تم التعامل باهتمام أقل مع قطاع غزة.
- بسبب تراجع أهمية جبهة غزة، خصصت الاستخبارات موارد أقل لجمع المعلومات. لم تكن اتصالات حماس تحت المراقبة، كما تراجعت شبكة الاستخبارات البشرية بشكل ملحوظ.
- لم يختلف أحد في شعبة الاستخبارات العسكرية، لا في وحدة 8200 ولا في قسم الأبحاث، مع الفرضيات حول عدم احتمال نشوب مواجهة مع حماس. لم تعبر أي وثيقة على مر السنين عن تفكير نقدي حول سياسة إسرائيل تجاه قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم وضع “فرضية غير محتملة”، تتحدى المفهوم السائد في وقت معين، بفكرة قد تبدو غير محتملة.
ليلة 6 أكتوبر:
- في 6 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، انتقل آلاف من عناصر حماس من حالة الروتين إلى حالة الطوارئ. شمل ذلك عملية تسليح وإصدار أوامر ميدانية، لكن لم يكن هناك أي مصدر في القطاع ينبه إلى هذا التغيير، مما يعكس ضعف الاستخبارات البشرية للأجهزة الأمنية.
- بينما كانت حماس تستعد للهجوم، لم تكن إسرائيل على علم بأي شيء. بدأت بعض الأصوات والمعلومات الاستخباراتية تظهر، لكن لم يتم تحليلها لفهم أهميتها. من الساعة العاشرة مساءً يوم الجمعة وحتى صباح السبت (صباح الهجوم)، على مدى ثماني ساعات ونصف، لم تتمكن المؤسسة من تغيير الفرضية، رغم وصول معلومات تم تفسيرها بشكل خاطئ.
- وخلال الليل، لم يعتقد معظم عناصر الاستخبارات أن حربًا ستندلع، أو أن أي حادث سيقع على الإطلاق. كان الجدل يدور حول إمكانية وقوع هجوم محدود، لكن حتى هذه الفكرة كانت موجودة فقط لدى أقلية صغيرة في أوساط الأجهزة الاستخباراتية.
- العامل الرئيسي في قرار عدم تغيير الفرضية الأمنية بشأن نوايا حماس، كان الرغبة في عدم خسارة المصادر التي كشفت عند تفعيل شرائح هواتف تابعة لعناصر حماس. كان الاعتقاد السائد أن الأمر مجرد تمرين للحركة للكشف عن مصادر إسرائيل الاستخباراتية، وللحفاظ على المصادر لم يتم اتخاذ أي إجراء.
- “تشكل هذه الساعات مثالًا على عمق المفهوم والفرضيات الخاطئة التي تشكلت لدى إسرائيل عن حركة حماس عشية الهجوم، وتدعم الاعتقاد بأنه لم يكن بالإمكان تغيير طريقة التفكير في ذلك الوقت”، بحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية.
الإخفاقات في السياسة تجاه حماس
وبحسب التحقيق، فإن القيادة السياسية في إسرائيل طالبت الجيش بتحقيق حالة من الهدوء في قطاع غزة، وعزز مكانة حماس على حساب السلطة الفلسطينية من خلال إدخال ملايين الدولارات من قطر إلى القطاع، والسماح لآلاف العمال الغزيين بالعمل في إسرائيل، بما في ذلك في كيبوتسات ‘غلاف غزة‘”.
ويظهر التحقيق أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في إسرائيل اعتبرت على مدى السنوات الماضية أن حركة حماس تشكل “مكسبا”، وأن “هذه السياسة أملاها المستوى السياسي الذي خلقت قراراته بشأن حركة حماس التصور الأمني الذي أدى إلى أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر”.
المصدر: عرب 48