ماذا يحدث عندما يجتمع البلوكشين مع الذكاء الاصطناعيّ؟

ماذا يحدث عندما يجتمع البلوكشين مع الذكاء الاصطناعيّ

ارتفعت أسعار العملة الرقميّة “ريندر” RENDER مؤخّرًا، وحقّقت العملة قيمة سوقيّة تجاوزت 4 مليارات دولار، ممّا عزّز مكانتها كواحدة من عملات الذكاء الاصطناعيّ الرائدة، وإذا استمرّ الزخم، فسترتفع الاحتمالات لذهاب العملة الرقميّة لتتفوّق على عملات أخرى من العملات المتعلّقة بمجال الذكاء الاصطناعيّ.

حاليًّا، تحتلّ ريندر المرتبة الثالثة من حيث الشعبيّة بين أفضل خمس عملات ذكاء اصطناعيّ، وفي حين أنّها تتخلّف عن “فيتش” FETCH الّتي شهدت زخمًا اجتماعيًّا متزايدًا في الأسابيع الأخيرة، ولكنّ الوجود القويّ لريندر في السوق يضمن بقاءها كلاعب رئيسيّ في مجال الذكاء الاصطناعيّ.

وتعدّ ريندر ثاني أفضل عملة من حيث الأداء بين أفضل خمس عملات ذكاء اصطناعيّ على مدار الثلاثين يومًا الماضية، مع زيادة ملحوظة في الأسعار بنسبة 128%، بالمقارنة مع النموّ الصاروخيّ لعملة فيرتشوال بنسبة 367%.

تشير عملات الذكاء الاصطناعيّ إلى الرموز الرقميّة أو المشفّرة الّتي تمّ دمجها مع تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ. تمّ تصميم هذه الرموز عادة للاستفادة من الذكاء الاصطناعيّ بطرق مختلفة، مثل تحسين عمليّات البلوكشين أو تسهيل التداول الآليّ للعملات. هنا، يعني عنصر الذكاء الاصطناعيّ أنّ هذه العملات يمكنها تحسين وظائفها وكفاءتها بمرور الوقت من خلال التعلّم من البيانات وسلوك المستخدم.

ويمكن لعملات الذكاء الاصطناعيّ التعلّم من أنماط معاملات لتقديم المشورة الاستثماريّة الشخصيّة. إذ يمكن لعملات الذكاء الاصطناعيّ المزوّدة بخوارزميّات التعلّم الآليّ تحليل تاريخ المعاملات والسلوك لتقديم المشورة الماليّة والاستثماريّة الشخصيّة. من خلال التعرّف على الأنماط، يمكن لهذه المنصّات الّتي تعمل بالذكاء الاصطناعيّ اقتراح استراتيجيّات مصمّمة خصّيصًا لعاداتك وأهدافك الماليّة الفريدة.

ويعزّز الذكاء الاصطناعيّ أمان عملات الذكاء الاصطناعيّ من خلال استخدام خوارزميّات متطوّرة للكشف عن التهديدات المحتملة وإحباطها. ويمكن للذكاء الاصطناعيّ مراقبة الأنماط المشبوهة بشكل مستمرّ، وأتمتة اكتشاف التهديدات، والاستجابة بشكل أسرع من تدابير الأمن التقليديّة، بالإضافة إلى التنبّؤ بالمخاطر الناشئة وتحييدها، والحفاظ على أمن التكنولوجيا الأساسيّة آمنة؛ وبالتالي زيادة الثقة فيها.

ويلعب الذكاء الاصطناعيّ دورًا مهمًّا في استقرار العملات المشفّرة من خلال تحليل بيانات السوق الضخمة للتنبّؤ بالاتّجاهات وتوفير رؤى لاتّخاذ قرارات أفضل. يمكن أن تساعد قدرته على معالجة المعلومات في الوقت الفعليّ والتعلّم منها في توقّع التقلّبات والتخفيف من التقلّبات المحتملة في السوق.

وبفضل الدمج بين تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ والبلوكشين، زادت كفاءة المعاملات بشكل كبير. إذ يمكن لخوارزميّات الذكاء الاصطناعيّ أتمتة العمليّات المعقّدة وإجراء التحليلات وتقليل الأخطاء وزيادة سرعة المعاملات.

تعتبر عملة فيتش Fetch.ai واحدة من أفضل عملات الذكاء الاصطناعيّ في الوقت الحاليّ وأحد المشاريع الرائدة. كان الهدف الأساسيّ من المشروع الخروج باقتصاد رقميّ من نوع آخر وجديد يرتكز بشكل أساسيّ على الذكاء الاصطناعيّ، وتعدّ قدرة المشروع على التعامل مع المهامّ المعقّدة بكفاءة عالية من أكثر مميّزات المشروع، حيث يأتي بأفضل المعلومات حول التحليلات المتقدّمة والنمذجة والتنبّؤ، إضافة إلى المساعدة في اتّخاذ القرار.

وتعمل العملة على توظيف الذكاء الاصطناعيّ في النظام الداخليّ من خلال الربط بين الروبوتات والأدوات المطروحة للعمل على أكمل وجه، ويمكن الإشارة إلى أنّها منصّة لا مركزيّة مفتوحة المصدر قائمة أساسًا على الذكاء الاصطناعيّ والتعلّم الآليّ لبلوغ أعلى مستويات الكفاءة من تقنيّة البلوكشين، حيث تعتبر الآفاق غير محدودة أمام المهتمّين بهذا المجال لتطوير التطبيقات ذات العلاقة بالتمويل اللامركزيّ بكلّ كفاءة. وحقّقت العملة مؤخّرًا قيمة سوقيّة تخطّت 4.1 مليار دولار أميركيّ ويقف سعر العملة حاليًّا عند مستويات 1.69 دولارًا.

وفي العام الحاليّ، التحقت عملة ريندر ببقيّة عملات الذكاء الاصطناعيّ الّتي لاقت إقبالًا كبيرًا مؤخّرًا، وقد حقّقت العملة نجاحًا مستمرًّا وكبيرًا منذ تاريخ طرحها في عام 2017، بعد إطلاق العملة اعتمد الترويج على فكرة أن تكون المنصّة رائدة ومتخصّصة في تقديم خدمات لا مركزيّة بحيث تفتح آفاق كبيرة لتقديم العروض في حال ارتفاع الطلب اعتمادًا على عقود تمتاز بصفة الأداء العالي، وأصبح المتداولون يثقون أكثر في العملة بشكل أكبر من أيّ وقت مضى خاصّة مع ثورة الذكاء الاصطناعيّ في العالم والأسواق الماليّة الرقميّة.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 شهدت عملة ريندر ارتفاعًا واضحًا بنسبة 35% في غضون ساعات فقط، حيث وصلت إلى 3.18 دولارًا أميركيًّا في يوم واحد، ووصلت عندها القيمة السوقيّة حوالي 396 مليون دولار أميركيّ.

من المزايا الكبيرة للعملة أنّها تعتمد على مبدأ عمل يعتمد على السماح بتأجير ومشاركة “كروت الشاشة” من خلال نظام رقميّ لا مركزيّ يرتكز في عمله على البلوكشين والإثيريوم. كما أنّ المنصّة تستعين بكمّيّة ضخمة من التكنولوجيا المتطوّرة جدًّا في عالم عرض الصور بالنظام السحابيّ لغايات بناء شبكة عالميّة متكاملة لتقديم كروت الشاشة وتوزيعها؛ وبالتالي التحوّل إلى قوّة كمبيوتر متكاملة.

في المرتبة الثالثة تأتي عملة “بيتنسور” Bittensor الّتي تعدّ بمثابة جهاز عصبيّ متكامل للإنترنت بالتزامن مع المرحلة الانتقاليّة والثوريّة الّتي يشهدها العالم في تطوير منصّات التعلّم الآليّ، وذلك من خلال اتّباع أسلوب بناء سوق تناظريّ لغايات تسخير الذكاء الاصطناعيّ في نقل المعلومات وتبادلها بكلّ سهولة بين الأنظمة الذكيّة.

وتعدّ الأرقام الّتي حقّقتها العملة مؤخّرًا دليلًا قويًّا على وجودها بين أكبر 5 مشاريع للعملات، إذ نمت القيمة السوقيّة للعملة لتصل إلى مستويات 4.1 مليار دولار وتقف قيمتها حاليًّا عند 568 دولارًا أميركيًّا للحبّة الواحدة. وعند محاولة وصف العملة بشكل دقيق يمكننا القول بأنّها “ذكاء اصطناعيّ لا مركزيّ” ويتوقّع المحلّلون الماليّون ارتفاعات كبيرة في سعر العملة في المستقبل.

وبالنظر إلى أهمّيّة تقديم خدمات التخزين السحابيّ “Cloud” ظهرت عملة “أكاش نيتورك” Akash Network لتقدّم للمستخدمين فوائد كبيرة عند التعامل مع منصّة سحابيّة مفتوحة المصدر لتضيف أبعادًا كبيرة من الثقة والأمان، حيث تتيح العملة فرصة لمستخدمي الشبكة من نشر التطبيقات الخاصّة بهم والبدء في العمل في المزادات للحصول على أعلى الفوائد، حيث تقدّم موارد ذات أسعار منخفضة بالمقارنة مع العروض التنافسيّة بما يصل إلى 20% تقريبًا.

تعدّ منصّة Akash من ضمن المنصّات السحابيّة الفائقة السرعة Super Cloud platform حيث تقدّم طبقة موحّدة تمتاز بأنّها أعلى من أيّ خدمة مطروحة في الأسواق، بحيث تتعامل بالتساوي مع العملاء دون الاهتمام بالمزوّد الّذي يتعاملون معه، ومن الجدير بالذكر أنّ قلّة التكاليف والمرونة والسهولة الكبيرة من حيث التنقّل بين مقدمي الخدمات السحابيّة قد جعل منها وجهة للمستخدمين أكثر من المنافسين.

يقف سعر العملة حاليًّا عند 3.7 دولار وتقدّر القيمة السوقيّة بـ 926 مليون دولار أميركيّ.

وتأتي عملة كمبيوتر الإنترنت “Internet Computer and ICP” لتضمن البلوكشين الخاصّ بحاسبات الإنترنت لإعادة التفكير بشكل “راديكاليّ” في تصميم البلوكشين، مدعومة بالابتكارات الجديدة في عالم التشفير. توفّر كمبيوتر الإنترنت أوّل بلوكيشن “حاسبات عالميّة” يمكن استخدامها لبناء أيّ نظام أو خدمة عبر الإنترنت تقريبًا، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعيّ المتطلّبة جدًّا من حيث التحديث والتطوير، دون الحاجة إلى تكنولوجيا المعلومات التقليديّة مثل خدمات الحوسبة السحابيّة. وبالتّالي، يمكنها الاستفادة من اللامركزيّة الكاملة من البداية إلى نهاية العمليّة.

تمّ تطوير البلوكشين الخاصّ بالعملة بواسطة مؤسّسة “دفينيتي” DFINITY، الّتي يقع مقرّها الرئيسيّ في مدينة زيورخ في سويسرا، والّتي تدير مراكز البحث والتطوير في سويسرا وكاليفورنيا، بالإضافة إلى فرق عن بعد في جميع أنحاء العالم. بحلول منتصف عام 2022، وظّفت الشركة ما يقرب من 300 شخص لغايات البحث والتطوير في المقام الأوّل. ويضمّ الفريق العديد من خبراء التشفير والباحثين والمهندسين في علوم الكمبيوتر.

يقف سعر العملة الآن عند 12.04 دولارات وتبلغ القيمة السوقيّة 529 مليون دولار أميركيّ وتعدّ من أكبر المشاريع الواعدة.

ويمكن أن تؤدّي عملات الذكاء الاصطناعيّ بالفعل إلى عصر جديد من الخدمات الماليّة الآليّة من خلال تبسيط العمليّات مثل المدفوعات وإدارة الأصول والتأمين. ويمكن أن تؤدّي التحليلات التنبّؤيّة والخوارزميّات ذاتيّة التحسين للذكاء الاصطناعيّ إلى خدمات أكثر تخصيصًا ومخاطر أقلّ وتكاليف منخفضة للمؤسّسات الماليّة وعملائها.

ويشير الخبراء إلى قدرة العملات المشفّرة القائمة على الذكاء الاصطناعيّ على تغيير المشهد الاستثماريّ بشكل جذريّ من خلال تقديم رؤى عالية السرعة تعتمد على البيانات وتعزيز إمكانيّة الوصول إلى السوق بشكل أكبر والّذي بدوره يدعم التحليل الماليّ المستقلّ الّذي يمكن المستثمرين من التعامل مع السوق واتّخاذ القرارات بشكل أفضل.

ولكنّ الأمر، حتّى وإن كان الجمع بين أكثر التقنيّات الحديثة مثل البلوكشين والذكاء الاجتماعيّ، لا يخلو من التحدّيات بالطبع. إذ تتضمّن بعض التحدّيات في تطوير العملات المشفّرة الّتي تعتمد على الذكاء الاصطناعيّ ضمان الخصوصيّة وأمان البيانات، والحفاظ على قابليّة التوسّع، ومعالجة الامتثال التنظيميّ، وإنشاء خوارزميّات متطوّرة يمكنها التكيّف مع ديناميكيّات السوق المعقّدة دون عواقب.

وبالرّغم من وجود تحدّي الطاقة والاستهلاك لغايات تعدين العملات، يشير الخبراء إلى أنّ للذكاء الاصطناعيّ يمكن أن يؤثّر على استهلاك الطاقة في تعدين العملات المشفّرة من خلال تحسين عمليّات التعدين لتحقيق كفاءة أفضل في استخدام الطاقة، ويمكن التحليلات التنبّؤيّة للذكاء الاصطناعيّ جدولة مهامّ التعدين بناء على توفّر الطاقة المتجدّدة وضبط أحمال العمل لتقليل البصمة الكربونيّة الإجماليّة لعمليّة التعدين في وقت يمكن فيه بالفعل دمج عملات الذكاء الاصطناعيّ مع الأنظمة المصرفيّة التقليديّة لتعزيز الأعمال والأمان مثل اكتشاف عمليّات الاحتيال وتقييم المخاطر وخدمة العملاء. ويمكن أن يؤدّي هذا التكامل إلى بنية تحتيّة مصرفيّة أكثر ذكاء وفعاليّة.