Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

ما نعرفه عن استعادة الجيش السوداني السيطرة على القصر الجمهوري

أعلن الجيش السوداني الجمعة استعادة القصر الجمهوري في الخرطوم، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع التي سيطرت عليه قبل نحو عامين.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وبقي القصر، أحد أبرز رموز سيادة الدولة السودانية في العاصمة، تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023، وهو الشهر الذي اندلعت فيه المعارك بين الطرفين.

تشهد الخرطوم معارك محتدمة في الآونة الأخيرة مع محاولة الجيش إعادة فرض سيطرته الكاملة عليها. وفي حين تسجّل القوات الحكومية باستعادتها القصر الرئاسي تقدما مهما، إلا أن تحقيق هذا الهدف بالكامل لا يزال غير منجز.

وفي مؤشر على صعوبة المعركة في العاصمة، أفاد مصدر عسكري سوداني بعد ساعات من إعلان استعادة السيطرة على القصر، بمقتل ثلاثة صحافيين محليين جراء هجوم بطائرة مسيّرة استهدفه.

ويقع القصر الجمهوري على الضفة الجنوبية للنيل الأزرق، عند أطراف منطقة في وسط العاصمة تضم العديد من المباني الحكومية والمراكز التجارية، وتشهد منذ أسابيع معارك محتدمة.

وقال مصدر عسكري طلب عدم الكشف عن هويته، إن "ما تبقى من مليشيات قوات الدعم السريع فرّوا إلى بعض الأبنية" في وسط الخرطوم.

من جهتها، قالت قوات الدعم السريع إن معركة القصر الجمهوري "لم تنته بعد"، مشيرة إلى تنفيذها عملية ضد قوات الجيش، ومشيرة إلى قتل العشرات من عناصره.

وقالت قوات الدعم في بيان "نؤكد أن معركة القصر الجمهوري لم تنتهِ بعد، وأن قواتنا الباسلة… تقاتل بكل شجاعة وإصرار من أجل تحرير جميع المواقع التي احتلها" الجيش. وأشارت إلى أن عناصرها "نفذوا عملية عسكرية خاطفة استهدفت تجمعا… داخل القصر الجمهوري"، ما أسفر عن "مقتل أكثر من 89 من عناصر العدو وتدمير آليات عسكرية مختلفة".

وتمكن الجيش في كانون الثاني/يناير من فك حصار فرضته قوات الدعم على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم. ومنذ ذلك الحين، يتعرض الجنود لإطلاق نار من قنّاصين لقوات الدعم متمركزين في مبان مجاورة.

وأعلن الجيش الجمعة أنه بدأ عملية "تطهير" لوسط المدينة من المسلحين. ورأت مصادر عسكرية أن ذلك قد يستغرق ساعات أو أياما.

ويسيطر الجيش منذ العام الماضي على مدينة أم درمان الواقعة غرب الخرطوم على الضفة الأخرى من النيل الأزرق، وتشكّل امتدادا للعاصمة السودانية. كما استعاد هذا العام السيطرة على الخرطوم بحري شمال الخرطوم.

إلا أن الضربات التي تنفذها قوات الدعم السريع المنتشرة في مناطق واقعة إلى الجنوب والغرب، أدت إلى مقتل 50 شخصا على الأقل في العاصمة خلال الأسبوع الماضي؛ وفق ما أعلن فريق من المسعفين المتطوعين الأربعاء.

وقال الضابط السابق في الجيش، علي ميرغني، إن "تحرير الجيش للقصر يعني أن على القوة الموجودة في جنوب الخرطوم وجنوب أم درمان من الدعم السريع الانسحاب إذا أرادت المحافظة على ما تبقى من قوات".

وبحسب مصادر عسكرية، فإن الدعم السريع نشرت قوات النخبة في القصر الجمهوري وقامت بتخزين أسلحة وذخائر.

وقال ضابط متقاعد برتبة لواء في الجيش إنه "بتحريره (القصر الجمهوري)، يمكن عودة كل الوزارات"، مضيفا أنه على الصعيد العسكري "مليشيا الدعم السريع الموجودة في القصر ووسط الخرطوم هي نخبة قواتها، وبكسر شوكتها وتدمير معداتها، تصبح استعادة كامل الخرطوم مسألة وقت".

ورأى خبير عسكري آخر، أن خسارة القصر الجمهوري تعد نكسة لقوات الدعم السريع التي "فقدت… قوات النخبة التابعة لها بعدما دمّر الجيش معدات وقتل أعدادا منها ووضع يده على واحد من أهم مراكز امدادها في الخرطوم".

ورغم التقدم الذي يحققه الجيش في الخرطوم، والذي قد يتيح له في نهاية المطاف استعادة السيطرة على العاصمة بالكامل، تبقى الحرب في السودان من دون أفق للحلّ في ظل تقاسم السيطرة.

وعقب اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023، انتقلت الحكومة الى مدينة بورتسودان في شرق البلاد الذي بقي نقطة ارتكاز رئيسة للجيش طوال النزاع، ومنها تقدم لاستعادة معظم مناطق الوسط خلال الفترة الأخيرة.

وفي المقابل، تسيطر قوات الدعم السريع حاليا على أنحاء واسعة من جنوب السودان، إضافة إلى معظم إقليم دارفور في غرب البلاد.

ولا تزال قوات الدعم تحاول تعزيز موقعها في دارفور من خلال السيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية في الإقليم. ورغم الحصار الذي فرضته قوات الدعم على الفاشر منذ قرابة عام، تمكن الجيش ومجموعات حليفة له من صدّ الهجمات المتكررة للتقدم فيها.

والخميس، قال حاكم دارفور مني مناوي الذي يقاتل موالون له إلى جانب الجيش "يخوض أبطال قواتنا المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية معارك شرسة قرب مدينة المالحة" الواقعة على مسافة 200 كلم شمال الفاشر.

وفي حين لا تتوافر معلومات دقيقة بشأن عديد قوات الدعم السريع، إلا أنها مسلحة بشكل جيد خصوصا عبر شاحنات مزودة برشاشات ثقيلة وصواريخ مضادة للدروع، ما يعطيها مرونة وأفضلية حركة في حرب الشوارع، مقابل الجيش الذي يعوّل بشكل كبير على المدرعات، ويسيطر على الأجواء بفضل سلاح الجو.

وأسفرت المعارك في السودان، ثالث أكبر دول إفريقيا، عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير أكثر من 12 مليون شخص، وأزمة إنسانية من الأكبر في التاريخ الحديث.

اقرأ/ي أيضًا | الجيش السوداني يستعيد السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم للمرة الأولى

المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *