ما هي التعديلات على المناهج الدراسية في سورية بعد الإطاحة بنظام الأسد؟
شملت التعديلات إعادة صياغة عبارات، وإزالة أو تعديل صور ورسوم في عدد من الكتب المدرسية، وحذف نصوص وفقرات، وحذف كل ما هو متعلق بنظام الأسد، وفقرات متعلقة بالآلهة في كتب التاريخ والفلسفة؛ أما مادة اللغة الإنجليزية، فقد خضعت لتعديلات شاملة.
احتفال سوريين بسقوط النظام (Getty Images)
أعلنت الإدارة السورية الجديدة، تعديلات على المناهج الدراسية، لما تحتويه من معلومات مغلوطة، تعزز الدعاية لنظام المخلوع بشار الأسد وحزبه.
وقرّر وزير التربية والتعليم السوري في الحكومة الجديدة، نذير القادري، الأربعاء، إلغاء مادة “التربية الوطنية” من المناهج الدراسية في بلاده للعام الحالي؛ لما تحتويه من “معلومات مغلوطة”، وفق ما أوردت الوزارة.
وقال الوزير “قررنا إلغاء مادة التربية الوطنية الحالية من المناهج الدراسية والامتحانات لهذا العام، نظرا لما تحتويه من معلومات مغلوطة تهدف إلى تعزيز الدعاية لنظام الأسد المخلوع وترسيخ قواعد حزبه”.
وذكر أنه “ستُعوّض درجات مادة التربية الوطنية بمادة التربية الدينية الإسلامية أو المسيحية، أي أنه ستُعاد مادة التربية الدينية إلى المجموع العام، وتدخل في مجموع الشهادة الثانوية العامة بفروعها”.
ويأتي قرار الوزير القادري، ضمن سلسلة إجراءات إصلاحية تقوم بها حكومة تصريف الأعمال السورية، بعد الإطاحة بنظام الأسد.
وشملت التعديلات إعادة صياغة عبارات، وإزالة أو تعديل صور ورسوم في عدد من الكتب المدرسية، وحذف نصوص وفقرات، وحذف كل ما هو متعلق بنظام الأسد، وفقرات متعلقة بالآلهة في كتب التاريخ والفلسفة.
ولفتت التعديلات إلى حذف أحاديث ضعيفة في التربية الدينية، واستبدال عبارات وطنية مثل “الدفاع عن الوطن” لتصبح “في سبيل الله”.
أما مادة اللغة الإنجليزية، فقد خضعت لتعديلات شاملة في مختلف المراحل التعليمية، حيث تم حذف نصوص كاملة، وإعادة صياغة أخرى.
وتضمنت التعديلات، حذف صور متعددة لرموز عائلة الأسد، مع إجراء تغييرات على العبارات التي تدل عليهم في العديد من الكتب.
وللصف الأول، استُبدلت في مادة التربية الدينية عبارات “المغضوب عليهم” و”الضالين” و”ابتعدوا عن طريق الخير” إلى “اليهود والنصارى”، واستبدلت عبارة “طريق الخير” بعبارة “طريق الإسلام”.
وحُذف العديد من الأحاديث النبوية في مختلف المراحل الدراسية، “بسبب إسنادها الضعيف”، بحسب قرار الوزارة.
كما تمّ تبديل عبارة “علي كرم الله وجهه” إلى عبارة “علي رضي الله عنه”.
وأشار القرار بوجوب حذف كل الفقرات التي تتحدث عن حقبة حكم الدولة العثمانية، والتي كانت توصف في المناهج السورية على أنه “السلطة العثمانية الغاشمة”.
وفي الصف الثالث الثانوي العلمي، تم حذف الوحدة الكاملة المتعلقة بـ”أصل وتطور الحياة”، وحذف فقرة “تطور الدماغ” بالكامل من مادة العلوم، بما في ذلك الصور والرسوم البيانية المرتبطة بها، وأما مادة اللغة العربية فقد شهدت حذف نص “حماة الديار”.
وفي الصف الثامن، وبحسب التعديلات، تم حذف الدرس الأول من الوحدة الثالثة في مادة العلوم، والتي تحمل عنوان “أصل الحياة وتطورها على الأرض” من المنهاج.
وفي الصف الثالث الثانوي الأدبي، تضمنت التعديلات مادة التاريخ، حيث تم حذف الفقرات المتعلقة بـ “حرب تشرين التحريرية”، بالإضافة إلى الصور والرسومات المتعلقة بها. كما أُجريت تغييرات مشابهة في نصوص أخرى ضمن الكتاب.
أما بالنسبة للصف الأول الثانوي الأدبي، فقد شملت التعديلات مادة اللغة العربية، حيث تم حذف الفقرة التي تتحدث عن “مكتبة الأسد”. وفي مادة الفلسفة، تمت إزالة عدد من النصوص بالكامل مثل “الفكر الفلسفي الصيني”، بينما شهدت النصوص المتبقية إعادة صياغة.
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بسطت الفصائل السورية سيطرتها على العاصمة دمشق، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائدة الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، تكليف محمد البشير رئيس الحكومة، التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.
المصدر: عرب 48