محللون إسرائيليون: ترامب لا يدرك عواقب تصريحاته باستئناف الحرب على غزة
![](https://khaleejeyes.com/wp-content/uploads/2025/02/1739413288_990_20250212110640.jpg)
وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، الأربعاء، البيانات الصادرة أمس عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو و"مسؤولين سياسيين"، في أعقاب اجتماع الكابينيت السياسي – الأمني، وإثر تهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بوقف إطلاق النار في حال عدم إفراج حماس عن "جميع المختطفين" حتى الساعة 12:00 من ظهر السبت المقبل، بأنها "مثيرة للبلبلة".
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
وحذر المحللون من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد إعلان حركة حماس، أول من أمس، عن تأجيل دفعة تبادل الأسرى السبت المقبل، بسبب الخروقات الإسرائيلية للاتفاق.
ونقلت القناة 12 اليوم عن مسؤول إسرائيلي "مطلع على الاتصالات مع حماس"، تحذيره من انهيار المرحلة الأولى الحالية للاتفاق. وقال إنه "سنواصل تنفيذ الصفقة بشكلها الحالي إذا حررت حماس 3 مختطفين، لكن الخطاب حول إنذار بإعادة جميع المختطفين حتى السبت، إلى جانب حقيقة أنه لا تجري محادثات حول المرحلة المقبلة من الاتفاق، يضع استمرار المرحلة الحالية في خطر. ونحن في يوم حاسم حيال مصير الصفقة كلها".
وأفادت القناة بأن مسؤولين كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي نقلوا رسالة إلى المستوى السياسي، أمس، وجاء فيها أنه "علينا أن نُبدي ضبط نفس من أجل إنهاء المرحلة الأولى حتى نهايتها. ويحظر أن نوقف ديناميكية إعادة المختطفين. هذه الآلية تعمل، والوسطاء يكفلون الاتفاق ولا يوجد سبب حقيقي لوقف استمرار ذلك حاليا".
وأضافت القناة أن الجيش الإسرائيلي أيضا نقل رسالة إلى المستوى السياسي جاء فيها أنه "لدينا أدوات هجومية كبيرة، ونضع أمامكم كافة الإمكانيات. وينبغي إدراك كيفية تطور الأمور، وأخذ تصريح الرئيس ترامب وأن نستغله بأفضل شكل من أجل تحرير أكبر عدد ممكن من المختطفين. وإذا لم يحدث تقدما يعيد الصفقة إلى مسارها، فإنه ينبغي اتخاذ قرارات".
![](https://khaleejeyes.com/wp-content/uploads/2025/02/20250212113937.jpg)
لكن في هذه الأثناء، يستعد الجيش الإسرائيلي مجددا لاستدعاء واسع لقوات الاحتياط، يشمل عددا من الفرق العسكرية، في حال تقرر استئناف الحرب على غزة.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، هاموس هرئيل، إلى أن أقوال ترامب المتتالية "بمثابة قوة طبيعية لا يمكن رصدها أو إدارتها"، بمعنى التعامل معها.
وتساءل هرئيل حول شكل طريقة العمل مقابل حماس "وهل بالإمكان، من خلال إظهار قوة ملائمة، ابتزاز تغيير مواقف منها؟ والتنبؤ بخطوات ترامب لم يعد يبدو أنها مهمة للمحللين أو لعناصر الاستخبارات؛ وكذلك احتمالات النجاح نفسها سيحققها المنجمون وقارئو الفنجان".
ورأى هرئيل أن ترامب ونتنياهو "يلعبان بالنار"، ولفت إلى أنه "يجب التقدير في المرحلة الحالية كيف ستتصرف حماس على إثر الإملاء الأميركي الجديد. هل هناك ما يمكن أن تخسره هذه الحركة؟ ماذا ستفعل إسرائيل والولايات المتحدة إذا رفضت؟ ولنفترض أن هجوم الجيش الإسرائيلي في القطاع سيُستأنف، هل سيؤدي ذلك بالضرورة إلى انتصار إسرائيلي؟ إذ بخلاف مطلق لتعهدات نتنياهو، لم يُنجز أي انتصار مطلق على حماس في جميع أشهر الحرب. لماذا علينا أن نفترض أنه سيُنجز انتصارا كهذا الآن؟ وكم من المختطفين الذين ما زالوا على قيد الحياة سيقتلون في الطريق إلى هناك؟".
وأضاف أن التقديرات السابقة كانت تدعي أن وجهة ترامب نحو تسوية إقليمية جديدة، إلا أن "خطواته الأخيرة من أجلها أن تدل على أنه توصل إلى استنتاج أن حماس هي عقبة محتملة أمام خططه، وأنه من الأفضل أولا أن تزيح إسرائيل حماس من الطريق في القطاع، قبل أن يبدأ ترامب في تحقيق رؤيته في الشرق الأوسط".
وتابع "من الجائز أنه من خلال تهديداته، يمهد ترامب لنفسه إعطاء ضوء أخضر لنتنياهو من أجل التخلص من استمرار صفقة المختطفين والعمل أولا على تحطيم حماس. لكن يبدو أن ترامب ونتنياهو تأخرا بتذكرهما العمل على ذلك. وفي الطريق إلى هناك، قد يموت عشرات المختطفين ومعهم عدد كبير من الجنود الإسرائيليين والمواطنين الغزيين. وليس واضحا إلى أي مدى هذا الأمر يقلق ترامب أو نتنياهو، إذا كان يقلقهما ذلك أصلا".
بدوره، اعتبر المحلل الأمني والعسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن البيانات "المثيرة للبلبلة" الصادرة عن نتنياهو أمس "تدل على الضغوط التي يتعرض لها. ونتنياهو يحاول السير بين القطرات، (ضغوط) ترامب وسموتريتش وعائلات المختطفين والرأي العام الإسرائيلي".
وأضاف أن "حماس بنفسها قالت أول من أمس إنها مستعدة للإفراج عن المختطفين كما هو مخطط يوم السبت، وهددت يوم الإثنين بتأخير الإفراج عنهم كي يكون وقتا كافيا لدى الوسطاء من أجل إعادة الصفقة إلى مسارها. لكن الأوراق اختلطت مع تصريحات ترامب في الليل، والتي طالب فيها بتحرير ’جميع المختطفين’ حتى ظهر السبت وإلا ’ستفتح أبواب جهنم’".
وتابع بن يشاي أنه "بالرغم من أن ترامب اقترح ذلك على الحكومة الإسرائيلية ولم يضع خطا واضحا، فإنه أدخل نتنياهو في مشكلة مقابل الجناح اليميني – الخلاصي في الائتلاف، لأنه لا يمكنه أن يظهر أقل صقرية (تطرفا) من ترامب".
وبحسبه، فإن "الوضع الميداني الحقيقي هو أنه إذا بدأت إسرائيل عملية عسكرية شديدة في القطاع، فإن قسما من المختطفين على الأقل سيُستهدفون. ويقول ذلك كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين أيضا. ولذلك بالإمكان التقدير أنه حتى يوم الجمعة سيتم حل الأزمة بطرق دبلوماسية".
وأشار بن يشاي إلى أن "نتنياهو يخشى جدا من إحداث تناقضات بينه وبين البيت الأبيض، ومن أن ’ينقلب’ ترامب عليه مثلما فعل بعد اغتيال (قائد "فيلق القدس" قاسم) سليماني، في العام 2020. ونتنياهو يخضع لضغط من اليمين – الخلاصي ومن واشنطن، حيث يطلق ترامب تصريحات من دون التفكير بعواقبها. وسموتريتش يقصد فعلا أن يدخل الجيش إلى القطاع، وترامب يساعده ويبذل ويضع صعوبات أمام نتنياهو".
المصدر: عرب 48