Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

محللون عسكريون إسرائيليون يحذرون من استمرار الحرب

“الحرب في لبنان ستنتهي باتفاق، لأنه توجد دولة في الجانب الآخر وليس منظمة إرهابية. وإسرائيل لن تهدأ من دون اتفاق يعيد المخطوفين. ويعترفون في الغرب، لأول مرة منذ عقود كثيرة، بأنه يخيم على إسرائيل مرة أخرى تهديد وجودي”

شهداء في جباليا، اليوم، إثر غارة إسرائيلية (Getty Images)

وصف محللون عسكريون إسرائيليون تباهي القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بتحقيق “إنجازات” في الحرب على لبنان بأنها “احتفالات مبكرة وتوزيع ميداليات”، وشددوا على أن هذه الحرب لم تنته ومن شأنها تدفيع إسرائيل أثمانا أخرى، وبضمنها ما يتعلق بنتائج الحرب على غزة، والحرب المحتملة مع إيران، طالما لا يتم التوصل إلى اتفاقيات سياسية لإنهاء هذه الحروب.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم” يوآف ليمور، إلى أن “إسرائيل قوية جدا، لكنها ليست قادرة على كل شيء. والأصوات التي تعالت الأسبوع الحالي حول انقراض حزب الله كانت خطيرة، لأن من شأنها أن تزج بإسرائيل في حرب أبدية في لبنان، ويكون ثمنها باهظا. كما أن محاولات ’لمساعدة’ اللبنانيين بتشكيل حكومة جديدة جيدة وودية أكثر (تجاه إسرائيل) مصيرها الفشل. فقد فشلت إسرائيل في محاولة مشابهة، في العام 1982، وساهمت في تأسيس حزب الله”.

وأطلق ليمور وصف “نشوة القوة” على الحديث في إسرائيل عن “سلسلة النجاحات” ضد حزب الله في لبنان، وحذر من أنها تشكل إغراء لكثيرين كي يخوضوا حربا حتى النهاية، وفي مقدمتهم إيران. وأضاف أن حربا ضد إيران ستكون “معقدة ومليئة بالمخاطر والحساسيات، وتستوجب أن يسبقها ألف عملية تفكير، وخاصة حول احتمال اشتعالها وأهمية التعاون مع واشنطن، السند الحقيقي الوحيد لإسرائيل”.

دمار في بيروت بعد غارة إسرائيلية، اليوم (Getty Images)

وشدد على أن الحرب على لبنان “ستنتهي باتفاق، لأنه توجد دولة في الجانب الآخر وليس منظمة إرهابية”. واعتبر أن “إنجازات الحرب لن تختبر أثناء توقيع الاتفاق وإنما في اليوم التالي. وإذا لم تصر إسرائيل على تطبيقه، فلن تحقق شيئا وستعود إلى نقطة البداية. لذلك عليها أن تمنع بالقوة إعادة تسلح حزب الله أو إقامة ورش إنتاج في لبنان، ومنع عودة قوات الرضوان وإقامة بنية تحتية عند الحدود”.

وتابع أنه “بدون علاقة مع الإنجازات في جميع الجبهات، إسرائيل لن تهدأ من دون اتفاق يعيد المخطوفين إلى الديار. فهذا جرح نازف. وهذا يتطلب مبادرة وابتكارات وليس رد فعل فقط، وعلى الحكومة ورئيسها الإيعاز لطاقم المفاوضات بإحضار اتفاق، ومنحه تفويضا وقوة ودعما لتنفيذ ذلك، لأنه بدون ذلك لن تنتهي الحرب”.

وبحسب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، فإن “العملية البرية في جنوب لبنان تجري مثلما خُطط لها، ومقاومة حزب الله محدودة حتى الآن. لكن إطلاق القذائف الصاروخية على شمالي البلاد يتسع ويسقط خسائر أخرى”.

وأضاف أن “التعجرف الذي يبثه نتنياهو لا يدل على أن بحوزته سيناريو معقول لإنهاء الحرب في غزة أو لبنان. ففي غزة هو يطالب باستسلام قادة حماس ونفيهم، وفي لبنان يطالب بموافقة حزب الله على الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني. ولا يزال تحقيق ذلك بعيد. ومن شأن الحرب أن تستمر وأن نبقى عالقين بدون حل للمشكلة الأكثر اشتعالا، وهي المخطوفين”.

وادعى هرئيل أنه “خلافا للانطباع الذي قد ينشأ، إسرائيل لا تحاول الآن احتلال جنوب لبنان. ورغم أن حجم القوات الموجودة هناك كبير، لكن أي عملية في قرية شيعية ’تبتلع’ لفترة قوة لواء ولا تنفذ محاولة للسيطرة على المنطقة كلها في الوقت نفسه”.

وتابع أنه “في الجيش الإسرائيلي يدركون أن حزب الله يسعى إلى الانتعاش، وأنه في طهران وبيروت يفكرون في المدى البعيد، بخوض حرب استنزاف، تؤدي بحسبهم إلى انهيار المجتمع والاقتصاد في إسرائيل بواسطة إطلاق قذائف صاروخية وصواريخ بشكل مستمر على الشمال والوسط، حتى لو كان ذلك متقطعا. والهدف هو أن ييأس الإسرائيليون من العيش هنا”.

ولفت هرئيل إلى تقييمات يقولها مسؤولون استخباراتيون وأمنيون في دول غربية خلال لقاءاتهم مع نظرائهم في إسرائيل، ويتبين منها أنهم “لا يرصدون وجود إستراتيجية منتظمة عندنا، باستثناء مشاعر انتقامية وضرورة غير واضحة لترميم الردع، وجهود نتنياهو في صراع بقاء في الحكم”.

وأضاف أنه “في الغرب يحولون استيضاح إلى أي مدى مستعدة إسرائيل للتقدم في حرب ضد إيران وما هي خططتها في الحلبة الفلسطينية. ويعترفون في الغرب، لأول مرة منذ عقود كثيرة، بأنه يخيم على إسرائيل مرة أخرى تهديد وجودي”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *