محمد حسنين هيكل.. محطات في حياة «الجورنالجي» صانع تاريخ الصحافة العربية – أخبار مصر

تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي وُصف بأنه «صحفي القرن»، أحد أبرز الأسماء في تاريخ الصحافة العربية، الذي كان له مسيرة حافلة امتدت لأكثر من 6 عقود، كان خلالها شاهدا ومؤثرا في الأحداث الكبرى التي شكلت واقع العالم العربي.
البداية ومسيرة الصعود
وُلد محمد حسنين هيكل في 23 سبتمبر عام 1923 بقرية باسوس في القليوبية، وبدأ مشواره الصحفي في جريدة «الإيجيبشيان جازيت» باللغة الإنجليزية عام 1942، ثم انتقل إلى جريدة «أخبار اليوم»، وبرز كمراسل حربي خلال الحروب التي شهدتها المنطقة، ما أكسبه رؤية واسعة حول القضايا الإقليمية والدولية، كما غطى حرب فلسطين عام 1948 وكواليس الصراع العربي الإسرائيلي، ما جعله أحد الصحفيين القلائل المطلعين على خفايا السياسة في الشرق الأوسط.
أبرز محطاته في الأهرام
في عام 1957، تولى «هيكل» رئاسة تحرير جريدة «الأهرام»، ليحولها من صحيفة تقليدية إلى واحدة من أهم الصحف العالمية، بمستوى تحرير رفيع ومحتوى تحليلي عميق، وأنشأ صفحة «وجهات نظر»، التي أصبحت منصة للحوار الفكري والسياسي، وجعل من «الأهرام» مؤسسة بحثية تقدم تحليلات معمقة للأحداث الجارية، مستعينا بفريق من الكتاب والمفكرين.
الصداقة مع عبد الناصر وتأثيره السياسي
كانت علاقة هيكل بالرئيس جمال عبد الناصر استثنائية؛ إذ لم يكن مجرد صحفي ينقل الأخبار، بل كان مستشارًا مقربًا وكاتب خطاباته في كثير من الأحيان، ولعب دورا مهما في رسم سياسات إعلامية ودبلوماسية في العهد الناصري، لكنه احتفظ بمسافة مهنية مع السلطة، ما جعله مثار جدل بين مؤيديه ومعارضيه، وظل قريبا من دوائر صنع القرار دون أن يفقد استقلاليته كصحفي.
كتبه ومؤلفاته
ترك هيكل إرثًا فكريًا هائلًا من الكتب والمقالات التي وثقت مراحل مهمة من التاريخ العربي، مثل «خريف الغضب» عن السادات، و«ملفات السويس»، و«المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل».
كما قدم محمد حسنين هيكل، خلال مسيرته، تحليلات دقيقة عن قضايا الشرق الأوسط، ما جعله مرجعا سياسيا لكثير من الباحثين، ومن أبرز أعماله أيضا «زيارة جديدة للتاريخ» و«عند مفترق الطرق»؛ إذ استعرض تحولات السياسة العالمية والإقليمية.
الرحيل والإرث الصحفي
ورحل «هيكل» في 17 فبراير عام 2016، لكنه ترك وراءه مدرسة صحفية فريدة تستند إلى التحليل العميق والبحث الاستقصائي، وبقيت كتاباته شاهدة على مسيرة رجل لم يكن مجرد ناقل للأخبار، بل صانعا لها، وصاحب رؤية شكلت الوعي العربي لعقود، كما استمر تأثيره عبر تلاميذه الذين تربوا على نهجه الصحفي، مؤكدين أن مدرسة هيكل ستبقى حية في عالم الصحافة لسنوات قادمة.
المصدر: اخبار الوطن