Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

مدرسة بدو الكعابنة | “مشهد مرعب والتلاميذ يهربون”

تلميذة في المدرسة: “شعرنا وكأننا نواجه الموت، كان أحد المستوطنين يحاول اقتحام باب غرفة الصف، وفجأة انقطعت الكهرباء والماء، ووجدنا أنفسنا مختنقين من الخوف داخل الغرفة”.

(مستوطنين يعتدون على مدرسة بالضفة / تصوير شاشة)

يعبّر تلاميذ مدرسة “بدو الكعابنة” الأساسية المختلطة بتجمع “عرب الكعابنة”، الواقع قرب مدينة أريحا شرق الضفة الغربية المحتلة، عن مخاوفهم المتزايدة من اعتداءات المستوطنين، وذلك بعد “هجومهم” على المدرسة، أول من أمس، الإثنين، والذي أسفر عن إصابة 8 من الطلاب والمعلمين.

وللوقوف على أثار الاعتداء وتقديم المساعدة اللازمة، زار المدرسة، (الثلاثاء)، جمعٌ من الأهالي، وممثلون عن مؤسسات حقوقية، ووفد رسمي فلسطيني يترأسه محافظ أريحا.

ورغم توافد الزائرين إلى المدرسة، يؤكد التلاميذ فيها، وهم أطفال بأعمار تتراوح بين 6 و12 عامًا، أنه أصبح من الخطر الوصول إليها ومواصلة التعليم فيها، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين بشكل غير مسبوق.

يعيش في تجمع “عرب الكعابنة” حوالي 700 فلسطيني في خيام وبيوت من الصفيح، فيما يلتحق بالمدرسة 100 من أطفال هذا التجمع وعدة تجمعات بدوية أخرى مجاورة.

لحظات من الرعب

تحكي الطفلة، ملك مليحات، وهي تلميذة بالصف الثالث الابتدائي، في تقرير لوكالة “الأناضول، اللحظات المخيفة التي عاشتها مع زملائها وزميلاتها أثناء الهجوم الذي شنه المستوطنون على مدرستهم، التي تقع على السفوح الشرقية لجبال الضفة الغربية والمطلة على الأغوار.

تقول ملك: “كان المشهد مرعبًا، التلاميذ يهربون والمستوطنون يحملون العصي ويعتدون بالضرب على التلاميذ، وقد تم سحل مدير المدرسة وضربه بشكل وحشي”.

وتتابع: “كانت لحظات مرعبة توقفت فيها الحياة والتعليم، وشاهدت والدي يتعرض للضرب ثم الاعتقال من قبل جنود الاحتلال أمام عيني لأنه دافع عنا”.

ورغم المخاوف والمخاطر، تقول الطفلة إن هذه الهجمات “لن تكسر عزيمة الطلاب”، وأشارت إلى مستوطن يُدعى “زوهر”، معروف بهجماته المتكررة على سكان تجمع “عرب الكعابنة”.

طفلة أخرى تدعى آية مليحات، وتدرس بالصف الرابع الابتدائي، تروي كذلك لحظات الرعب التي عاشتها ورفيقاتها أثناء اقتحام المستوطنين لمدرستهم.

تقول آية للأناضول: “المستوطنون دمروا المدرسة، مزقوا العلم الفلسطيني، وكل رسمة تحمل رمزًا فلسطينيًا”.

وتضيف: “شعرنا وكأننا نواجه الموت، كان أحد المستوطنين يحاول اقتحام باب غرفة الصف، وفجأة انقطعت الكهرباء والماء، ووجدنا أنفسنا مختنقين من الخوف داخل الغرفة”.

وتتابع: “في البداية لم أرغب في العودة إلى المدرسة خوفًا من تكرار ما حدث، لكن اليوم، بإذن الله، سنواصل التعليم مهما كانت الظروف”.

مطالبة بمحاسبة المستوطنين

عمدة تجمع “عرب الكعابنة”، سليمان مليحات، أفاد، في تقرير “الأناضول”، بأن مجموعة من المستوطنين الذين يعملون كرعاة بدأوا بترويع السكان منذ عدة أشهر، حيث يعترضون طريقهم، ويمنعونهم من الوصول إلى المراعي، ويقومون بحرق المنازل، وتسميم مياه شرب الأغنام”.

وأضاف: “أمس هاجموا السكان والمدرسة تحت حماية الجيش”، واصفًا سلوك المستوطنين بأنه “وحشي”، ومطالبًا بمحاسبتهم وتوفير الحماية للسكان.

وأشار مليحات إلى أن المستوطنين يسعون إلى تهجير التجمع لتنفيذ مخططاتهم الاستيطانية.

“يعيشون في وهم”

وفي السياق ذاته، قال محافظ أريحا والأغوار، حسين حمايل، إن “اعتداءات المستوطنين تتزايد في الأغوار، لا سيما في منطقة المعرجات حيث يقع تجمع بدو الكعابنة ومدرستهم”.

وأضاف في كلمة خلال زيارته للمدرسة: “الاحتلال الإسرائيلي يعيش في وهمٍ بأن ممارساته القمعية قادرة على ترحيل الشعب الفلسطيني عن أرضه”.

وأكد قائلاً: “كل أشكال الإرهاب والعنف لن تنال من إرادة الشعب الفلسطيني أو تفك ارتباطه بأرضه وعقيدته، وسيظل صامدًا فوق ترابه”.

إصابات وأضرار

والاثنين، أُصيب 8 من الطلاب والمعلمين واعتقل شخصان، أحدهما متضامن إسرائيلي، جراء إقدام مستوطنين بحماية جيش الاحتلال، على اقتحام المدرسة.

وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أوضحت أن اقتحام جيش الاحتلال والمستوطنين للمدرسة، والاعتداء على الهيئة التدريسية والإدارية فيها، وترويع التلاميذ، وتخريب مرافقها، أصبح “مشهدًا متكررًا”، كما جاء في بيان للوزارة، مصحوب بصور، من موقع الاقتحام.

تهجير التجمعات البدوية

هيئة “مقاومة الجدار والاستيطان” الفلسطينية، تفيد في بياناتها، بأن اعتداءات المستوطنين على الأهالي في الضفة الغربية المحتلة منذ 7 أكتوبر الماضي أدت إلى تهجير سكان 28 تجمعًا بدويًا، تضم 311 عائلة.

وبموازاة حربه التدميرية على غزة، وسّع جيش الاحتلال عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن استشهاد 705 وإصابة نحو 5 آلاف و700، إضافة لأكثر من 10 آلاف و700 معتقل، وفق مؤسسات حقوقية رسمية فلسطينية.

فيما خلفت “الحرب على غزة”، إلى الآن، أكثر من 136 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *