"مدى الكرمل" ينظّم ندوة لنقاش دراسة حول "الأطباء الفلسطينيين في المستشفيات الإسرائيلية"

نظّم المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية "مدى الكرمل"، اليوم السبت، ندوة ناقش فيها دراسة جديدة بعنوان "أصوات مكتومة وفضاءات معسكرة: الأطباء الفلسطينيون في المستشفيات الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر"، وذلك في مقر جمعية الثقافة العربية بمدينة حيفا.
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
وشارك في الندوة العشرات من الأطباء المشاركين في الدراسة، إضافة إلى باحثين، ونشطاء، وشخصيات قيادية من المجتمع العربي في الداخل.
وافتتحت الندوة المديرة العامة لمدى الكرمل، د. عرين هواري، وقدمت شرحًا عامًا حول التغيرات التي طرأت على الحريات خلال فترة الحرب. ثم قدمت الباحثة غادة مجادلة، المتخصصة في تقاطع الصحة والسياسة، عرضًا لأبرز السياسات العنصرية التي تعرض لها الأطباء الفلسطينيون خلال الحرب، وذلك بحضور أ.د سليم حاج يحيى ود. أسامة طنوس كمعلقين على البحث.
وقالت مجادلة إن الدراسة "أتت لفهم ما حدث في المشافي الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر، ولتسليط الضوء على تجارب الأطباء الذين عاشوا حالات من الترهيب، والتخويف، والإسكات القسري، بالإضافة إلى تجارب الطرد من العمل وتقديم شكاوى ضدهم في الشرطة".
وأضافت أن البحث اعتمد على شهادات سرية لـ9 أطباء وطبيبات يعملون في مستشفيات وصناديق مرضى في جميع أنحاء البلاد، مما يعكس حالة الخوف السائدة بين الأطباء العرب في الجهاز الصحي الإسرائيلي.
بدورها، أكدت د. عرين هواري أن "أهمية الدراسة تكمن في توثيق وتحليل التضييقات التي شهدناها، وتأطير الجهاز الطبي الإسرائيلي كجزء متماهٍ مع المنظومة السياسية والعسكرية، وعدم قدرة الأطباء على التعبير عن مشاعرهم وإنسانيتهم، في ظل الإخراس والإسكات والمعاقبة".
وأشارت إلى أن مدى الكرمل يعمل على دراسات جديدة حول المحاضرين الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية، والأخصائيين النفسيين في الجهاز الصحي الإسرائيلي، لتوثيق التأثيرات السياسية على هذه القطاعات.
دور الأطباء العرب في تطور القطاع الصحي
في تعقيبه، شدد أ.د سليم حاج يحيى، أستاذ جراحة وزراعة القلب في جامعة غلاسكو وعميد كلية الطب البشري في جامعة الخليل، على أن تقدم المراكز الطبية الإسرائيلية عالميًا يعود إلى الأطباء والممرضين العرب، الذين يتمتعون بدرجة مهنية عالية وبأخلاقيات تعامل إنسانية متميزة.
وأضاف "من المهم الحفاظ على وجود الأطباء العرب في المستشفيات الإسرائيلية، ومنع تجريدهم من إنسانيتهم، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم".
أما د. أسامة طنوس، طبيب الأطفال والمدير المشارك في البرنامج الفلسطيني للصحة وحقوق الإنسان بجامعة هارفرد، فأوضح أن "جهاز الصحة الإسرائيلي لم يكن يتوقع أن يندمج فيه فلسطيني الداخل ليشكلوا نصف هذا الجهاز".
وأشار إلى أن "مهما كان منصب الطبيب العربي في المؤسسة الصحية، فإنه يبقى في موضع (الضيف)، ولا يستطيع التعبير عن رأيه الكامل، بل يُفرض عليه الصمت في كثير من الأحيان".
وأضاف طنوس أن "بعد السابع من أكتوبر، تحولت نظرة المجتمع الإسرائيلي والجهاز الصحي للطبيب والممرض العربي من (ضيوف) إلى (جزء من العدو)، مع مطالبتهم بإظهار الارتياح تجاه العسكرة والرموز الإسرائيلية التي يرفضها الفلسطينيون في الداخل".
بدوره، أكد د. امطانس شحادة، مدير برنامج دراسات إسرائيل في مدى الكرمل، أن الدراسة "تتناول قطاعًا مهمًا في المجتمع الفلسطيني في الداخل، وتوثّق التضييقات التي واجهها الأطباء خلال الحرب، بالتزامن مع الاستهدافات المباشرة التي تعرض لها القطاع الصحي في غزة".
وختم بالقول: "يجب أن يكون هناك مجال للتعبير عن آراء الأطباء بحرية، خصوصًا في ظل ما يجري حاليًا من انتهاكات".
المصدر: عرب 48