مرحلة علينا استثمارها.. الاحتلال يعاني من الانقسام الداخلي
هنية: “نحن أمام مرحلة استثنائية في مسار الصراع مع العدو بما يفرض علينا التفكير بشكل جماعي واتخاذ قرارات استثنائية في كيفية مواجهة ومقاومة هذه السياسات وكبح جماح هؤلاء المتطرفين..”
انطلق في مدينة العلمين شمالي مصر، الأحد، اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، لبحث ملفات أبرزها “ترتيب البيت الفلسطيني ووضع إستراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي”.
وفي الكلمة الافتتاحية، قال سفير فلسطين لدى القاهرة دياب اللوح إن “جلسة عمل الاجتماع ستكون مغلقة”.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن الاجتماع يبحث “التطورات الفلسطينية، وسبل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية”.
وأضافت الوكالة أن قيادات الفصائل “أكدت السبت، خلال لقاءات تحضيرية ثنائية وجماعية، على ضرورة الخروج بقرارات لتعزيز اللحمة الوطنية ودعم صمود الشعب في مواجهة اعتداءات الاحتلال”.
كما شددت قيادات الفصائل على “ضرورة تمتين وحدة الصف الفلسطيني، في إطار منظمة التحرير المُمثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”، وفقا للوكالة.
وفي بداية كلمته قال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، إسماعيل هنية، “نتوجه بالشكر والتقدير للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ولإخوتنا وأشقائنا في الدين والدم والمصير في جمهورية مصر العربية على ما بذلوه في سبيل هذه القضية في كافة مراحلها بدءا بالشهداء الأبرار انتهاء بهذا الجهد الذي لا يتوقف في رعاية مصالح شعبنا وجمع كلمته، والحرص عليه باعتباره وقضيته جزءا لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها ومستقبلها”.
كما وشكر هنية “الأخ الرئيس أبو مازن (محمود عباس) على هذه المبادرة بالدعوة لعقد لقاء الأمناء العامين للفصائل والذي هو مطلب الجميع كصيغة مؤقتة على طريق توحيد الوضع الفلسطيني ضمن منظومه وطنية فلسطينية تضم الجميع، ونؤكد على أهمية استمرار هذه اللقاءات حتى انجاز الصيغة الوطنية الجامعة الدائمة”.
وأوضح هنية “نحن أمام مرحلة استثنائية في مسار الصراع مع العدو بما يفرض علينا التفكير بشكل جماعي واتخاذ قرارات استثنائية في كيفية مواجهة ومقاومة هذه السياسات وكبح جماح هؤلاء المتطرفين، كما يفرض علينا أن نضع الخطط المناسبة لتعزيز صمود شعبنا المرابط في القدس ودعم المنتفضين والمقاومين”.
وقال هنيّة إن ما يسمى “عملية التسوية” وصلت إلى طريق مسدود واستفاد منها الاحتلال طوال الأعوام الثلاثين الماضية وحوّل أرضنا إلى معازل وكانتونات والتهم الاستيطان معظم أراضي الضفة.
وأضاف إننا “نملك نافذة فرص علينا استثمارها فالاحتلال يعاني من الانقسام الداخلي غير المسبوق، وتوتر علاقاته الدولية وعدم قدرته على كسر إرادة شعبنا ومقاومته المتصاعدة”.
وفي ما يتعلق بمطالب الجهاد الإسلامي قال هنية إن “طلب الأخوة في الجهاد بالإفراج عن المعتقلين على خلفية المشاركة في مقاومة الاحتلال أو على خلفية الانتماء السياسي هو مطلبنا جميعا ونؤكد عليه”.
وعن غياب 3 فصائل فلسطينية عن حوار القاهرة، أشار إلى أنه “ثلمة في هذا اللقاء ولا يكتمل عقدنا وتمضي إستراتيجيتنا إلا بوحدتنا جميعا ووقوفنا صفا واحدا في مواجهة عدونا”.
وقبل انطلاق الأحد، اجتمع وفد من “فتح”، برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول، بوفد من “حماس” برئاسة رئيس الحركة إسماعيل هنية”، كما جمعت لقاءات ثنائية منفصلة أخرى وفد من “حماس” مع وفود من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة المبادرة الوطنية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”.
وقال المتحدث باسم “حماس” حازم قاسم إن الحركة “عقدت لقاءات مع غالبية الفصائل الفلسطينية المشاركة في الحوار، لتوثيق أرضية صلبة لإنجاح الاجتماع، ولصياغة بيان ختامي يناسب كل القوى”.
وأردف قاسم أن “هذه اللقاءات محاولة لتوسيع مجالات المواقف المشتركة بين الفصائل والوصول إلى صيغة توافقية مشتركة يكون لها خطوات عملية”.
وفي 10 تموز/ يوليو الجاري، وجّه الرئيس عباس دعوة إلى الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ بمصر، في أعقاب عملية عسكرية عدوانية نفذها الاحتلال إسرائيلي استمرت نحو 48 ساعة في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وأعلنت 3 فصائل فلسطينية مقاطعتها لهذا الاجتماع وهي “الجهاد الإسلامي” و”طلائع حرب التحرير الشعبية (الصاعقة)”، و”الجبهة الشعبية/ القيادة العامة”، بسبب ما قالت إنها “اعتقالات سياسية في الضفة الغربية” من جانب السلطة الفلسطينية.
والأحد، أعلنت الفصائل الثلاثة، خلال مؤتمر صحافي في غزة، أنها ستحترم نتائج اجتماع مصر “ما لم تمس رؤيتها الوطنية”، ودعت المجتمعين إلى “وضع إستراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال، وتشكيل قيادة موحدة لإدارة المقاومة في الضفة”.
كما دعت إلى “إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب مجلس وطني ولجنة مركزية وتفعيل الإطار القيادي للأمناء العامين كلجنة وطنية لإدارة الصراع، فضلا عن سحب الاعتراف بإسرائيل”.
المصدر: عرب 48