مسؤول أميركي يشكف آلية نقل المساعدات
أعلن قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، الأدميرال براد كوبر، أنه تم إنجاز ربط الميناء العائم المخصص للمساعدات بشاطئ غزة، اليوم الخميس، على أن يبدأ إيصال المساعدات “قريبا”.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وكشف المسؤول الأميركي، تفاصيل آلية عمل الرصيف البحري الذي تقيمه واشنطن قبالة شواطئ غزة، بدعوى توصيل مساعدات إنسانية إلى القطاع، مؤكدا أنها ستبدأ خلال أيام، بالتزامن مع اشتداد الحرب الإسرائيلية وتفاقم تبعاتها على المدنيين.
وقال كوبر “قبل ساعات قليلة، ثُبّت بنجاح الميناء العائم على الشاطئ في غزة”. وأوضح للصحافيين “أعتقد أن حوالي 500 طن (من المساعدات) ستصل في اليومين المقبلين. إنها كمية كبيرة جدا، وهي موزّعة الآن على العديد من السفن”.
ويجري تفتيش المساعدات الإنسانية في قبرص، وبمجرد وصولها إلى اليابسة سيتم تفريغها ونقلها إلى غزة في غضون ساعات. وبحسب كوبر، “هناك آلاف الأطنان من المساعدات الآتية. نحن نرى تدفق كميات كبيرة من المساعدات إلى قبرص لتوزيعها” في قطاع غزة.
وأشار إلى أنه “لن تكون هناك قوات عسكرية أميركية على الأرض في غزة”، لافتا إلى أن ثلاث سفن عسكرية أميركية إضافية ستشارك في جهود الإغاثة خلال الأيام المقبلة، كما ستشارك بريطانيا بسفينة.
وأعلن الرئيس جو بايدن عن الميناء العائم في آذار/ مارس الماضي، لمعالجة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة حيث حذرت الأمم المتحدة من خطر المجاعة مع نزوح معظم السكان هربا من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان صدر عنه، أنه “تم استكمال ربط الرصيف العائم في قطاع غزة بنجاح”، وأضاف أنه قام “على مدار الأسابيع الأخيرة، بتحضيرات واسعة النطاق لاستقبال الرصيف العائم”.
وجاء إعلان الجيش الإسرائيلي عن ما يصفه بـ”المجهود الإنساني المتواصل الذي يبذله لإنشاء الرصيف العائم”، بالتزامن مع جلسة التي تعقدها محكمة العدل الدولية في لاهاي، للنظر بطلب جنوب إفرقيا، إصدار أمر فوري بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح.
وقال كوبر إن “الرصيف البحري سيبدأ بالعمل وبإيصال المساعدات إلى سكان غزة في الأيام المقبلة”. وأضاف في إيجاز عبر الهاتف للصحافيين نشرت تفاصيله وزارة الخارجية الأميركية عبر موقعها، مساء الأربعاء: “تم إنشاء الرصيف لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، وليس له أي غرض آخر”.
وتابع: “الرصيف مؤقت بطبيعته، ويمثل المسار البحري مسارًا إضافيا كما ذكرنا ولا يستبدل الطرق البرية إلى غزة، ويحظى هذا الجهد بدعم دولي بالتنسيق مع الأمم المتحدة”، وأكد أن “القوات العسكرية الأميركية لن تتواجد على الأرض في غزة”.
وقال: “كنا نعلم أن هذا الجهد سيستغرق حوالي شهرين قبل أن يؤتي ثماره”، وأضاف: “تم تحميل قطع الرصيف على متن سفن في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ثم تم نقلها لمسافة 11 ألف كيلومتر قبل أن يتم تجميعها قبالة سواحل غزة”.
وتوقع المسؤول العسكري الأميركي أن “يتم تثبيت الرصيف المؤقت عند شاطئ غزة والبدء في إيصال المساعدات في الأيام المقبلة”.
بين قبرص وغزة
وعن كيفية تنفيذ عملية توصيل المساعدات إلى غزة بحرا، قال: “تصل المساعدات الإنسانية في البداية إلى قبرص عن طريق الجو أو البحر، ويتم هناك فحصها ووضعها على منصات وإعدادها للتسليم”.
وبعد ذلك، بحسب المصدر ذاته، سيتم تحميل منصات المساعدات على متن سفن تجارية أو عسكرية كبيرة تسافر من قبرص إلى منصة عائمة كبيرة قمنا بتجميعها على بعد عدة كيلومترات قبالة ساحل غزة”.
وبحسب كوبر، “تعتبر المنصة العائمة بمثابة مساحة عمل مستقرة لنقل المنصات من السفن التجارية الأكبر حجما إلى سفن عسكرية أميركية أصغر حجما وقادرة على الوصول إلى نقطة أقرب من الشاطئ، ونقل ما بين 5 إلى 15 شاحنة مساعدات”.
وقال: “تقوم السفن الأصغر بعد ذلك بنقل هذه الشاحنات المحملة بالمساعدات من المنصة العائمة إلى الرصيف المؤقت الذي هو في الأساس جسر عائم يبلغ طوله عدة مئات من الأمتار ومثبت على الشاطئ في غزة”.
وأضاف: “وهكذا تنتقل المساعدات من المنصة العائمة إلى الشاحنات، ثم إلى السفن الصغيرة، ثم من السفن الصغيرة إلى الجسر العائم، وتسير الشاحنات على الجسر حتى البر ويتم إنزال السلع على الأرض، ثم تكرر هذه الشاحنات العملية باتباع المسار المذكور”.
وتابع: “بعد ذلك وبشكل منفصل، وبعد وصول السلع إلى الشاطئ، تتسلم الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي المساعدات الإنسانية لتوزيعها داخل غزة في وقت لاحق، وهاتان العمليتان منفصلتان”.
مئات الأطنان من المساعدات
وتحدث كوبر عن توفّر “مئات الأطنان من المساعدات الجاهزة للتسليم وآلاف الأطنان من المساعدات قيد الإعداد من دول شريكة متعددة”. وقال: “نشهد تدفق كميات كبيرة من المساعدات إلى قبرص، ونتوقع أن يستمر التدفق مع مساهمة مزيد من الجهات المانحة”.
وفي الوقت نفسه أوضح أن “أمن أفراد القوات والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية يؤخذ على محمل الجد”، وتحدث عن أن “هذه مهمة إنسانية 100%، وأي هجوم عليها وعلى العاملين فيها هو هجوم على المساعدات المقدمة لسكان غزة”.
كما بيّن أن القيادة المركزية الأميركية ستستمر في إعادة “تقييم الأمن” بشكل يومي بغرض توجيه عملياتها. وقال بهذا الشأن: “لدينا خليتا تنسيق، إحداهما في قبرص والثانية في إسرائيل، ونعمل منذ أسابيع مع فريق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والقبارصة والإسرائيليين والأمم المتحدة، لدعم جهود التخطيط لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
وأشار المسؤول العسكري الأميركي إلى أنهم “مستعدون بشكل تام، ولا مشاكل مع السفن”. وقال: “لدينا مجموعة كاملة مع نحو ألف جندي وبحار أميركي، غالبيتهم في البحر على أهبة الاستعداد لتنفيذ المهمة بالغة الأهمية”، مضيفا أنه “ما من عوائق أمام تنفيذها حاليا”.
المسار البحري بديل غير كافٍ
والأسبوع الماضي، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن وزير خارجية قبرص، كونستانتينوس كومبوس، قوله إن “سفينة أميركية محملة بمساعدات إنسانية غادرت ميناء لارنكا متجهة إلى غزة، في أول عملية تسليم إلى الرصيف الذي تم بناؤه حديثا”.
وتأتي هذه الرحلة بعد نحو شهرين من إصدار الرئيس بايدن الأمر ببناء رصيف عائم كبير على بعد عدة أميال قبالة ساحل غزة ليكون منصة انطلاق لعمليات تسليم المساعدات.
إلا أن عاملين في المجال الإنساني يشددون على أن المساعدات القادمة عن طريق البحر لن تكون كافية للتخفيف من المعاناة الإنسانية الشديدة في غزة، وإن الطريقة الأكثر فعالية هي إيصالها برا.
ومن جراء الحرب والقيود الإسرائيلية يعاني سكان غزة من المجاعة، لا سيما في محافظتي غزة والشمال، في ظل شح شديد بإمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود بسبب الحصار خاصة مع تصاعد وتيرة القصف وتطويق الحصار بسيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي مع مصر، الأسبوع الماضي.
المصدر: عرب 48