مسؤول بـ«اليونيسكو»: إدراج احتفالات مسار العائلة المقدّسة على لائحة المنظمة يحفظ تراثنا – تحقيقات وملفات
أكد د. شريف صلاح، مسئول الثقافة والترجمة باللجنة الوطنية المصرية لليونيسكو، أن إدراج احتفالات مسار العائلة المقدّسة على لائحة التراث بمنظمة اليونيسكو جاء كمفاجأة جميلة تحفظ هوية وتراث مصر وتنقله إلى العالم.
وأشار «صلاح»، فى حواره مع «الوطن»، إلى أن الهدف من السعى إلى هذا الأمر ليس «سلعنة» مسار العائلة المقدسة، أى أن الهدف ليس العوائد المالية، وإنما الهدف منه الحفاظ على الهوية والتراث المصرى، مشيراً إلى أنه تم أخذ موافقة المجتمعات المحلية الموجودة فى مناطق مسار العائلة المقدّسة ضمن الملف المقدّم إلى المنظمة.. وإلى نص الحوار:
صلاح: «المسار» تراث يخص المصريين جميعاً ويضم احتفالات متوارثة منذ آلاف السنين
ماذا يعنى إدراج احتفالات مسار العائلة المقدّسة على لائحة اليونيسكو للتراث غير المادى؟
– رحلة العائلة المقدّسة تشكل أحد عناصر الهوية المصرية، وإدراج الاحتفالات بمسار العائلة المقدّسة على لائحة التراث غير المادى لليونيسكو يعتبر نشراً للوعى فى المدارس والجامعات والمجتمع المدنى، وهذا ما نقوم به كاللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة بالاشتراك مع الجهات والوزارات المعنية، مثل وزارة الثقافة والآثار والسياحة والتنمية المحلية وغيرها، كما يسهم إدراج الاحتفالات فى زيادة وعى المجتمع الدولى بالرحلة المقدّسة فى مصر، وكذلك تبادل الروايات الشفهية بشأن تراث العائلة المقدّسة ومسارها من موالد وتراث شفهى وحكايات.
ما الجهات التى كانت معنية بهذا الملف؟
– إدراج الاحتفالات الشعبية لمسار العائلة المقدّسة لم يكن مقتصراً على نطاق عمل اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة فقط، بل جميع الجهات، وهى كثيرة، والتى تشابكت واجتهدت من أجل إدراج هذا الملف، وكانت اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة هى القناة بين الجهات والمؤسسات الحكومية وبين اليونيسكو، حيث تضافرت جهود كثير من الجهات، منها وزارات الخارجية والثقافة والآثار والسياحة والكنيسة، وكان هناك أيضاً دور لمركز الدراسات القبطية الفرنسيسكان.
ما الذى تعنيه هذه الاحتفالات بالنسبة للمصريين؟
– الأماكن التى مرّت بها العائلة المقدسة تمثل الآن تراثاً ثقافياً مهماً يحتوى على جميع الاحتفالات الشعبية، ليس فقط بالنسبة للإخوة الأقباط، بل لجميع فئات الشعب المصرى، فى كل مكان مرّت فيه العائلة المقدسة نجد به كنيسة تأسست أو ديراً أو بئراً للماء، أو كان يمارس حوله تراث ثقافى بمختلف أشكاله، وكان إما فى شكل احتفالات، بعضها فى أول العام أو أول كل سنة، وبعض الأماكن يُعقد فيها بعض الاحتفالات فى شهر فبراير، مثل مركز ملوى بالمنيا، وهناك احتفالات يوم العذراء فى شهر أغسطس، وكل هذا يعكس عنصراً يرسّخ للتراث غير المادى ويؤصل للهوية الثقافية المصرية.
ما الذى قدّمناه فى الملفين لليونيسكو بشأن توافر شروط وضوابط الإدارج؟
– ما قدمناه هو استكمال الملف، اليونيسكو لها اتفاقية تسمى اتفاقية 2003، وهى معنية بصون التراث الثقافى غير المادى أو غير الملموس، الاحتفالات والروايات الشفهية والأغانى، واليونيسكو لديها لائحتان، واحدة هى اللائحة التمثيلية، والثانية هى لائحة التراث الثقافى غير المادى، وله سجل يُسمى سجل الممارسات الجيدة للشعوب، وما قُمنا به لإدراج هذا العنصر على اللائحة التمثيلية للتراث غير المادى فى اتفاقية 2003، والمراحل كانت كالتالى، أنه بعد استيفاء كتابة الملف، والذى يكون مكتوباً بإحدى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وفيديو لا يقل عن 5 دقائق بجودة معينة يتضمن أحد هذه الاحتفالات، مرفق به موافقات المجتمع المحلى والمعنيين على الإدراج.
لماذا يُشترط الحصول على موافقة المجتمع المحلى؟
– لأن المجتمعات المحلية هى المعنية بالعنصر التراثى، وبالحفاظ عليه، والموافقة لا بد أن تكون مسبقة وحرة وواعية ومستنيرة.
ما العوائد من هذا الأمر؟ كسياحة مثلاً؟ أم أن الأمر لا يرتبط بالعوائد المالية؟
– اتفاقية اليونيسكو فى محتواها وأهدافها ومضمونها لا تهدف إلى «السلعنة»، لا نهدف إلى جنى الأموال، نحن نهدف إلى الحفاظ على هويتنا وتراثنا وثقافتنا، وأن يصل ذلك إلى العالم كله، هذا هو الأساس، ومن الطبيعى عندما يحدث ذلك أن يأتى العالم ليرى ويشاهد هذا التراث.
ملف العائلة المقدرسة
الخطوة الأولى كانت فى 2019، وأدرجنا الملف على لائحة اللجنة الوطنية المصرية لليونيسكو، وفى عام 2020 تم تحديث الملف فى ما يتعلق بأى تطوير حدث فى الأماكن التى مرت بها العائلة المقدّسة، ثم تقدّمنا بالملف إلى اليونيسكو عن طريق اللجنة الوطنية المصرية لليونيسكو فى مارس 2020، وتم وضعه على جدول أعمال اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتقييم تلك الملفات، والتى تُعقد سنوياً فى آخر كل عام تحديداً فى نوفمبر وديسمبر، وأدرج على جدول أعمالها ليناقش ويقيم فى اللجنة التى عُقدت فى 2022، وكانت المفاجأة الجميلة فى الموافقة وإدراج الاحتفالات الشعبية لمسار العائلة المقدسة على اللائحة التمثيلية للتراث غير المادى لاتفاقية اليونيسكو.
المصدر: اخبار الوطن