مسيرة احتجاجية ضد مخطط نقل مزارع دجاج من ماعونا لمحاذاة منازل الأهالي

أهالي ترشيحا ينظمون مسيرة في بلدة ماعونا اليهودية المجاورة، احتجاجا على مخطط لنقل أقنان الدجاج من ماعونا، إلى منطقة قريبة من منازل أهالي ترشيحا، الأمر الذي يعرض الأهالي لأضرار بيئية وصحية.

شارك العشرات من أهالي ترشيحا، مساء اليوم، الخميس، بمسيرة احتجاجية في بلدة “ماعونا” المحاذية لترشيحا، ضد مخطط نقل حظائر الدجاج من البلدة اليهودية المجاورة، إلى منطقة قريبة من البيوت السكنية في قرية ترشيحا.

وتأتي المسيرة بدعوة من الحراك الشعبي “جبهة العمل والتصدي لمخطط الأقنان”، وبالتعاون مع بلدية معالوت – ترشحيا.

وأكد المتظاهرون رفضهم لنقل أقنان الدجاج إلى محاذاة المنازل الخاصة بأهالي ترشيحا، لما قد يسببه ذلك من أضرار بيئية وصحية ومكاره يومية سيتعرض لها السكان.

وانطلق المشاركون بالمسيرة من مدخل بلدة “ماعونا”، وصولا إلى موقع الحفريات المحاذية للبيوت السكنية في ترشيحا.

وفي حديث لـ”عرب 48“، قال نائب رئيس بلدية معالوت – ترشيحا، نخلة طنوس، لـ”عرب 48″، “اتخذت وزارة الزراعة قرارًا بنقل جميع أقنان الدجاج من ماعونا إلى مجمعات خارج البلد، لكنها اختارت 3 مجمعات، اثنان منها بعيدة عن ترشيحا، والثالث لا يبعد سوى أمتار قليلة عن منازل ترشيحا”.

وأوضح أن “هذا الوضع لا يمكننا السكوت عنه والسماح به كون هذا الأمر يهدد الصحة العامة لمواطني ترشيحا ويشوه المظهر العام للبلدة، وأنا كنائب لرئيس البلدية، جندت البلدية وإمكانياتها في مواجهة هذا المشروع، رغم أنه قبل 13 عاما صادقت بلدية معالوت ترشيحا على هذا المخطط مع لجنة التخطيط والبناء”.

وتابع “من خلال موقعي في البلدية تواصلت مع مسؤولين في وزارة الزراعة ومسؤولين آخرين في الجهات الحكومية ذات الصلة لإلغاء هذا المشروع، كما تواصلنا مع المسؤولين في اللجنة المحلية في ماعونا للعدول عن خطة نقل الأقنان إلى ترشيحا، ونقلها إلى مكان آخر بعيدًا عن التجمعات السكنية”.

وأضاف “لم نجتمع مع اللجنة اللوائية ولكننا نعتزم قريبًا لقاء وزير الزراعة، ونحن نعمل كذلك عبر وسيلة الضغط الشعبي والإجراءات القضائية لإلغاء هذا المشروع”.

وذكرت الناشطة في المجال الصحي ومديرة جمعية “أصدقاء حتى النخاع”، ماري طنوس، أن “رئيس البلدية السابق مرر هذا المخطط باعتباره رئيسًا للجنة التنظيم أيضًا، والتوقيت غير بريء وهو يدل بوضوح على توجه رئيس البلدية السابق لإحداث بلبلة في ترشيحا، وإرهاق مواطنيها”.

وأضافت أن “هذا السلوك معروف لدينا منذ أربعة وأربعين عامًا خلت. رفضنا للمشروع يأت لأسباب متعددة من أبرزها الضرر البيئي الذي قد يمتد لعشرات السنوات النقبلة، ثم أنه بإمكانهم إيجاد مكان بديل لنقل أقنان الدجاج”، وأوضحت أن الموقع المقرر لنقل الأقنان “لا يبعد سوى أقل من مئتي متر عن منازل ترشيحا”.

وتابعت “كان بإمكانهم نقله إلى الأراضي المصادرة من بلدتنا والبعيدة عن منازل ترشيحا”، محذرة من أنه “إذا أصبح هذا المشروع أمرًا واقعًا فمن الصعب علينا حينها إلغاؤه”، وأضافت “من حقنا العيش بأمان وفي بيئة سليمة وصحية، ويكفي ما نعانيه من وجود المنطقة الصناعية ومحاولة القضاء على المساحات الخضراء مع انعدام المرافق وملاعب الأطفال، حيث تحولت ترشيحا ومحيطها الأخضر إلى كتل إسمنتية لا تتوفر فيها شروط البيئة الصحية السليمة”.

من جانبه، قال زاهر جدعون مركز “جبهة العمل والتصدي لمخطط الأقنان”، في حديث لـ”عرب 48“، إن “هذا المشروع يهدف لنقل أقنان الدجاج العملاقة إلى جوار منازل سكان بلدة ترشيحا، ونحن هنا نتكلم عن بعد هوائي في أدنى نقطة منه هو 57 مترا، وفي أقصى نقطة هو 85 مترا، أي ما مجمله أقل من 130 مترا الذي يسمح به القانون”.

وشدد على أن “هذا المشروع يحمل نتائج سلبية على المنطقة بيئيًا وصحيًا كما يؤثر على جودة الحياة ورفاهيتها. من حقنا كمواطنين العيش في بيئة سليمة. المشروع يساهم في التلوث البيئي نتيجة تراكم الأوساخ والقاذورات بالإضافة إلى الضجيج الذي قد يصدر عن الشاحنات التي تعمل في إطار هذا المشروع والنشاط الصناعي الذي يحدث ضوضاء على مدار الساعة دون توقف”.

وقال إن ذلك “يقلق راحتنا واستقرارنا النفسي صباح مساء. على الرغم من أن المشروع قائم على أراضي ماعونا إلا أن هذا لا يعطي الحق لتلك البلدية بإنشاء مشروع يضر بالجوار وأقصد هنا بلدة ترشيحا، علما بأن هذه الأراضي تاريخيًا كانت تابعة لترشيحا”.

وأوضح “نحن نبذل كل الجهود الممكنة قانونيًا وجماهيريًا وإعلاميًا وحتى على مستوى البلدية، ولن نمرر هذا المشروع مهما كان الثمن، وأشكر كل من ساندنا في هذه الوقفة الاحتجاجية المناهضة لهذا المشروع الكارثي”.

وأوضح المحامي إميل نحاس، الذي يمثل الأهالي في المسار القانوني لمنع تنفيذ المخطط، في حديث لـ”عرب 48″: “قدمنا استئناف للجنة الاستئناف اللوائية للتنظيم والبناء ضد المصادقة على إصدار رخصة بناء للبنى التحتية المخصصة لأقنان الدجاج في موقعها”.

وأضاف أنه “في هذه المرحلة لم يتم تقديم رخصة لبناء أقنان الدجاج، إنما فقط رخصة لبناء البنى التحتية الخاصة بها، للأسف الشديد لم يتم الأخذ بعين الاعتبار البيوت المتضررة في ترشيحا من جراء نقل هذه الأقنان بمحاذاتها؛ خاصة في ظل هذه المسافة القريبة جدا من البيوت”.

وتابع “تبعد الأقنان المخططة عن عدد من البيوت قرابة 30 مترا، وهذه من نواقص المخطط والرخصة التي تم تقديم الاستئناف ضدها، علما بأننا أظهرنا النواقص والثغرات القانونية التي تمت من خلال إصدار هذه الرخصة؛ وفي حالة تم إلغاء مخطط البنى التحتية، فسيتم إلغاء الرخصة المستقبلية لأقنان الدجاج، على أساس أن يتم إلغاء المخطط مستقبلا، لما يعود بالأضرار الصحية والبيئية للبيوت المجاورة”.