Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

مشاركة كبيرة في العرض الافتتاحي لفيلم “الدامون حرب على الذاكرة”

طاطور: “الفيلم يتخلل عدة مقابلات مع أشخاص من الدامون ممن عايشوا حقبة النكبة، وآخرين من الجيلين الثالث والرابع للنكبة، وقد تحدث كل منهم من منظوره الشخصي عن الدامون وتوقعاته وتطلعاته في المستقبل”.

جانب من المشاركين في عرض الفيلم (عرب 48)

عُرض أمس، الجمعة، العرض الافتتاحي للفيلم الوثائقي “الدامون حرب على الذاكرة” في قاعة مركز “إشكول بايس” بمدينة طمرة، وذلك بتنظيم من لجنة أهالي الدامون ووسط مشاركة واسعة.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

ويروي الفيلم وهو من إخراج الشاعرة دارين طاطور من الرينة، رواية قرية الدامون المهجرة الواقعة شمالي فلسطين وبالتحديد عند مدخل بلدة كابول جنوب شرق مدينة عكا.

وتحدثت طاطور لـ”عرب 48” عن تفاصيل الفيلم بالقول “بدأت مسيرتي في صناعة الأفلام بإنتاج فيلمي الوثائقي الأول ’الحرب على الذاكرة’، وهو يتناول تاريخ قرية الدامون المهجرة ما قبل النكبة وما بعدها، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الدامون”.

وأضافت أن “الفيلم يتخلل عدة مقابلات مع أشخاص من الدامون ممن عايشوا حقبة النكبة، وآخرين من الجيلين الثالث والرابع للنكبة، وقد تحدث كل منهم من منظوره الشخصي عن الدامون وتوقعاته وتطلعاته في المستقبل”.

وعن اختيار قرية الدامون كمضمون للفيلم الوثائقي، ذكرت طاطور “لقد اخترت الدامون لإثبات تمسكنا بحق العودة، إذ يستهويني البحث في تاريخ القرى الفلسطينية المهجرة، وكانت زيارتي للمرة الأولى للدامون في العام 2011 أثناء إحياء ذكرى مسيرة العودة، واستمعت إلى أحاديث أهالي الدامون التي علقت في ذهني وشعرت بارتباط عاطفي يجمعني بهذه القرية، على الرغم من أنني لست من سكانها ولم أعش تجربة التهجير. فمع مرور الوقت قررت إنتاج هذا الفيلم، لكن ما يقض مضجعي هو وفاة بعض الأشخاص قبل عرض الفيلم الذي كان من المفترض عرضه منذ زمن طويل، وحال دون ذلك اعتقالي والظروف التي أحاطت بالفيلم بحد ذاته”.

وأشارت إلى أن “الفيلم تعرض لعدة محاولات طمس من قبل السلطات الإسرائيلية وقامت بتعطيل إنتاجه. صورت هذا الفيلم ثلاث مرات وكان من الصعب إخراجه، لكن الحلم المنشود تحقق اليوم بالفعل، لذلك أهديت نجاحه لكل من ساهم فيه، على الرغم من رحيل عدد منهم ورغم الألم لفقدانهم إلا أنني أشعر بالغبطة والسرور، بأنني استطعت الحفاظ على ذاكرتهم رغم كل محاولات طمس الذاكرة الجماعية لأهالي الدامون. الفن بالنسبة لي رسالة وقد اخترت الفن السياسي والثقافي الذي ينقل حكاية فلسطين من جيل إلى جيل، وقد حظيت بدعم وتعاون من قبل لجنة أهالي الدامون حتى نجحت بإخراج الفيلم إلى النور”.

وتطرق إبراهيم عياشي وهو من لجنة أهالي الدامون في حديث لـ”عرب 48″ إلى أهمية تعزيز وتوثيق الرواية الفلسطينية في ظل الحرب على ذاكرة الأجيال الفلسطينية لمحو التاريخ، بالقول “أنا أعتبر من الجيل الأول للنكبة كون والدي ولد في الدامون، وأنا من الجيل الأول بعد التهجير منها. أطلقت المخرجة دارين اسم ’الحرب على الذاكرة’ على الفيلم الوثائقي عن بلدي الدامون وفعلا هذه الحرب هي حرب على التاريخ والرواية، من خلال رواية مغرضة تهدف إلى محو التهجير والنكبة، والادعاء بأن شعب إسرائيل جاء إلى أرض خالية من السكان، على الرغم من أن مئات القرى قد دمرت بالكامل وهجر سكانها، لكنهم لم ولن يستطيعوا طمس ومحو التاريخ، فنحن نمثل ما تبقى من القرى والتاريخ والشعب”.

وتابع أن “نصف الشعب ما زال يعيش النكبة في الشتات، وعلى الرغم من أننا نعيش على أرض فلسطين ونحمل الجنسية الإسرائيلية ولدينا بطاقات شخصية ونعيش في بيوت لائقة وكثير منا موظف، لكن لنا إخوة يعيشون في المخيمات في ظروف قاسية تحت خط الفقر المدقع. دائما ما كان اللوبي الصهيوني يراهن على إضعافنا ومحو وجودنا واستئصال جذورنا، لذلك كان شعب غزة يُقتل بدم بارد دون أي وازع أخلاقي ولا ضمير يحول دون إبادته، والغرب يقف موقف المتفرج مما يحدث”.

وأضاف عياشي “بدورنا كلجنة أهالي الدامون تطوعنا من تلقاء أنفسنا دون تكليف من أحد، لذا فقد وضعنا قائمة أهداف يتصدرها هدف التصدي لمحو الذاكرة وتفنيد الرواية المغرضة للوبي الصهيوني، فأهالي القرى المهجرة يُعدون اليوم بمئات الآلاف وقد هجروا من 531 قرية تم إفراغها وتدميرها. في الدامون لم يبق الاحتلال سوى ثلاث مقابر وقد هدمت غالبية شواهدها، في حين جرى تدمير الكنيسة والمسجد والمنازل، وفيما أنا هنا عثرت على قبر شقيق جدي حمدو عياشي، وهذا دليل واقعي يؤكد روايتنا ويدحض رواية الطرف الآخر، ولن يستطيع أحد ما أن يمحو وجودنا وسنتوارث الذاكرة والرواية الفلسطينية من جيل إلى جيل، ونأمل أن يأتي ذلك اليوم الذي نعود فيه إلى قرانا ومدننا بوسائل سلمية، فنحن أهل سلام نمارس نشاطات وفعاليات قانونية وسلمية، ولن يثنينا شيء عن مواصلة النضال والكفاح للحفاظ على الذاكرة والتشبث بالقضية والجذور”.

وذكر عضو لجنة أهالي الدامون، فتحي بقاعي، لـ”عرب 48″ أنه “نقدر العمل الذي قامت به الشاعرة والمخرجة دارين طاطور بعد المحاولة الأولى لعرض الفيلم الأول في العام 2014، والذي عرضناه في نادي الكوادر في آذار الثقافة، وقد نال نجاحا كبيرا لكنه في يوم 11 أيار/ مايو 2015 قامت السلطات باعتقال طاطور، وأتلفوا المواد المرئية من حاسوبها الشخصي. وبعد إطلاق سراحها تلقت دعوة لإتمام تعليمها بالسويد في الإخراج والتصوير. دارين تأثرت وتألمت جراء إتلاف الفيلم الأول وطلبت المساعدة من لجنة أهالي الدامون لإعادة إنتاج هذا الفيلم الوثائقي من جديد”.

وقال الأب سيمون خوري وهو من الدامون المهجرة ومن سكان كفر كنا، لـ”عرب 48″، إن “مأساة النكبة مستمرة ليومنا هذا. نشعر اليوم بمأساة الذين تشردوا ونزحوا جراء النكبة ووصلوا إلى غزة من مختلف القرى الفلسطينية، ولا يدور حديث في كل العالم إلا عن ضمان عودتهم إلى بيوتهم في غزة، والتي أصبحت أثرا بعد عين ومسحت عن الخريطة فلم يعد هناك بيوتا تؤوي العائدين وليس هناك من مأكل أو مشرب أو ملبس”.

وأكمل “نطالب بحق العودة إلى بيوتنا بعد أن فعلنا كل شيء لكي ينعم شعبنا العربي الفلسطيني بالأمن والأمان، وأن يعيش في الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، في الوقت الذي يضرب فيه الاحتلال عرض الحائط كل القيم والمبادئ ويبني المستوطنات في الضفة، ويقتل ويسجن الكثيرين ولكننا متشبثون بالأمل، فنحن لا نؤمن بمحبة السلاح بل بسلاح المحبة، ولا نؤمن بحب القوة بل بقوة المحبة، ومطالبتنا بحق العودة هو مطلب حق فهذه أرضنا وسلبت منا ومن شعبنا الفلسطيني”.

وختم الأب خوري بالقول “والدي ولد هنا في الدامون وجدي كان مختار القرية، إن ما يحدث اليوم هو تطهير عرقي وإبادة جماعية في غزة وغيرها، لقد تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء بحق شعبنا الفلسطيني ويجب علينا النهوض للحفاظ على حقوقنا المشروعة وعلى العالم أن يصحو وينصف هذا الشعب المكلوم الذي تم تجاهله كباقي الشعوب المغلوب على أمرها في أنحاء كثيرة من العالم”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *