مصر لن تقبل أي تعديلات على قواعد أمن الحدود مع غزة
بحث عبد العاطي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، “الحاجة الملحة” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع اقتراب الحرب الإسرائيلية من إكمال عامها الأول.
قال وزير الخارجية المصريّ، بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، إن مصر لن تقبل أي تعديلات على القواعد الأمنية التي كانت قائمة على حدودها مع قطاع غزة، قبل بدء الحرب الإسرائيليّة على القطاع في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
جاء ذلك خلال لقاء عبد العاطي نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، حيث بحثا “الحاجة الملحّة” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع اقتراب الحرب الإسرائيلية من إكمال عامها الأول.
وقال عبد العاطي، خلال مؤتمر صحافي مع بلينكن في القاهرة، عقب انعقاد جلسة الحوار الإستراتيجي بين البلدين، برئاسة الوزيرين: “تحدثنا عن الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار بغزة، وسرعة التوصل لاتفاق، وخطورة انزلاق المنطقة لحرب إقليمية”.
وأضاف: “تحدثنا (مع بلينكن) عن أهمية التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي، وعدم الإضرار بمصر وأهمية دعم وحدة الصومال”.
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حربا على غزة؛ خلّفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.
تفجيرات لبنان
عبد العاطي أكد أن “موقف مصر واضح برفض أي تصعيد ينال من استقرار ووحدة وسيادة لبنان، وندين ذلك”، محذرا من أن التصعيد الخطير الأخير في لبنان ينذر بحرب إقليمية شاملة.
والثلاثاء، انفجرت آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية من نوع “بيجر” في أنحاء لبنان؛ مما أدى إلى مقتل 11 شخصا، بينهم طفلان، وإصابة نحو 2800 منهم 300 في حالة حرجة، وفق وزارة الصحة.
وحمّلت الحكومة اللبنانية و”حزب الله” إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه التفجيرات، وتوعدها الحزب بـ”حساب عسير”، فيما تلتزم تل أبيب الصمت.
وشدد عبد العاطي على أن “مصر والولايات المتحدة معنيتان بمنع التصعيد ووقف هذه السياسيات التصعيدية، حتى يتم التركيز على الهدف الأهم، وهو سرعة وقف إطلاق النار (بغزة)”.
وتابع: “لبّ الصراع هو استمرار العدوان على غزة، وإذا تم التوصل لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار، سيمنع التصعيد”.
وشدّد على أن تفجيرات لبنان “بمثابة تعطيل، ووضع حجر عثر في طريق وقف إطلاق النار بغزة”.
ويعرقل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إبرام اتفاق مع حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، بإصراره على استمرار احتلال ممر نتساريم (وسط قطاع غزة) ومعبر رفح ومحور صلاح الدين “فيلادلفي” على الحدود مع مصر، وهو مع ترفضه الحركة.
وأكد عبد العاطي أن “مصر لن تقبل بتغيير القواعد على الحدود التي كانت قبل حرب غزة، خاصة فيما يخص قواعد تشغيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. نرفض التواجد العسكري في ذلك الممر، ولن نحيد عن ذلك”.
وبشأن جهود الوساطة المصرية القطرية الأميركية بين إسرائيل وحماس، قال إنها “متواصلة وهناك اتصالات مكثفة، والمشكلة ليست في المضمون. المشكلة في غياب الجدية والإرادة السياسية”.
وأضاف: “لا يمكن أن نرهن استقرار المنطقة بغياب الإرادة لدى طرف ما (يقصد إسرائيل)… سنواصل هذه الجهود ونتحدث مع أصدقائنا في واشنطن لممارسة التأثير والضغط (على حليفتها)”.
وذكر أن “مصر تتعامل مع حماس كفصيل فلسطيني وطني، والحركة تؤكد بشكل كامل التزامها بما تم التوصل إليه خلال ورقتي التفاهم في مفاوضات 27 مايو و2 يوليو الماضيين”.
إسرائيل وحزب الله
بدوره، قال بلينكن الذي تقدم بلاده دعما مطلقا لإسرائيل في حربها على غزة، إنه “يجب وقف إطلاق النار بغزة، والعمل على تخفيف حدة الوضع في الجنوب اللبناني”.
وشدد بلينكن على أن “وقف إطلاق النار في غزة سيسهل التوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل، وعلى جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد”.
وتابع أنه “يجب حل النقاط المتبقية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة (لم يوضحها).. وطرحنا على الجانبين المصري والقطري حلولا لهذه النقاط”.
كما “ناقشنا ضرورة توافر الإرادة السياسية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، فهي العنصر الأساسي والضروري لإتمام صفقة التبادل”، وفق ما ذكر بلينكن.
ووصل بلينكن القاهرة صباح اليوم الأربعاء، في زيارة تستمر ليومين، لبحث جهود إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، حسب الخارجية الأميركية.
وزيارة بلينكن الراهنة تعد العاشرة إلى الشرق الأوسط، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر، وللمرة الأولى لن يزور إسرائيل، حسب الجدول المعلن من الخارجية الأميركية.
المصدر: عرب 48