معارك بعد هجوم وتوغل أوكراني مباغت داخل أراضي روسيا
لم يعرف مدى تقدم القوات الأوكرانية التي تشارك في عملية التوغل وعددها، إذ يمتنع المسؤولون الأوكرانيون في الوقت الحاضر عن أي تعليق بشأن حجم العملية وأهدافها.
تواصلت المعارك الجمعة في منطقة كورسك الروسية حيث شن الجيش الأوكراني قبل ثلاثة أيام هجوما مباغتا بحجمه أرغم موسكو على إرسال تعزيزات بالدبابات والمدافع.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وفي منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، التي لا تزال مركز القتال وحيث يتقدم جيش الكرملين ببطء، أدت ضربة صاروخية روسية على متجر كبير الجمعة إلى مقتل 14 شخصا على الأقل بحسب فرق الإسعاف.
وتوغلت القوات الأوكرانية بحسب محللين أكثر من ثلاثين كيلومترا داخل الأراضي الروسية في منطقة كورسك المحاذية لأوكرانيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان الجمعة أن المعارك مستمرة لليوم الرابع على التوالي، مؤكدة مرة جديدة “إفشال” الهجمات الأوكرانية.
كما أعلنت الوزارة إرسال المزيد من المعدات ولا سيما راجمات صواريخ وقطع مدفعية ودبابات للتصدي للتوغل، وفق ما أوردت وكالات الأنباء الروسية.
وأكدت الوزارة أيضا أن قوات كييف بلغت مدينة سودجا الواقعة على مسافة حوالي 10 كيلومترات من الحدود، مشيرة إلى أنها قصفت وحدات أوكرانية “في الأطراف الغربية” للمدينة التي تعد 5500 نسمة.
وتضم سودجا محطة لنقل الغاز ولا تزال تؤمن إمدادات لأوروبا ولا سيما سلوفاكيا والمجر عبر أوكرانيا.
وفي منطقة سومي بشمال أوكرانيا المواجهة لكورسك عبر الحدود، دعت الشرطة الجمعة إلى إجلاء نحو 20 ألف شخص يقيمون في 28 بلدة بسبب القصف الروسي.
ولم يعرف مدى تقدم القوات الأوكرانية التي تشارك في عملية التوغل وعددها، إذ يمتنع المسؤولون الأوكرانيون في الوقت الحاضر عن أي تعليق بشأن حجم العملية وأهدافها.
غير أن هيئة الأركان الروسية أفادت الثلاثاء بأنها تواجه أكثر من ألف جندي أوكراني معززين بعشر دبابات وحوالي عشرين مصفحة، من غير أن تصدر أي تقييم جديد منذ ذلك الحين.
وكان حاكم منطقة كورسك قد أعلن يوم الهجوم مقتل خمسة مدنيين، فيما أفادت وزارة الصحة الروسية الجمعة عن نقل 55 شخصا إلى المستشفى.
وتشكل عملية التوغل نكسة غير متوقعة لروسيا التي كانت تمسك حتى الآن بزمام المبادرة وتحرز تقدما ميدانيا في شرق أوكرانيا بمواجهة قوات كييف الأقل عددا.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كلمة مساء الخميس “يمكن للجميع أن يروا أن الجيش الأوكراني يعرف كيف يباغت وكيف يحصل على نتائج” من دون أن يذكر مباشرة التوغل.
وبثت وسائل إعلام روسية فيديو لم يتم التثبت من صحته، يظهر فيه اشخاص يعرّفون عن أنفسهم بأنهم من سكان سودجا، يستنجدون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجرى إجلاء آلاف الأشخاص من المنطقة بحسب السلطات الروسية.
وفي محطة كييفسكي للقطارات في موسكو حيث كانت تصل قطارات تحمل أشخاصا تم إجلاؤهم من كورسك، قالت والدة لابنتها “الحرب وصلت عندنا، وبالتالي غادر جميع أقاربنا إلى موسكو”، وفق ما أفادت صحافية في وكالة فرانس برس في الموقع.
وجدّدت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لكييف، التأكيد الخميس أنها “تدعم بقوة جهود أوكرانيا للدفاع عن نفسها في وجه العدوان الروسي” من دون أن تعلق على الوضع بالتفصيل.
وتظهر صورة رسمها خبراء عسكريون عن هذا التوغل تقدما سريعا للقوات الأوكرانية، بينما في أجزاء أخرى من الجبهة تحول النزاع إلى حرب استنزاف منذ نهاية عام 2022، مع تقدم بطيء ودموي.
وكانت القوات الروسية الأكبر عددا والأفضل تجهيزا من الجيش الأوكراني، تحرز تقدما بطيئا إنما متواصلا في الأسابيع الأخيرة في منطقة دونيتسك ويرى المحللون أنها قد تسيطر على مدن مهمة إذا واصلت تقدمها.
واستهدفت بلدة كوستيانتينيفكا الصناعية الواقعة على مسافة حوالي 13 كلم من الجبهة في هذه المنطقة، بضربة الجمعة أصابت متجرا كبيرا وتسببت بسقوط 14 قتيلا على الأقل و43 جريحا، بحسب النيابة العامة.
وبحسب فرق الإسعاف، فإن الجيش الروسي استخدم صاروخا من طراز “كي إتش-38” في القصف الذي ألحق أضرارا أيضا بأربعة منازل ومكتب بريد ومتاجر.
وفي الدقائق التي أعقبت الضربة، شوهد عشرات الأشخاص يفرون من الموقع فيما كان شرطيون يحذرون من مخاطر سقوط صاروخ روسي ثان في المكان نفسه.
وأوضح حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين أن خمسين شخصا كانوا في المتجر عند وقوع الضربة، وأن فرق الإسعاف تبحث عن ضحايا آخرين تحت الأنقاض.
وقالت امرأة لم تشأ كشف هويتها “لم أسمع شيئا، مجرد انفجار هائل فجأة.إنني تحت وقع الصدمة”.
المصدر: عرب 48