معرض فرانكفورت الدوليّ للكتاب يسحب تكريمه للكاتبة الفلسطينيّة عدنية شبلي
كان من المقرّر أن تتسلّم الكاتبة الفلسطينيّة عدنيّة شبلي جائزة أدبيّة تمنح من قبل الجمعيّة الأدبيّة الألمانيّة “ليتبروم” عن روايتها الصادرة عام 2017 “تفصيل ثانويّ”
أعلن منظّمو معرض فرانكفورت الدوليّ للكتاب، عن إلغاء حفل توزيع جائزة الروائيّة الفلسطينيّة عدنيّة شبلي، وهو ما دفع باتّحاد الكتّاب العرب ومشاركين آخرين بالانسحاب من المعرض.
وجاءت خطوة إلغاء الجائزة، في تضامن القائمين على المعرض مع الاحتلال الإسرائيليّ، في الوقت الّذي تقوم فيه إسرائيل بقصف المدنيّين بعنف في قطاع غزّة، متسبّبة بسقوط آلاف الشهداء من الأهالي، وارتكاب مجازر بحقّ عائلات بأكملها، عوضًا عن حرمان أهل غزّة من المساعدات.
وكان من المقرّر أن تتسلّم الكاتبة الفلسطينيّة عدنيّة شبلي جائزة أدبيّة تمنح من قبل الجمعيّة الأدبيّة الألمانيّة “ليتبروم” عن روايتها الصادرة عام 2017 “تفصيل ثانويّ”.
وتدور الرواية في زمنين منفصلين، حيث تحكي حكاية فتاة إسرائيليّة تتعرّض للاغتصاب من قبل جنود إسرائيليّين بعد عام واحد من النكبة، فيما تحاول فتاة أخرى بعد نصف قرن، البحث في وقائع الجريمة الأولى، وتؤرّخ الرواية للتهجير في زمن النكبة، والمنع من التنقّل بين المناطق الفلسطينيّة.
وكانت جمعيّة “ليتبروم” قد أعلنت في بيان الإعلان عن الجائزة، أنّ رواية شبلي “عمل فنّيّ مؤلّف بدقّة يحكي عن قوّة الحدود وما تصنعه الصراعات العنيفة بالناس”، وأكّدت الجمعيّة الّتي تسعى لدعم أدب الجنوب العالميّ من بلدان أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينيّة، أنّها “لم تغيّر موقفها” في منح جائزتها لرواية عدنيّة شبلي، رغم الانتقادات والاتّهامات.
ونشرت الترجمة الإنجليزيّة للرواية عام 2020، وأدرجت في القائمة الطويلة لجائزة البوكر الدوليّة.
ومن جهتها، قالت المتحدّثة باسم نادي القلم في برلين، أنّه “لا يوجد كتاب يصبح مختلفًا (أفضل أو أسوأ أو أكثر خطورة) بسبب تغيّر السياق الإخباريّ”. وأضافت “إمّا أن يكون الكتاب مستحقًّا للجائزة، أو لا يكون. إنّ قرار لجنة التحكيم بشأن شبلي، والّذي صدر قبل أسابيع، كان في رأيي قرارًا جيّدًا للغاية. وسحب الجائزة منها سيكون خطأ جوهريًّا، من وجهة نظر سياسيّة.. ومن وجهة نظر أدبيّة”.
وتحدّث يورغن بوس، مدير معرض فرانكفورت للكتاب بانحياز صارخ للرواية الإسرائيليّة، وقال: “إنّ حرب الإرهاب ضدّ إسرائيل تتناقض مع جميع قيم معرض فرانكفورت للكتاب. يدور معرض فرانكفورت للكتاب دائمًا حول الإنسانيّة، مع التركيز على الخطاب السلميّ والديمقراطيّ. لقد تحطّمت هذه الإنسانيّة مرّة أخرى بسبب هجوم حماس الإرهابيّ على إسرائيل”.
وأعلن مدير المعرض عدم إمكانيّة إقامة الحفلات الموسيقيّة بالمعرض وأضاف “سنعطي الأصوات اليهوديّة والإسرائيليّة مساحة أكبر بشكل خاصّ في معرض الكتاب” وأعلن عن فعاليّات فنّيّة وأدبيّة تضامنيّة مع إسرائيل إضافة لمشاركة نادي القلم في برلين في تنظيم حدث بمسرح المعرض بعنوان “بدافع القلق على إسرائيل”.
وأعلنت هيئة الشارقة للكتاب في بيان رسميّ انسحابها من معرض فرانكفورت لهذا العام، لتأييد دور الثقافة والكتب لتشجيع الحوار والتفاهم بين الناس، وأضافت “نحن نعتقد أنّ هذا الدور أصبح أكثر أهمّيّة الآن من أيّ وقت مضى”.
كذلك، أعلن اتّحاد الناشرين العرب انسحابه من المشاركة بالمعرض، وقال في بيان “في ضوء موقف معرض فرانكفورت الدوليّ للكتّاب المنحاز وغير العادل تجاه الأحداث المأساويّة الّتي تشهدها المنطقة، والتصريحات الصادرة في هذا الشأن، فقد قرّر اتّحاد الناشرين العرب سحب مشاركته في المعرض”.
المصدر: عرب 48