مقتل النساء والأطفال في رفح أمر يتجاوز الحرب
المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك، قال إن “الأطفال محميون بموجب قوانين الحرب، ومع ذلك فهم من يدفع ثمنها”، وأضاف: “كل عشر دقائق يقتل أو يُجرح طفل في قطاع غزة.
أدان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم الثلاثاء، الغارات الإسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة، قائلا إن مقتل نساء وأطفال في المدينة “أمر يتجاوز الحرب”.
ومساء السبت، نفذت إسرائيل غارتين جويتين على منزلين أحدهما شرق رفح والآخر وسطها، ما أسفر عن مقتل 24 شخصا غالبيتهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية.
وأوضح تورك في بيان، أن العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح “ستؤدي إلى مزيد من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وإلى مزيد من الجرائم الفظيعة التي سيحاسب المسؤولون عنها”، وفق ما نشره موقع “أخبار الأمم المتحدة”.
وأضاف تورك: “مشاهد الطفلة خديجة (ولدت قبل تمام فترة الحمل) وهي تُخرج من رحم أمها المحتضرة، ومنزلين متجاورين حيث قتل 15 طفلا و5 نساء (في رفح)، أمر يتجاوز الحرب”.
وأكد المفوض الأممي السامي أن “قادة العالم متحدون بشأن ضرورة حماية السكان المدنيين المحاصرين في رفح”.
وأضاف: “كل عشر دقائق يقتل أو يُجرح طفل (في قطاع غزة)، إنهم محميون بموجب قوانين الحرب، ومع ذلك فهم من يدفعون الثمن النهائي في هذه الحرب بشكل غير متناسب”.
وقال المفوض الأممي السامي إنه “يشعر بالرعب إزاء تدمير مجمعي الناصر والشفاء الطبيين، وما ورد عن اكتشاف مقابر جماعية في هذه المواقع وما حولها”، داعيا إلى إجراء “تحقيقات مستقلة وفعالة وشفافة في الوفيات”.
وأضاف: “نظرا لمناخ الإفلات من العقاب السائد، ينبغي أن يشمل ذلك محققين دوليين”.
والإثنين، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة ارتفاع حصيلة الجثامين المكتشفة إلى 283، في مقبرة جماعية اكتشفت السبت، في مجمع “ناصر” الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي بعد انتهاكات واسعة.
وأكد تورك أنه “يحق للمستشفيات الحصول على حماية خاصة جدا بموجب القانون الدولي الإنساني”.
وقال إن “القتل المتعمد للمدنيين والمحتجزين وغيرهم من العاجزين عن القتال، يعدّ جريمة حرب”.
وشدّد المفوض الأممي على أن “المعاناة التي لا توصف والناجمة عن القتال، وما نتج عنه من بؤس ودمار ومجاعة ومرض وخطر نشوب صراع أوسع، يجب أن تنتهي بشكل قاطع”.
وجدّد تورك دعوته إلى “وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين تعسفيا، وتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود”.
وبخصوص التطورات بالضفة الغربية المحتلة، قال إنه “رغم الإدانة الدولية لهجمات المستوطنين واسعة النطاق في الفترة من 12 إلى 14 نسيان/ أبريل الجاري بتسهيل من قوات الأمن الإسرائيلية، إلا أن عنف المستوطنين استمر بدعم وحماية ومشاركة قوات الأمن الإسرائيلية”.
وأوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيليّ “ألحقت دمارا غير مسبوق وغاشم” بمخيم نور شمس وبنيته التحتية في طولكرم بالضفة الغربية.
وعلى مدى ثلاثة أيام من الخميس وحتى السبت، تعرضت مدينة طولكرم ومخيم نور شمس شمالي الضفة إلى عملية عسكرية إسرائيلية أدت إلى مقتل 14 فلسطينيا وتدمير واسع في البنية التحتية ومنازل.
وبموازاة حربه على غزة، صعَّد الجيش ومستوطنون إسرائيليون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى مقتل 487 فلسطينيا وإصابة نحو 4 آلاف و900، حسب مؤسسات فلسطينية معنية.
فيما خلفت الحرب المتواصلة على غزة، أكثر من 112 ألف قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
المصدر: عرب 48