مقتل سميّة عيسى في جسر الزرقاء ووضع جثّتها في بئر… “جريمة مع تخطيط مسبَق لا تحصل حتى في الأفلام”
شدّدت العائلة على أن ملابسات الجريمة، والتفاصيل السابقة لتنفيذها، واللاحقة لها، بدءا بإرسال رسائل من هاتف المغدورة إلى والدتها، بعد ارتكاب الجريمة، وحتّى إخفاء جثّتها في بئر في البلدة؛ تكاد تكون “أشبه بالخيال، وغير حقيقية”.
توضيحية من الأرشيف
لا تزال عائلة الشابة سميّة عماش عيسى (27 عامًا)، الأمّ لأربعة أطفال يبلغ أكبرهم من العمر 9 أعوام، تعيش صدمة جريمة قتل ابنتها، التي عُثر على جثّتها في بئر ببلدة جسر الزرقاء، يوم الجمعة الماضي، بعد أن كانت آثارها قد اختفت.
وشدّدت العائلة على أن ملابسات الجريمة، والتفاصيل السابقة لتنفيذها، واللاحقة لها، بدءا بإرسال رسائل من هاتف المغدورة إلى والدتها، بعد ارتكاب الجريمة، وحتّى إخفاء جثّتها في بئر في البلدة؛ تكاد تكون “أشبه بالخيال، وغير حقيقية”؛ كما أكّدوا أن المغدورة كانت تطمح إلى فتح صالون نسائيّ، بعد حصولها على شهادة في “التجميل”.
ووفق شهادة العائلة، فإنّ الزوج المشتبه به، قام بقتل زوجته داخل المنزل، ووضعها داخل كيس كبير، ومن ثم نقل جثّتها بمركبته إلى بئر في البلدة، وقام بدفنها، ليعود بعد ذلك إلى المنزل. وقد اعتقلت الشرطة الزوج للاشتباه به بقتل زوجته، فيما مدّدت المحكمة اعتقاله، حتى انتهاء التحقيقات.
بداية الشكوك والبحث
وقالت زينب عيسى، شقيقة المغدورة سمية عيسى عماش لـ”عرب 48″: “قبل يوم من الجريمة النكراء، اجتمعنا بشقيقتي، وكان كل شيء على ما يرام، وأنا معتادة على التحدّث مع شقيقتي سميّة في كلّ يوم صباحًا”.
وأضافت: “لقد حاولت الاتصال بها عدة مرات، يوم الجمعة، ولكن دون ردّ، وعندما لم تجب على مكالماتي اتصلت بابنتها الكبيرة، فأجاب زوجها وقال لي إنها في العمل، فاستغربت عندما قال لي ذلك، وبخاصة أتها تجيبني فورا، في كلّ مرّة أتصل بها”.
وتابعت عيسى سرْد ما جرى، بالقول: “بعد إجابته أن سمية في العمل توجهت والدتي إلى منزل شقيقتي ووجدت مركبتها في المنزل، وهذا مستهجَن، وبخاصة أن شقيقتي تذهب إلى العمل بمركبتها. وعندما دخلت والدتي إلى المنزل لم تجد شيئا، فيما كان زوجها برفقة والدتي داخل المنزل، وهنا بدأ الشكّ يزداد، وبدأنا بالبحث عن شقيقتي”.
وأضافت: “أرسَل زوجها رسالة إلى والدتي من هاتف شقيقتي، مفادها أن سمية قد سافرت إلى شرم الشيخ مع صديقتها، وتوجهت مباشرة إلى منزل صديقتها وكانت في المنزل، بعد ذلك توجهنا إلى مركز الشرطة، وقدّمنا شكوى”.
تعنيف سابق… ارتُكبت الجريمة والأطفال موجوجدون في المنزل
وبشأن تعنيف المغدورة سميّة من قِبل زوجها، قالت عيسى: “كان يعنّفها هي وأطفالها، وقد قدّمت شكوى للشرطة، والمجلس المحليّ لديه علم بهذا، ولكننا لم نتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحدّ”.
وأضافت: “ما حصل مع شقيقتي جريمة قتل مع تخطيط مسبق؛ وإرسال رسائل من هاتفها، وإخفاء الجثة، لا يحصل في الأفلام، ولا حتى في الكوابيس”، مشدّدة على أن “هذه جريمة مع سبق الإصرار”.
وتابعت: “عندما قُتلت شقيقتي داخل المنزل، كان الأطفال موجودين داخل المنزل، ولكنهم لم يشعروا بشيء لأنهم كانوا نائمين، وعندما دخلت والدتي إلى المنزل لم تكن أي مظاهر لجريمة قتل، وما حصل مخطَّط له بشكل دقيق”.
وسردت عيسى تفاصيلَ عن طبيعة علاقتها مع شقيقتها، وقالت: “لقد كنّا أكثر من شقيقات، إذ إننا كنا صديقات، وكانت تحدثني عن مخطّطاتها المستقبليّة، وعن مشاريعها، فقد كانت تطمح لبناء منزل، وفتح صالون نسائيّ خاصّ بها، بعد حصولها على شهادة بموضوع التجميل”.
وأضافت: “كانت تهتمّ لتعليم وتدريس أطفالها. وقبل وفاتها تحدّثت معي ومع شقيقتي ووالدتي، ولكننا لم نكن نتوقّع أبدًا أن تكون تلك المكالمة، هي الأخيرة بيننا”.
“أمر ما غير طبيعيّ”… محاولة الوصول إلى طرف خيط
بدوره، قال محمد عيسى، شقيق المغدورة لـ”عرب 48″: “قبل مقتل شقيقتي بعدة ساعات، كنت عندها في المنزل، وأنا على تواصل دائم معها، إذ لإنني أثابر على زيارتها يوميًا تقريبًا، وبحال لم أقم بزيارتها تأتي هي وتقوم بزيارتنا، وهذا ما اعتدنا عليه منذ سنوات ومنذ زواجها، ولكن عندما فقدنا الاتصال بها ولم تتصل، شعرنا أنه يوجد أمر ما غير طبيعي، ومنذ تلك اللحظة بدأنا بالبحث، ومحاولة الوصول إلى طرف خيط بشأن الذي حصل”.
وأضاف عيسى: “عندما بدأنا بالبحث، ومحاولة الوصول إلى أسباب اختفاء شقيقتي، شاهدنا خلال كاميرات المراقبة زوجها يقوم بوضع كيس كبير داخل السيارة، وتحرَّك بالمركبة بعيد ذلك، وبعد ما شهدناه في كاميرات المراقبة، تواصلنا مع الشرطة لتقوم بواجبها وبدأت بالبحث”.
وقال عيسى: “وصلنا إلى مكان وضع الجثة، واتضح لاحقًا أنه قام بدفن الجثة داخل بئر في البلدة”.
وأضاف: “كان لدى شقيقتي المرحومة سمية 4 أبناء، أكبرهم يبلغ من العمر 9 سنوات، وأصغرهم 3 سنوات، وقد تُركوا دون أم في هذا العالم الصعب والأسود”.
وتابع واصفا شقيقته المغدورة: “كانت شقيقتي امراة عصامية، وكانت تعمل وتدرس، وقد تخرجّت من كلية ’بيت بيرل’، قبل فترة وجيزة، وحصلت على شهادة بموضوع التجميل”.
وقال إنها “كانت طيلة حياتها تعمل وتجتهد، وقامت بشراء قطعة أرض لأبنائها ايضَا، وقد عملت طوال الوقت باجتهاد من أجل تأمين مستقبل أطفالها، على الرغم من صِغر سنّها”.
“كابوس وليس حقيقة”
وبشأن تلقّي المغدورة تهديدات من قِبل زوجها قبل وقوع الجريمة، قال شقيقها: “لقد حصل خلاف بينها وبين زوجها قبل عدة سنوات، وهذا ما يحصل بين معظم العائلات، ومنذ ذلك الحين أواصل زيارتها بشكل دائم، وذلك حتى أكون إلى جانبها، ولمنع الخلافات بينها وبين زوجها، ولكن لم نتوقع أن يقوم بفعل من هذا النوع أبدًا، فقد كانت خلافات بسيطة”.
وأضاف متحدّثا عن زوجة المغدورة: “بعد قيامه بجريمة القتل بحقّ شقيقتي، وخلال محاولاتنا التواصل مع شقيقتي، لم نكن نعلم ما الذي حصل معها، وتوجّهنا إلى منزلها وإلى زوجها، الذي أجابنا حينها بكل برود قائلا إنها توجّهت إلى العمل، ونحن لم نكن نعلم لحظتها أنه قام بجريمة القتل وبفعلته الشنيعة”.
وشدّد على أن “الذي حصل لا يمكن تصديقه، وحتى اللحظة أشعر نفسي في كابوس وليس في حقيقة (الواقع)… وما حصل أشبه بالخيال، وهذه شقيقتي كانت مقرّبة منّي، وكانت عصاميّة ومثابرة، وقُتلت بدم بارد”.
المصدر: عرب 48