مقتل مهرب مخدرات بارز وسبعة من أفراد عائلته بقصف أردني جنوبي سورية
المرصد السوري يقول إن القصف الجوي الأردني على مواقع جنوبي سورية أسفر عن مقتل مهرّب مخدرات بارز مع زوجته وأطفالهما الستة.
توضيحية (Getty Images)
قُتل مهرّب مخدرات بارز مع زوجته وأطفالهما الستة من جراء غارة جوية استهدفت منزلهم في جنوب سورية، ، فجر اليوم، الإثنين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن الأردن نفذ العملية، بينما امتنعت عمان حتى الآن عن التعليق.
وأفاد المرصد، في بيان، بأن “مرعي الرمثان وعائلته المؤلّفة من زوجته وأطفاله الستة قتلوا جراء استهداف طيران حربي أردني لمبنى يضم منزلهم في قرية الشعاب في ريف السويداء الشرقي” عند الحدود مع الأردن.
ويعد الرمثان، وفق المرصد، من “أبرز تجّار المخدرات بينها الكبتاغون في المنطقة والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الأردن”.
ولم يصدر أي تعليق أردني حول الغارة، إلا أن القصف يأتي غداة التهديدات الصادرة عن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بتنفيذ بلاده عملا عسكريا داخل سورية لمنع تهريب المخدرات.
وكانت التقارير قد أشارت إلى أن القصف استهدف قرية خراب الشحم الحدودية وتلي الحارة والجموع، بعدة غارات. وذكرت أن أصوات تحليق الطائرات الحربية والانفجارات استمرت لأكثر من 10 دقائق.
ووفقا للتقارير سُمع سكان في مناطق مختلفة من إربد والرمثا أصوات انفجارات قوية، فجر اليوم؛ وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع قالوا إنها تظهر طائرات حربية تحلق في محافظة درعا، جنوبي سورية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القصف “استهدف منطقة محطة التنقية بخراب الشحم غربي درعا، دون معلومات إلى الآن عن الخسائر البشرية والمادية”، فيما أشارت تقارير إلى استهداف “معمل لتصنيع المخدرات ومعقل لإرهابيين”.
وتأتي هذه الغارة النادرة من نوعها داخل سورية، بعد بيان صدر مطلع الشهر الجاري في عمان إثر اجتماع ضمّ وزراء خارجية الأردن والنظام السوري والعراق ومصر والسعودية، نصّ على “تعزيز التعاون بين سورية ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية”.
وجاء في البيان أن النظام السوري “سيتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين/ أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر، لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سورية وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب”.
وفي تصريحات لشبكة “سي إن إن”، يوم السبت الماضي، قال وزير الخارجية الأردني إن بلاده ستقوم بكل ما يلزم من أجل التصدي لمواجهة تهريب المخدرات إليها عبر الحدود السورية، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سورية للقضاء على ما وصفه بـ”التهديد الخطير”.
وأضاف الصفدي أن “هذه المشكلة لا تُمثل تهديدا للأردن فقط وإنما تمتد وصولا إلى دول الخليج ودول عربية أخرى والعالم، وسوف نقوم بما يلزم للإسهام في إنهاء هذه الأزمة، وسنقوم في الوقت ذاته بما يتطلبه الأمر لحماية المصالح الوطنية الأردنية”.
وينشط الجيش الأردني منذ سنوات في مجال إحباط عمليات تهريب أسلحة ومخدرات آتية من الأراضي السورية، لا سيما بعد أن تحوّل الى منصة لتهريب المخدرات خصوصاً الكبتاغون الذي يُصنّع في سوريا خصوصا إلى دول الخليج.
وأمس، الأحد، أعلن الجيش الأردني إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة وكميات من الأسلحة والذخائر قادمة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية.
ويقول الأردن إن تهريب المخدرات، عبر الحدود الأردنية السورية الممتدة على مسافة حوالى 375 كيلومترا، بمثابة “عملية منظمة” تستعين بطائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة.
وتُشكّل دول الخليج وخصوصًا السعودية، الوجهة الأساسية لحبوب الكبتاغون التي تعدّ من المخدرات السهلة التصنيع ويصنّفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة على أنّها “أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة”، وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.
ويأتي القصف الأردني الإثنين، على وقع انفتاح عربي متسارع نحو النظام في دمشق، وغداة إعلان جامعة الدول العربية إثر اجتماع غير عادي على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة استئناف مشاركة النظام السوري في اجتماعاتها، بعد تجميد عضويته منذ عام 2011.
المصدر: عرب 48