ميلان عند مفترق طرق بعد التخلي عن مالديني وتونالي
شكّل رحيل تونالي جرعة مرّة جديدة للمشجعين، بعد انتقال الحارس الدولي جانلويجي دوناروما والعاجي فرانك كيسي كلاعبين حرّين في السنوات الأخيرة، حتى ولو أن ميلان سيحصل على مبلغ كبير
تونالي (Gettyimages)
تعرّض فريق ميلان الإيطالي لصفعة مزدوجة برحيل لاعب وسطه الشاب ساندرو تونالي إلى نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، فيما كان النادي اللومباردي لا يزال يترنّح من إقالة أيقونته باولو مالديني من منصب المدير التقني.
وكان تونالي أكثر من مجرّد لاعب بالنسبة لميلان، بل عاشقا للأحمر والأسود منذ طفولته، وقائدا محتملا في المستقبل ارتبط بعلاقة جيدة مع جماهيره.
كما قال مرارا إنه يريد أن يصبح “باندييرا” بالنسبة لجماهير ميلان، أي قدوة لهم، على غرار مالديني المدافع السابق أو صخرة الدفاع فرانكو باريزي.
وقال الشتاء الماضي “أريد البقاء هنا أطول فترة ممكنة. لو سألتموني اليوم، سأقول لما تبقى من مسيرتي”.
وأضاف ابن الثالثة والعشرين “لكن من المبكر إطلاق هكذا وعود، فالرغبات ليست العوامل الوحيدة التي تحدّد مستقبلنا كلاعبي كرة قدم، فهناك الكثير من العوامل الأخرى. لا يمكن إصدار توقعات طويلة الأمد”.
قبل صاحب 14 مباراة دولية مع “سكوادرا أتزورا” بتخفيض راتبه قبل سنتين للبقاء مع ميلان، إثر موسم أول مخيّب في ملعب “سان سيرو”، بعد قدومه بالإعارة من بريشيا.
كان قرارا في محله للاعب والنادي، إذ لعب دورا محوريا في حملته الناجحة عام 2022 بإحراز لقب الدوري الإيطالي للمرة الأولى خلال عقد من الزمن. وعاد “روسونيري” ليشكّل قوّة ضاربة حتى على الصعيد القاري، مع بلوغه نصف نهائي دوري أبطال أوروبا حيث سقط أمام جاره اللدود إنتر.
لم تفسد الخسارة أمام إنتر الأجواء، فبقي ميلان متفائلا ومدّد عقد مهاجمه المطلوب البرتغالي رافايل لياو حتى 2028.
لكن المدير التقني مالديني والمدير الرياضي فريديريك ماسارا اللذين ساهما في بناء الفريق المتوّج بلقب الدوري، فقدا منصبيهما بعد صراع مع ملاك النادي، ما شكّل مرارة لدى تيفوزي فريق مدينة ميلانو الشمالية القريبة من الحدود السويسرية.
وشكّل رحيل تونالي جرعة مرّة جديدة للمشجعين، بعد انتقال الحارس الدولي جانلويجي دوناروما والعاجي فرانك كيسي كلاعبين حرّين في السنوات الأخيرة، حتى ولو أن ميلان سيحصل على مبلغ كبير بمقدوره استثماره في اللاعبين الصاعدين (بريشيا سيحصل بحسب تقارير على 15% من الصفقة التي قد تصل إلى 80 مليون يورو).
لكن الواقعية تشير أيضا إلى عدم قدرة ميلان على مقارعة القدرة الشرائية الضخمة لأندية البريمييرليغ، خصوصا نيوكاسل المملوك من السعودية.
وللمفارقة، خسر ميلان نجمه الصاعد بعد أيام من وفاة مالك النادي السابق الرجل الحديد سيلفيو برلوسكوني الذي بنى أمجاد ميلان في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
وأنقذ النادي من الافلاس وجعله منارة محلية وأوروبية، مستخدما نجاحه الرياضي على الساحة السياسية، إذ تبوأ الرجل الثري وعملاق الإعلام منصب رئاسة الوزراء لاحقا.
لكن تلك الحقبة ولّت وأصبح لاعبو ميلان فريسة للأندية الغنية.
ويأمل ميلان الذي ضمّ الإنجليزي روبن لوفتوس-تشيك من تشيلسي، في تقليص الهوة مع الأندية الإنجليزية المستفيدة من عائدات ضخمة لحقوق النقل التلفزيوني.
وحصدت أندية “سيري أ” عشر مليارات يورو من الحقوق المحلية والخارجية الموسم الماضي، أي عشر إيرادات البريمييرليغ.
وقال مالك نابولي بطل الدوري أوريليو دي لورنتيس الشهر الماضي إن الناقلين المحليين يعرضون أقل من نصف المبلغ الذي تحصل عليه الأندية حاليا قبل قمة حقوق النقل التلفزيوني الإثنين.
المصدر: عرب 48