نبع العوجا والمطامع الاستيطانية لنهب المياه
خلال الشهر الجاري أقام مستوطنون بؤرة جديدة على أراضي مملوكة لعائلات فلسطينية من بلدة العوجا، كما أحرقوا 4 مساكن للبدو، وقطعوا أمدادات المياه الصالحة للري والزراعة عن التجمعات البدوية.
يجابه سكان التجمعات البدوية قرب نبع العوجا شمال مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة، محاولات متكررة من قبل المستوطنين للاستيلاء على مياههم وطردهم، وسط ظروف الحياة الصعبة والمضنية.
في تقرير لوكالة “وفا” يقول المزارع، فرحان موسى غوانمة، (42 عامًا) من سكان تجمع رأس عين العوجا: “وجودنا ارتبط منذ الأزل بالنبع الذي كان يفيض دومًا بالمياه الوفيرة”، وينظر إلى مياه النبع بحسرة ويشير إلى مزروعاته التي أصابها الجفاف جراء حرمانها من المياه، بفعل سياسات الاحتلال التي تحول دون نقلها أو استخدامها.
خلال الشهر الجاري أقام مستوطنون بؤرة جديدة على أراضي مملوكة لعائلات فلسطينية من بلدة العوجا، كما أحرقوا 4 مساكن للبدو، وقطعوا أمدادات المياه الصالحة للري والزراعة عن التجمعات البدوية.
يذكر غوانمة كيف أقام مستوطنون بؤرة استيطانية الأسبوع الجاري على بعد 500 متر من قناة النبع، وكيف أحضروا أعلافًا وخيامًا ومواد، بينما بدأ مستوطنون، بتاريخ 2024.4.16، بإزالة أنابيب وخطوط مياه تؤدي إلى تجمعات بدوية قرب نبع العوجا.
ويوضّح غوانمة: “نضطر لملء خزانات المياه من مياه النبع بخطورة كبيرة خوفًا من ملاحقة ومضايقات المستوطنين وجنود الاحتلال”.
غوانمة، واحد من مئات سكان التجمعات البدوية والمزارعين الذين حرموا من مياه العوجا، يشير التقرير، وقد كانوا يعتاشون على الثروة الحيوانية منذ أجيال.
“هذه أزمة مياه جديدة تهدد بشكل جدي الحياة في المنطقة، إلى عوامل أخرى تتعلق بالمخاطر الاستيطانية وصعوبة الحياة في الأغوار” يؤكد غوانمة.
أساس لبقاء البدو على أرضهم
وكان مستوطنون قد هاجموا تجمعًا في نبع عين العوجا، في الخامس من الشهر الجاري وخطوا شعارات عنصرية على مساكن مواطنين، وحرقوا 4 منها تعود لعائلة نجادة الكعابنة.
المزارع عايد موسى نجادة، أحد هؤلاء السكان الذين تم إحراق مسكنه غرب قناة العوجا، وجد نفسه محرومًا من الوصول إلى المياه الجارية بفعل البؤرة الاستيطانية واعتداءات المستوطنين المتكررة.
يقول لـ”وفا” إن البؤر الاستيطانية باتت تحجب الوصول إلى المياه عن سكان هذه المناطق، إن اعتداءات المستوطنيبن المتكررة تهدد وجودهم في أرضهم وتجبرهم على الرحيل، ولا يملكون سوى أنفسهم للتصدي والدفاع عن حقهم في الحياة”.
ويؤكد “نبع العوجا ليس مجرد مصدر مياه، بل هو أساس لبقاء البدو على أرضهم وحقهم في الحياة.”
وقد تعرض نجادة للاعتقال من شرطة الاحتلال بسبب مواجهات مع المستوطنين الذين اقتحموا التجمعات البدوية في العوجا، وهاجموا سكانها.
الصراع وجودي
وفي ذلك، قال المشرف العام لمنظمة “البيدر” للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات، إن المستوطنين يستهدفون مياه نبع العوجا للاستيلاء عليه وطرد البدو ومنعهم من المياه، وبهذا يجعلون البدو يواجهون صراعًا وجوديًا مع الاستيطان والمستوطنين، الى جانب صراعهم مع ظروف الحياة القاسية.
وأضاف، أن اعتداءات المستوطنين خلال الشهر الجاري في العوجا والتي كان آخرها احتراق أربعة بركسات لعائلات من رأس العوجا، وتم قطع خطوط المياه عنهم وسرقة أغنامهم عدة مرات.
ولفت مليحات إلى أن “حياة التجمعات البدوية، خاصة في الأغوار، تأثرت بشكل كبير بسبب محاولات الاحتلال لترحيلها، من خلال سياسة هدم المنازل وقطع المياه وإقامة البؤر الاستيطانية التي سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي، ما زاد من نسبة الفقر والبطالة لديهم، وهو ما يتطلب تعزيز صمود التجمعات البدوية وتعزيز بقائها على الأرض، من خلال توفير الدعم المالي والسياسي والقانوني لها، وتشكيل لجان حراسة وحماية شعبية قوية”.
المصدر: عرب 48