نتنياهو يتصرف بقوسة… دماء الرهائن على يديه
اتهم مسؤول حكومي رفيع نتنياهو باتخاذ قرارات بدم بارد أدت إلى مقتل الأسرى الإسرائيليين في غزة، محملاً إياه ووزراء من الليكود في الكابينيت “مسؤولية الكارثة”. ووجه انتقادات لوزراء الليكود وأرييه درعي لعدم تصديهم لسياسات نتنياهو التي وصفها باللاإنسانية.
وجه مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد، انتقادات حادة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، واتهمه بأنه يتحمل مسؤولية مقتل الرهائن في أسر حركة حماس في قطاع غزة، وقال إن “الدماء على يديه رغم أن مسؤولية حماس عن مقتل الأسرى لا يمكن إنكارها”، وذلك في أعقاب العثور على جثث ست رهائن في نفق في قطاع غزة.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وفي تصريحات نقلتها صحيفة “هآرتس”، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن “نتنياهو كان على علم بأن حياة الأسرى تتضاءل يومًا بعد يوم، وأن لديهم (لدى حراسهم من عناصر المقاومة) تعليمات لقتلهم إذا حاولت القوات الإسرائيلية إنقاذهم”. وأضاف أن “نتنياهو كان يفهم تمامًا معنى قراراته وتصرف ببرود وقسوة”.
وتابع “كان الجميع يعلمون أنه فاسد ونرجسي وجبان، لكن وحشيته لم تنكشف بكل قبحها إلا في الأشهر القليلة الماضية. الدماء على يديه، رغم أن مسؤولية حماس عن مقتل الأسرى لا يمكن إنكارها”، وشدد المسؤول على أن نتنياهو هو “المسؤول الرئيسي عن كارثة مقتل ستة رهائن في نفق في منطقة رفح، لكنه ليس المسؤول الوحيد”.
واتهم “وزراء الكابينيت من حزب الليكود” بتحمل مسؤولية مباشرة عن مقتل الرهائن، وأضاف “أضفوا هؤلاء الوزراء طابع من القدسية على محور فيلادلفيا”، وأضاف “كانوا سيغيرون رأيهم بسرعة ويدعمون صفقة لو كانوا يعلمون أن نتنياهو يؤيدها”، موجهًا انتقادات إلى وزراء مثل يسرائيل كاتس وميري ريغيف وإيلي كوهين، ووصفهم بأنهم “أشخاص بلا عزم ولا ضمير”.
كما انتقد مسؤولون آخرون، بما في ذلك أرييه درعي، الذي وصف بأنه “متسامح” و”عقلاني”، مشددا على أنه كان بإمكانه “إنقاذ الأسرى والدولة لو كان قائدًا حقيقيًا”. وأكد أن “شاس”، الحزب الذي يقوده درعي، أعلن دعمه لأي اقتراح يهدف إلى تحرير الأسرى، لكنه لم يبذل جهدًا حقيقيًا لتحقيق ذلك.
واعتبرت “هآرتس” أن نتنياهو “كان وحيدًا في الساحة السياسية، وكلما زادت المسافة بينه وبين خطر الإقالة، زادت ثقته بنفسه”. وأفادت بأنه “في الأسابيع الأخيرة، وخاصة بعد اجتماع الكابينيت بشأن محور فيلادلفيا، لم يعد يخاف من رد الفعل، وأنه قام بإصدار قرار بشأن إبقاء القوات الإسرائيلية من المحور بينما كان يعرف أنه بذلك يخاطر بحياة الأسرى”.
وعلى صلة، أكد قيادي في حركة حماس أن الحركة كانت وافقت على إطلاق سراح بعض الرهائن الذين عثر على جثثهم في نفق في مدينة رفح، في حال تمّ التوصل إلى هدنة. وقال القيادي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إن “بعض أسماء الأسرى الذين أعلن الاحتلال العثور عليهم كانوا ضمن القائمة التي وافقت عليها حماس للإفراج عنهم”.
وألمح المسؤول الى أن بين الأسماء التي تمّت الموافقة عليها إسرائيليا يجمل الجنسية الأميركية كان قد أصيب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ وقال القيادي في الحركة الإسلامية إن الستة “قتلوا بنيران وقصف الاحتلال”، الأمر الذي نفاه الجيش الإسرائيلي؛ الذي ادعى أنهم قتلوا بنيران حراسهم خلال الساعات الـ48 الماضية.
ووفقا للمزاعم الإسرائيلية، فإنه تمّ العثور على الجثث في نفق في مدينة رفح في جنوب القطاع على بعد كيلو متر واحد تقريبا من المكان الذي عُثر فيه على الرهينة فرحان كايد القاضي حيّا في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وكانت حركة حماس نشرت بيانا في وقت سابق اليوم قال فيه القيادي في الحركة عزت الرشق إن “من يتحمّل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذي يصرّ على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرّب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والإدارة الأميركية بسبب انحيازها ودعمها وشراكتها في هذا العدوان”.
وقال إن “الأسرى” قتلوا “بالقصف الصهيوني”، مضيفا أن حماس “كانت حريصة أكثر من (الرئيس الأميركي جو) بايدن على حياة الأسرى لديها، ولهذا وافقت على مقترحه” بخصوص الهدنة، “بينما رفضها نتنياهو”.
المصدر: عرب 48