نتنياهو يناقش نقل المسؤولية عن المساعدات بغزة إلى الجيش الإسرائيلي
تشير أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى أن “الخطة ستتطلب تخصيص العديد من القوات التي يحتاجها الجيش الإسرائيلي لمهام أخرى بسبب الحرب”، وبالإضافة إلى ذلك، “تخشى أن يؤدي نقل المسؤولية للجيش الإسرائيلي إلى تقليل الضغط على حماس، لتوفير الغذاء لسكّان غزة”.
أطفال نازحون في غزة (Getty Images)
أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأحد، مناقشة بشأن نقل مسؤولية المساعدات الإنسانية لقطاع غزة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، وخطط شراء المساعدات، ونقلها، وتأمينها، وتوزيعها، وذلك على الرغم من تحفّظات أبداها كبار المسؤولين الأمنيين.
جاء ذلك بحسب ما أفادت صحيفة “هآرتس”، التي أشارت في تقرير نشرته مساء الأحد، إلى أن المناقشة التي عقدها نتنياهو، جاءت بناء على طلب الوزيرين المتطرّفين، بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير.
وبناء على طلب المسؤولين السياسيين، قدّم الجيش الإسرائيلي أمام المستوى السياسيّ، في المناقشة، خطّة تشمل شراء المساعدات. وفي هذا الصّدد أشار تقرير “هآرتس” إلى أنه “بما أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أوضحت أنها لن تشارك في خطة لا تقع ضمن مسؤوليتها الكاملة، فإنه سيتوجّب على إسرائيل شراء الغذاء والدواء والوقود والخيام لسكان قطاع غزة”.
وبحسب تقديرات مسؤولي الأمن الإسرائيلية، فإن تكلفة المواد الغذائية الأساسية، وحدها، لمدة عام، ستصل إلى 5.4 مليار شيكل.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتوجّب على إسرائيل حينها، شراء معدات طبية، وخيام، ووقود، وغيرها من المعدات الإنسانية بتكلفة مليارات الشواكل كل عامّ، وهو ما يفرضه عليها القانون الدولي.
وبعد شراء المساعدات والمستلزمات، “سيتم تخزين المنتجات في مستودعات كبيرة بالقرب من الحدود، لأنها ستنقل البضائع إلى معبر ’كيرم شالوم’، ومعبر آخر بالقرب من ’ناحال عوز’. وسيتم نقل المساعدات إلى مراكز التوزيع في قطاع غزة على متن شاحنات تابعة للجيش الإسرائيلي، ومن هناك سيتم توزيعها على المدنيين من قبل عناصر الجيش الإسرائيلي”، بحسب “هآرتس”.
ولفت التقرير إلى أن قادة الأجهزة الأمنية، ووزير الأمن، يوآف غالانتـ يعارضون نقل مسؤولية المساعدات إلى الجيش الإسرائيلي، لأسباب عمليّاتيّة وقانونيّة.
ووفق “هآرتس”، فقد أشار غالانت إلى أن عناصر الجيش الإسرائيلي، الذين سيشاركون في نقل المساعدات، “سيتعرضون لهجمات من عناصر حماس الذين سيصلون متخفيين في نقاط التوزيع، وكذلك من غزيين سيحاولون نهب المساعدات”.
وذكر التقرير أنّ كلًّا من رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ (الشاباك)، رونين بار، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، يتّخذان موقفا مماثلا لغالانت.
وأشار التقرير إلى أن سبب معارضة ثلاثتهم لمساعي نتنياهو، هو التكاليف الباهظة للمساعدات، والتي قد تزيد بسبب تكاليف النقل والإقامة والأمن وقوات الاحتياط الإضافية، التي سيتعين تعبئتها لذلك.
كما تشير أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى أن “الخطة ستتطلب تخصيص العديد من القوات التي يحتاجها الجيش الإسرائيلي لمهام أخرى بسبب الحرب”، وبالإضافة إلى ذلك، “تخشى أن يؤدي نقل المسؤولية إلى الجيش الإسرائيلي إلى تقليل الضغط الواقع على حماس، لتوفير الغذاء لسكّان قطاع غزة”.
المصدر: عرب 48