نرى الأنماط نفسها التي رأيناها في غزة

أشار جيريمي لورنس من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى “أننا نرى الأنماط نفسها التي رأيناها في غزة … الدمار يفوق قدرة الناس في لبنان على التصديق، كما (كان الأمر) في غزة. لا يمكننا أن ندع ذلك يتكرر”.
دعا مسؤولون في الأمم المتحدة معنيون بالمجال الانساني إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف النزاع المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله، محذرين من أن لبنان قد يواجه “دوامة موت” تشبه تلك التي عرفها قطاع غزة على مدى العام المنصرم.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وقال مدير لبنان في برنامج الأغذية العالمي، ماثيو هولينغوورث “علينا القيام بكل ما يمكن للحؤول دون وقوع ذلك”، وذلك في اتصال من بيروت خلال إيجاز صحافي في جنيف الثلاثاء.
وأعرب المسؤول عن قلقه من أوجه الشبه بين لبنان وغزة حيث أمضى النصف الأول من هذا العام ينسّق عمليات البرنامج، في خضم الحرب الإسرائيلية المدمرة والمتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال إن “الأمر لا يفارق ذهني من الوقت الذي أستيقظ فيه حتى أخلد للنوم، أننا قد ننزلق إلى دوامة الموت ذاتها… لا يجب أن نسمح بحصول ذلك”.
وفتح حزب الله في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 جبهة “إسناد” لغزة، وتبادل القصف مع إسرائيل عبر الحدود. وتحولت دوامة العنف إلى حرب مفتوحة في 23 أيلول/سبتمبر مع تكثيف تل أبيب غاراتها الجوية على جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت. واعتبارا من 30 أيلول/سبتمبر بدأت إسرائيل عمليات برية قالت إنها “محدودة” في المناطق الحدودية في الجنوب.
وبحسب السلطات اللبنانية، تسبب التصعيد الراهن باستشهاد أكثر من 1100 شخص ونزوح أكثر من مليون خلال الأسبوعين الماضيين.
وأوضح هولينغوورث أن كثيرين يفرون “لأنهم شاهدوا على مدى العام المنصرم أن الحرب في قطاع غزة تواصلت، وتعرضت الأحياء للتدمير والقصف، وهذا الأمر حفر عميقا في نفوسهم، في قلوبهم، في أذهانهم”.
وأبدى المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة، جيمس إيلدر، أسفه لأن “أوجه التشابه للأسف حاضرة، أكان النزوح على الأرض، التأثير على الأطفال، أو اللغة المستخدمة… لتلطيف الوقائع على الأرض”.
وأشار جيريمي لورنس من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى “أننا نرى الأنماط نفسها التي رأيناها في غزة … الدمار يفوق قدرة الناس في لبنان على التصديق، كما (كان الأمر) في غزة. لا يمكننا أن ندع ذلك يتكرر”.
وفي حين تعمل الهيئات الإنسانية على التعامل مع الحاجات المتزايدة للسكان، شدد هولينغوورث على أن “خفض التصعيد” العسكري هو المطلوب.
وكشف أنه بينما يسعى برنامج الأغذية حاليا لمساعدة نحو 150 ألف شخص يوميا، فهو يحتاج “لأن نصل في هذه المرحلة لنحو مليون شخص” في اليوم.
ولفت إلى أن حرائق ناتجة عن الحرب أتت على 1900 هكتار من الأراضي الزراعية في جنوب لبنان على مدى العام المنصرم، معظمها خلال الأسبوعين الماضيين، بينما هجر المزارعون نحو 12 ألف هكتار من الأراضي المنتجة.
وتحدث هولينغوورث عن “حاجات مهمة جدا” في الفترة المقبلة، مبديا أسفه لأن برنامج الأغذية العالمي يعاني من عجز تمويلي قدره 115 مليون دولار لتغطية الحاجات المتزايدة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
بدورها، أحصت منظمة الصحة العالمية 16 اعتداء طالت قطاع الخدمات الصحية في لبنان منذ منتصف أيلول/سبتمبر، ما أسفر عن مقتل 65 من العاملين الصحيين وإصابة 40 بجروح.
وقال المسؤول في المنظمة، إيان كلارك، في اتصال بالفيديو من بيروت، إن خمسة مستشفيات في لبنان باتت خارج الخدمة، في حين يعمل أربعة بشكل جزئي.
وأوضح أن زهاء 100 منشأة صحية أرغمت على إقفال أبوابها، محذرا من أنه مع تقلّيص الخدمات الصحية “نواجه وضعا يتزايد فيه خطر تفشي الأمراض”.
المصدر: عرب 48