هل تنضم المدارس الأهلية لشبكة حريدية؟
توجه مدير مدرسة “راهبات المخلص” في الناصرة، ونائب الأمين العام السابق في الأمانة العامة للمدارس الكنسية، المربي عوني بطحيش، برسالة إلى وزارة التربية والتعليم، للاطلاع على المعايير التي ينبغي أن تتوفر في المدارس للانضمام إلى شبكة حريدية.
مدرسة راهبات المخلص بالناصرة، اليوم (عرب 48)
علم “عرب 48” أن مدرسة راهبات المخلص في الناصرة، توجهت برسالة إلى وزير التربية والتعليم، يوآف كيش، والوزير في وزارة التربية والتعليم حاييم بيطون، والقائم بأعمال مدير عام وزارة التربية والتعليم، مئير شمعوني، وشبكة التعليم (بني يوسف) التابعة لحزب (شاس) الحريدي، بطلب للاطلاع على المعايير التي ينبغي أن تتوفر في المدارس للانضمام إلى شبكة (بني يوسف – معيان هحينوخ هتوراني)، والحصول على ميزانيات مماثلة لما تحصل عليها تلك المدارس الحريدية.
ويشار إلى أن (بني يوسف – معيان هحينوخ هتوراني) شبكة تعليمية دينية في إسرائيل، تأسست عام 1984 على يد الحاخام عوفاديا يوسف، لغرض توفير تعليم التوراة الديني لليهود الشرقيين. شغل الحاخام يوسف منصب رئيس المنظمة حتى وفاته. وهي تدير حاليا 130 مدرسة في جميع أنحاء إسرائيل.
وقال مدير مدرسة “راهبات المخلص” في الناصرة، ونائب الأمين العام السابق في الأمانة العامة للمدارس الكنسية، المربي عوني بطحيش، لـ”عرب 48” إنه بعث برسالة في شهر أيلول/ سبتمبر 2023 إلى الوزيرين وكبار المسؤولين في وزارة التربية والتعليم من أجل تزويده بمستند يوضح معايير الانضمام إلى شبكة مدارس (بني يوسف – معيان هحينوخ هتوراني) التابعة لحزب شاس.
وأضاف أن “الوزير كيش حوّلني إلى مركز حرية المعلومات الحكومي، من أجل الحصول على مستند يوضح المعايير المطلوبة للانضمام إلى شبكة التعليم المذكورة، أما الوزير بيطون فطلب مني التوجه برسالة مباشرة إلى شبكة مدارس (بني يوسف – معيان هحينوخ هتوراني)، إلا أن الشبكة لم ترد على توجهنا لغاية اليوم.
ومضى بطحيش بالقول إنه “توجهت برسالة إلى وحدة المعلومات، فطلبوا مني الانتظار لمدة 30 يوما، ثم طلبوا 30 يوما إضافية. مرّ أكثر من 60 يوما، ولم يرسلوا لي أي مستند بالمعايير المطلوبة. ويوم الخميس الماضي أرسلت لهم رسالة تذكير أخرى، ولكنهم لم يقدموا أي إجابة وتجاهلوا الرسالة”.
“عرب 48”: ما السبب الذي دفعكم وأنتم مدرسة أهلية إلى طلب الانضمام لشبكة (بني يوسف – معيان هحينوخ هتوراني)؟
بطحيش: السبب هو أن هذه المدارس معترف بها ولكنها غير رسمية، تماما كما هو حال مدارسنا الأهلية (الكنسية) وهم يحصلون على تمويل كامل كالمدارس الرسمية وربما أكثر منها ونحن لا نحصل سوى على ثلث ما تحصل عليه هذه المدارس، لذلك طلبنا معرفة المعايير التي تجعلنا ننضم إلى هذه الشبكة خاصة أنه ليس كل المدارس التي تنضوي تحت هذه الشبكة هي مدارس متدينة حريدية، وإنما هناك مدارس متنوعة. لذلك طلبنا التعرف على المعايير التي تؤهل المدارس للانضمام إلى هذه الشبكة لكي نطلع عليها، ربما هي تناسبنا، خاصة أن المدارس التي تنضم أو تنضوي تحت هذه الشبكة لا تفقد صبغتها ولا طابعها ولا هويتها!
“عرب 48”: أليس لديكم تخوف من طلب تغيير المنهاج الدراسي بما يتناسب مع سياسة المدارس الحريدية؟
بطحيش: لهذا السبب طلبنا الاطلاع على معايير الانضمام لهذه الشبكة قبل أن نقوم بأي خطوة، فإذا كان هناك ضمان بأن تحافظ مدرسة المخلص على اسمها وطابعها وإدارتها وطريقة تعيين المعلمين فيها ومنهاجها وطريقة اختيار الطلاب الذين يدرسون فيها، وتستطيع أن تحصل على ميزانية بقيمة 17 ألف شيكل للطالب في السنة بدلا من 6 آلاف و500 شيكل، فحينئذ نستطيع أن نعفي الأهالي من دفع أقساط التعليم التي تصل اليوم إلى نحو 4 آلاف و600 شيكل. ويبدو لنا أن المعضلة هنا هي سياسية، وأننا استطعنا أن نحرجهم في طلبنا هذا! فهذا المستند المتعلق بمعايير الانضمام إلى مؤسسة معينة يجب أن يكون متوفرا ولا يوجد أي مبرر لأن يستغرق الأمر 4 أشهر ولم نتمكن من الحصول على هذا لمستند! وهذا يجعلنا نشكك في وجود معايير أصلا للانضمام لهذه الشبكة، أو أن هناك معايير، لكنهم غير معنيين باطلاعنا عليها. لذلك فإننا لن نتوانى في التوجه للقضاء ضد مركز حرية المعلومات الحكومي.
“عرب 48”: هل ما زالت المدارس الأهلية (الكنسية) تعاني من أزمة وعجز في الميزانيات؟
بطحيش: الوضع، اليوم، صعب للغاية، فنحن نحصل على مبلغ 6 آلاف و500 شيكل في السنة من الميزانيات الحكومية عن كل طالب، بينما تبلغ تكلفة الطالب 17 ألف شيكل، وهو ما يحصل عليه الطالب في مؤسسات (شاس). نحن في عجز، على الرغم من أن مدارسنا معرّفة كمدارس معترف بها وغير رسمية تماما كما هو حال مدارس (شاس)، لكننا لا نحصل على نصف ما تحصل عليه تلك المدارس. لذلك فإننا سنحارب تنصل الحكومة من منحنا حقوقنا بكل وسائل الضغط القضائية والإعلامية، لأنه في النهاية هو حق لنا ولطلابنا ومعلمينا في الحصول على (أفق جديد) والتخفيف عنهم في الأقساط التعليمية. إن طاقما قضائيا يعمل إلى جانبي سيواصل العمل ضمن قانون (حرية المعرفة) لإلزام الشبكة التي هي جزء معتمد من قبل وزارة التربية والتعليم للرد على رسائلي وتزويدي بالمعايير المطلوبة للانضمام إلى شبكة (بني يوسف – معيان هحينوخ هتوراني) على الرغم من أنني أرى بأن نجوم السماء قد تكون أقرب إلينا من إمكانية قبول مدارسنا ضمن إطار الشبكة وحصولنا على ميزانيات مساوية للمدارس المتدينة اليهودية. في الأشهر الأخيرة، قامت وزارة التربية والتعليم بدمج المدارس الحريدية في (بيليز) وهي مدارس متدينة (أشكنازية) وليست (سفارادية) في شبكة (بني يوسف – معيان هحينوخ هتوراني) التابعة لحزب شاس. ومن شأن هذه الخطوة أن تزيد بشكل كبير من ميزانية المدارس الحريدية. والآن، نطالب نحن في المدارس الكنسية بالمجتمع العربي أيضًا الانضمام إلى الشبكة التابعة لشاس من أجل الحصول على ملحقات الميزانية.
تجدر الإشارة إلى أنه يتعلم في المدارس الأهلية العربية المسيحية نحو 25 ألف طالب، يحصلون من وزارة التربية والتعليم على 65 – 75% من الميزانية المخصصة لطلاب التعليم الرسمي، بينما تحصل شبكات التعليم الحريدية على الميزانيات بالكامل 100% لمدارسها، على الرغم من أنها تحظى بنفس التعريف (معترف بها غير رسمية) وقد تمت مؤخرًا المصادقة على إضافة ميزانيات لها.
المصدر: عرب 48