هل كذب سموتريتش بشأن التنسيق مع نتنياهو؟
وزارة النقب والجليل تمنع تحويل ميزانيات للبلدات العربية تقدر بـ30% من ميزانية الوزارة، وذلك عبر التحايل في صياغة طلبات العروض، حتى لا تفي السلطات المحلية العربية في المعايير اللازمة؛ مقربون من نتنياهو ينفون دعم الأخير لقرار تعليق الميزانيات.
نفى مقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ادعاءات وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، حول دعم رئيس الحكومة لقرار تجميد ميزانيات مخصصة للسلطات المحلية العربية ودعم برنامج لتشجيع اندماج المقدسيين في الجامعات الإسرائيلية؛ فيما كشف تقرير صحافي أن وزارة تطوير النقب والجليل، تمنع تحويل ميزانيات للمجتمع العربي.
ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، عن مقربين من نتنياهو أنه “حاول أن يشرح لسموتريتش ضرورة تحويل هذه الأموال”، وكشفت القناة أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، بالأضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، شددوا على ضرورة تمويل برنامج تشجيع المقدسيين على الالتحاق بالجامعات الإسرائيلية.
وتشمل الميزانية المخصصة للسلطات المحلية والتي جمدها سموتريتش، 200 مليون شيكل من الأموال المخصّصة للإدارة و100 مليون أخرى للتنمية الاقتصادية في البلدات العربية التي تعاني من تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية مقارنة بالبلدات اليهودية، بما في ذلك ارتفاع معدلات الفقر وضعف البنية التحتية وضعف التمويل للمدارس.
بالإضافة إلى ذلك جمّد سموتريتش مبلغا منفصلا قيمته 200 مليون شيكل كان يهدف لتشجيع اندماج المقدسيين في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، متذرعا بمخاوف من الجريمة ومخاوف تتعلق بالأمن. وهذا البرنامج هو جزء من خطة خماسية بقيمة 2.1 مليار شيكل تهدف إلى تحسين التعليم والتوظيف والصحة والبنية التحتية في القدس المحتلة.
وكان سموتريتش قد زعم أن نتنياهو، يدعم قراره بتجميد ميزانية التعليم العالي لصالح طلاب جامعات من القدس المحتلة بمبلغ 200 مليون شيكل؛ وقال سموتريتش للإذاعة العامة الإسرائيلية، إنه “أعمل بالتنسيق مع رئيس الحكومة. واجتمعت معه وشرحت له وهو يدعم هذا الموقف. وحصلت على موافقته”.
وتابع أنه “أرفض تمويل التحريض والإرهاب لخلايا إسلامية في الجامعة العبرية، وأعمل في هذا الموضوع بالتنسيق مع رئيس الحكومة وهو يؤيد موقفي”. وأضاف سموتريتش حول قراره العنصري بتجميد تحويل 200 مليون شيكل للسلطات المحلية العربية، زاعما أن هذه الأموال بمثابة “رشوة سياسية”، قد ينتهي بها الأمر في أيدي “المجرمين والإرهابيين”.
وأعربت الجامعة العبرية في القدس، إلى جانب ثلاث مؤسسات أخرى، عن صدمتها من قرار سموتريتش الذي سيؤثر على مئات الطلاب الفلسطينيين، وحثت نتنياهو على عدم السماح بانتشار “الأصوات التي تروج للكراهية والعنصرية”. وأضافت الجامعة أن مسؤولي الأمن أوضحوا أن قرار سموتريتش سيترتب عليه نتائج عكسية.
هذا وكشفت “كان 11” أن وزير تطوير النقب والجليل، يتسحاق فاسرلاف (“عوتسما يهوديت”)، يمنع تحويل مبالغ مخصصة للتنمية الاقتصادية في بلدات عربية في النقب والجليل وكانت حكومته قد أقرتها. وتشكل هذه المبالغ 30% من ميزانية وزير تطوير النقب والجليل، بحسب “كان 11”.
ونقلت القناة عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية قولهم إنه “منذ أن تولى فاسرلاف منصبه، امتنعت الوزارة عن نشر طلبات عروض للبرامج التي نفذتها العام الماضي، بما في ذلك برامج التعليم والتعليم العالي والتوظيف والنهوض بالمرأة في المجتمع العربي”.
كما أكدت مصادر في الحكومة، تحدثت لـ”كان 11″، أن طلبات العروض التي تنشرها وزارة النقب والجليل صيغت بطريقة تمييزية لا تسمح للسلطات المحلية العربية الإيفاء بمعايير القبول إليها، ما يجعلها غير مؤهلة للحصول على هذه الميزانيات.
المصدر: عرب 48