هل يتجه نتنياهو لإقالة بن غفير بسبب “تمرده” على الائتلاف؟
تصاعد الخلافات داخل الائتلاف الإسرائيلي مع رفض بن غفير دعم قوانين الميزانية، وإرغامه نتنياهو على مغادرة المستشفى، مما أثار دعوات لإقالته. مقربون من نتنياهو يقولون إن الأخير لا يعتزم إقالة بن غفير في هذه المرحلة، لكنه يدرس سحب صلاحيات منه.
احتجاجات مناهضة لحكومة نتنياهو في تل أبيب (Getty images)
يدرس رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سحب صلاحيات من وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بعد أن أجبر الأخير نتنياهو على مغادرة المستشفى إثر خضوعه لعملية جراحية رغم معارضة الأطباء، للتصويت لصالح مشروع قانون ضمن ميزانية العام 2025.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وتأتي هذه الخطوة على خلفية رفض بن غفير الامتناع عن الحضور إلى الجلسة التي عقدت في الكنيست، في وقت سابق اليوم، الثلاثاء، برفقة عضو كنيست آخر من حزبه (“عوتسما يهوديت”)، بهدف تحقيق التكافؤ مع غياب نتنياهو وعضو الكنيست بوعاز بيسموت.
وأجبر حضور بن غفير إلى الكنيست كلا من نتنياهو وبيسموت على الحضور للمشاركة في التصويت، علما بأن مشروع القانون الذي صادق عليه الكنيست، مر بأغلبية صوت واحد (59-58)، في ظل إحجام بن غفير عن دعم الائتلاف لتمرير القوانين المتعلقة بميزانية 2025.
في المقابل، يعتقد المقربون من نتنياهو أنه سيمتنع عن إقالة بن غفير، فيما ادعى المقربون من وزير الأمن القومي أنه “لا يخشى من الإقالة” بل “يرحب بها”. كما أن حزب “عوتسما يهوديت” سيعقد اجتماعًا لبحث إمكانية معاقبة النائب ألموغ كوهين الذي صوت لصالح الائتلاف.
ونقلت “كان 11” عن مصادر أن بن غفير وجه حديثًا لنتنياهو في الكنيست قائلاً: “كان بإمكانك حل الأزمة بسهولة، لكنك لم تفعل”، وتجاهله نتنياهو؛ ليصدر مكتبه لاحقا بيانا هاجم فيه بن غفير ووصف خطوته بـ”الحمقاء وغير المسؤولة” وطالبه بـ”عدم زعزعة استقرار الحكومة”.
ولضمان المصادقة على مشروع القانون، غادر نتنياهو مستشفى “هداسا – عين كارم” في القدس، حيث خضع لعملية جراحية لاستئصال البروستاتا، الأحد، بهدف المشاركة في تصويت الكنيست، وذلك على الرغم من معارضة الأطباء.
وتمت دعوة بيسموت (الليكود) إلى الجلسة رغم أنه في فترة حداد على وفاة والدته. وطالب مسؤولون حكوميون وأعضاء كنيست من الائتلاف بـ”إقالة” بن غفير، الذي يرفض دعم قوانين الميزانية، بسبب خلافه مع وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، حول ميزانيات لوزارته.
وكانت حكومة نتنياهو مهددة بأن عدم المصادقة على مشروع القانون سيحول دون المصادقة على ميزانية الدولة للعام 2025 في الكنيست، أو أنه سيؤدي إلى عجز في الميزانية بمبلغ 10 مليارات شيكل، حسبما نقل موقع “واللا” الإلكتروني عن مسؤول رفيع في وزارة المالية.
وفي البيان الذي صدر عن مكتبه، قال نتنياهو إن الحكومة صادقت على مشروع قانون مهم في إطار الميزانية، رغم التحديات التي واجهتها، معتبرا أن القانون يهدف إلى “تعزيز أمن إسرائيل واقتصادها”. وأضاف أن “دولة إسرائيل في حالة حرب مع تحديات وجودية”.
قال نتنياهو إنه لا يوجد “حماقة غير مسؤولة أكثر من زعزعة استقرار الائتلاف في هذا الوقت أو المخاطرة بسقوط حكومة اليمين”، وذلك في رسالة إلى بن غفير؛ وتابع نتنياهو “أنا أؤيد مشروع الميزانية وأطلب من جميع شركاء الائتلاف أن يوافقوا على هذه الميزانية ككتلة واحدة”.
ورفض نتنياهو انتقادات بن غفير بشأن ميزانيات تتعلق بتمويل الشرطة، مشددا على أن “شرطة إسرائيل تلقت زيادات كبيرة في ميزانيتها خلال العامين الماضيين، وذلك بشكل عادل”، وأشار إلى أن “ميزانية وزارة الأمن القومي ستزيد بشكل كبير في ميزانية 2025”.
وفي الختام، قال نتنياهو إنه يتوقع من جميع أعضاء الائتلاف، بما في ذلك بن غفير، “التوقف عن زعزعة استقرار الائلاف والمخاطرة بوجود حكومة يمينية في هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ إسرائيل. من الممكن ومن الضروري تجاوز الفجوات في الائتلاف دون زعزعته، وهذا ما سنفعله”.
المصدر: عرب 48