هنيّة يدعو لتشكيل 3 تحالفات لـ”إسناد المقاومة” وكشف جرائم إسرائيل
قال هنيّة إن “ما يجري من محاكمة الكيان (إسرائيل) حدث غير مسبوق في كشف جرائم العدو وإنصاف شعبنا، ونتطلع أن يصدر قرار من محكمة العدل الدولية لينصف شعبنا بوقف المذابح ومحاكمة مرتكبيها”.
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، اليوم الأحد، إلى تشكيل جبهة عالمية لإسناد المقاومة الفلسطينية، و”حلف الحرية والعدالة لفلسطين”، لكشف “جرائم الاحتلال” الإسرائيلي، بالإضافة إلى “تحالف إنساني لإغاثة غزة”.
جاء حديث هنية في كلمة مسجلة بُثت خلال مؤتمر “الحرية لفلسطين”، الذي انطلق في إسطنبول اليوم، ويستمر يومين يناقشها خلالهما قضايا أبرزها “إعادة طرح مخاطر الصهيونية وعنصريتها عالميا”.
وقال هنية: “آن الأوان لنخوض معركة التحرير المصيرية، وهو المسار الأصل في ظل مذابح الاحتلال والدعم الأميركي والغربي له”.
وأضاف: “يجب تشكيل جبهة قوية واسعة لإسناد المقاومة من قبل النخب.. تشكيل الجبهة العالمية لإسناد المقاومة الفلسطينية، والانخراط الفعلي فيها، نحن في مرحلة لا تصلح الطرق التقليدية فيها للعمل”.
وأكمل هنية: “هناك مسار يعمل على تجريم الحركة الصهيونية في كل المحافل الدولية، ويشمل بذل الجهود لإعادة طرح تجريم الصهيونية في الأمم المتحدة، وتوسيع نطاق المقاطعة، وملاحظة قادتها (الصهيونية) السياسيين والعسكريين أمام المحاكم والمحافل، وفرض عزلة ومنعهم من الكلام في الجامعات والمؤتمرات والمحافل المختلفة، وتوسيع مسار التضامن الدولي”.
كما دعا إلى “تشكيل حلف الحرية والعدالة لفلسطين لمواصلة الجهود الشعبية والرسمية لكشف جرائم الاحتلال في طريق الشعب الفلسطيني لنيل حريته، وكسر الحصار عن غزة (مستمر منذ 17 عاما).. وأدعو لتشكيل تحالف إنساني لإغاثة أهلنا في غزة”.
وتطرق هنية إلى حماس وهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على إسرائيل بقوله: “قالت المقاومة كلها في (عملية) طوفان الأقصى إنها هي أصحاب الأرض ولن نهاجر ولن نسكت (…) مقاومة الشعب الفلسطيني مكفولة وفق الشرائع والقوانين الدولية”.
في ذلك اليوم، وردا على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنت “حماس” هجوما ضد قواعد عسكرية ومستوطنات بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم خلال هدنة مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 8600 فلسطيني.
وأضاف هنية: “أحيي رجال المقاومة وأبطالها في لبنان واليمن والعراق وسوريا (هاجموا أهداف إسرائيلية و/ أو أميركية تضامنا مع غزة)، وكل الجماهير التي تحتشد في العواصم والمدن القريبة والبعيدة.. وحماس حركة تحرر وطني فلسطيني تعمل مع كل أبناء الشعب لإنجاز مشروع التحرر والاستقلال”.
وأضاف هنية: “لا نعادي اليهود، بل نعادي الحركة الصهيونية التي احتلت أرضنا وشردت شعبنا، لسنا دعاة حروب بل طلاب حرية (…) وحماس متمسكة بوحدة الأرض والشعب والقضية”.
وتابع: “تؤمن حماس بأن الوحدة الوطنية (إنهاء حالة الانقسام الفلسطينية المستمرة منذ عام 2007) ضرورة لإنجاز مشروع التحرر من الاحتلال، وحماس تتبنى إستراتيجية الانفتاح على كافة الدول ومكونات الأمة والعالم”.
ومتحدثا عن “الصهيونية والاحتلال الصهيوني” قال إن هذه الحركة “واحدة من أخطر الحركات التي عرفتها البشرية، حيث اجتمعت بها صفات لم تجتمع بغيرها على مر التاريخ، هي حركة عنصرية تكره العرب والمسلمين على أساس عرقهم ودينهم”.
وأضاف أنها “تسعى لشطب أي وجود غير يهودي وإحلال المستوطنين مكانهم، وهي حركة إلغائية ترفض الاعتراف بحق أحد في الوجود بفلسطين سوى اليهود، وهي انعزالية ترفض التعايش مع الآخر، واستعلائية تنظر للآخر نظرة دونية لخدمة مشروعها”.
وذكر أن “الصهيونية تنفذ مشروعا استعماريا يستهدف الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين، وهو استعمار سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وديني وعسكري”.
وتابع: “هي حركة وظيفية وظفتها بعض الدول الغربية لخدمة مشاريعها الاستعمارية في المنطقة، أشبه بقاعدة عسكرية متقدمة بمنطقتنا، وحركة إرهابية إجرامية تشكل المذابح جزءا أصيلا من فكرها ومعتقداتها”.
وموجها نداءً إلى “أحرار العالم”، قال هنية: “حان الوقت لإزالة القناع عن الكيان الصهيوني وكشف حقيقته (…) وأدعو لإطلاق جهد عالمي شعبي لإعادة تجريم الصهيونية”.
وختم بقوله إن “ما يجري من محاكمة الكيان (إسرائيل) حدث غير مسبوق في كشف جرائم العدو وإنصاف شعبنا، ونتطلع أن يصدر قرار من محكمة العدل الدولية لينصف شعبنا بوقف المذابح ومحاكمة مرتكبيها والتأكيد على حق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال وفق القرارات الدولية ذات الصلة”.
المصدر: عرب 48