“هواوي” الصينيّة تنتفض على العقوبات الغربيّة
خلال العقدين الماضيين، وسعت الشركة خطّ منتجاتها لتشمل الأجهزة القابلة للارتداء، والأهمّ من ذلك، الهواتف الذكيّة، الّتي أصبحت منافسًا رئيسيًّا لهاتف iPhone من Apple في الصين…
لم تتوقّف إعلانات شركة هواوي لصناعة التكنولوجيا الصينيّة، عن إعلان نجاحات واختراقات في الصناعات الدقيقة، متجاهلة العقوبات الأميركيّة والغربيّة المفروضة عليها، وسط اتّهامات أميركيّة لها بتهديد أمنها القوميّ.
وعلى مدار 40 عامًا تمثّل عمر الشركة، أصبحت هواوي واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا، بعد أن انطلقت في بناء شبكات الاتّصالات بدائيّة وصولًا إلى صناعة أشباه موصّلات الجيل الخامس، بل وسيّارات كهربائيّة بالكامل.
اليوم، تعمل الشركة في صناعة معدّات الشبكات في العالم، حيث صنعت عناصر مثل محطّات القاعدة وأجهزة التوجيه والمودم والمفاتيح الّتي توفّر خدمة الهاتف والوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
وخلال العقدين الماضيين، وسعت الشركة خطّ منتجاتها لتشمل الأجهزة القابلة للارتداء، والأهمّ من ذلك، الهواتف الذكيّة، الّتي أصبحت منافسًا رئيسيًّا لهاتف iPhone من Apple في الصين.
وبحلول نهاية 2023، تشير بيانات الشركة الماليّة أنّها تشغل قرابة 207 آلاف موظّف، وهو نفس العام الّذي حقّقت فيه إيرادات ماليّة بقيمة 100 مليار دولار، وصافي أرباح بـ 12 مليار دولار.
ومنذ قرابة عقدين، تحاول الولايات المتّحدة تقييد شركات التكنولوجيا الصينيّة، من بينها هواوي، من خلال منعها من الوصول إلى معالجات البيانات الدقيقة وأشباه الموصّلات.
واستمرّت هذه التضييقات حتّى عام 2019، عندما تمّ إلقاء القبض على المديرة الماليّة لشركة “هواوي” منغ وانزو في كندا، بناء على طلب من الولايات المتّحدة.
وتتّهم واشنطن منغ وانزو بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران.
حينها، أصدرت وزارة العدل الأميركيّة قائمة من 23 تهمة رسميّة ضدّ شركة هواوي؛ شملت تهمًا بالتحايل وسرقة أسرار تكنولوجيّة من الشركات الأميركيّة.
وبعد جلسة استماع لثلاثة أيّام، أطلقت السلطات الكنديّة سراح منغ وانزو بكفالة ماليّة بقيمة 10 ملايين دولار كنديّ واشترطت المحكمة تحديد مكان إقامتها وأن ترتدي سوارًا للتتبّع.
في ديسمبر/كانون أوّل 2023، كشفت هواوي عن معالجها الجديد الّذي طوّرته للهواتف والأجهزة الذكيّة، لتستغني عن معالجات الشركات الّتي منعت عنها بعد العقوبات الّتي فرضتها عليها الولايات المتّحدة.
وأشارت هواوي إلى أنّ معالجها الجديد Kirin 9006C طوّر بتقنيّة 5 نانومتر، ويحتوي على 8 أنوية أساسيّة، أربع أنوية A77 يصل تردّدها إلى 3.13 غيغاهيرتز، و4 أنوية A55 بتردّد 2.4 غيغاهيرتز.
ونوّهت الشركة إلى أنّ المعالج سيستعمل مع حواسب Qingyun L540 المحمولة الّتي أعلنت عنها مؤخّرًا، كما سيستعمل مع بعض الهواتف الذكيّة الجديدة، مثل أجهزة P70.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، كان أوّل ظهور للمعالج الجديد بقياس 7 نانومتر، إذ نجحت هواوي في تجاوز العقوبات الأمريكيّة عبر تصنيع هذا المعالج المتطوّر، لتشغيل أحدث هواتفها الذكيّة Mate 60 Pro.
الهاتف بالمعالج الجديد، أحدث صدمة لدى صانعي القرار في الولايات المتّحدة، وفتحت تحقيقًا حول كيفيّة وصول المعالج إلى الصين، بعد أن كانت شركتان قادرتان على تصنيعه، وهما إنفيديا الأمريكيّة، وTSMC التايوانيّة.
إلّا أنّ التحقيقات أظهرت أنّ المعالج في هاتف هواوي، هو صناعة صينيّة بحتة، ليصيب إدارة بادين بصدمة.
وانتزعت هواوي صدارة السوق العالميّة للهواتف القابلة للطيّ في الربع الأوّل 2024 من المنافس الكوريّ الجنوبيّ سامسونغ، وفقًا لأحدث تقرير لكاونتربوينت.
وتحتلّ هواوي المرتبة الأولى بأعلى معدّل نموّ سنويّ مقارنة بمنافسيها الآخرين، إذ أوضح التقرير أنّ عودة هواوي إلى مجال شبكات الجيل الخامس ساعدتها على استعادة حصّتها السوقيّة، في سوق الهواتف الذكيّة والأجهزة اللوحيّة والأجهزة القابلة للطيّ.
وأفاد التقرير بأنّ شركة هواوي شحنت أكثر من 84 بالمئة من إجماليّ أجهزتها القابلة للطيّ من هواتف الجيل الخامس، أغلبها من جهاز مايت إكس 5، وهو الجهاز الكتابيّ الّذي فاز بجائزة الأفضل مبيعًا في السوق الصينيّة لثلاثة أرباع متتالية.
وعلى الرغم من تطلّع شركة سامسونغ الكوريّة الجنوبيّة، إلى ترقية أجهزتها الجديدة، فإنّ حصّتها في سوق الهواتف القابلة للطيّ انخفضت بنسبة 42 بالمئة في الربع الأوّل.
وحصلت هواوي على 35 بالمئة من حصّة السوق، في السباق العالميّ للأجهزة القابلة للطيّ في الربع الأوّل من العام الجاري.
وفي نوفمبر/تشرين ثاني 2023، أطلقت هواوي سيّارة كهربائيّة جديدة مصمّمة لتتنافس مع سيّارة تسلا طراز إس.
وبدأت شركة التكنولوجيا الصينيّة العملاقة في تلقّي الطلبات المسبقة لسيّارة Luxeed S7، أوّل سيّارة سيّدان لها، في ذلك الشهر؛ بينما كانت مبيعاتها السابقة في قطاع السيّارات يقتصر على سيّارات الدفع الرباعيّ.
السيّارة، الّتي تمّ تطويرها مع شركة صناعة السيّارات الصينيّة شيري، يبدأ سعرها من 258 ألف يوان (35400 دولار) خلال فترة ما قبل البيع.
واضطرّت شركة تسلا إلى خفض الأسعار في الصين مؤخّرًا استجابة للمنافسة المتزايدة في أكبر سوق للسيّارات في العالم.
المصدر: عرب 48