هو… فعل معتلّ الآخر | معرض رقميّ
تصوير: شريف سرحان.
وُلِدَ الفنّان الفلسطينيّ شريف سرحان في مدينة غزّة عام 1976، ودرس الفنون في «برنامج الفنون الجميلة» في «جمعيّة الشبّان المسيحيّة» في مدينة غزّة. يمتهن الفنّ ويعمل مصوّرًا فوتوغرافيًّا، وعضو مؤسّس لـ «مجموعة شبابيك من غزّة للفنّ المعاصر»، وكذلك عضو «رابطة الفنّانين الفلسطينيّين»، وشارك في «أكاديميّة أيلول – دارة الفنون الأردنيّة» تحت إشراف الفنّان مروان قصّاب باشي.
يقول عن معرضه التشكيليّ «هو… فعل معتلّ الآخر»: “أفهم الفنّ بشكل مختلف قليلًا؛ حيث الحياة تغطّي مساحات كبيرة من تاريخ الحرف، وتروي الحرف نفسه بوصفه حكاية وتعيد تشكيله مصدرًا أوّليًّا للحكاية نفسها؛ فتصبح الحكاية حرفًا والحرف حكاية؛ فتصبح الكتابة هي المشهد بعد أن كانت تعبيرًا عنه”.
ويضيف: “الفعل هو العامل في الجملة الفعليّة، وهو كلمة دالّة على حدث يرتبط بزمن من الأزمنة، ولذلك نحن نفعل الأشياء بطريقة مختلفة في الحياة، ويصبح التفاعل ما بين الفاعل والمفعول به مشهدًا يوميًّا متكرّرًا في كلّ تفاصيل المدينة”. ويكمل: “مَنْ منّا لا يعرف هذه المدينة الّتي تحمل كلّ التناقضات ما بين الحبّ، والجمال، والأمل، والحرّيّة، وحتّى الغضب، والسجن، والحزن، والقبيح. وفيها نعيش الفقدان، في تلك البيوت، والشوارع، والمخيّمات، والأزقّة، ونرصد حالات مختلفة من الواقع الّذي نعيش داخله، لكن، بالرغم من ذلك نحاول أن نشكّل وطنًا”.
وعن التداخل ما بين الألوان والحروف، يقول: “كثيرًا ما تكون لبعض الكلمات معانٍ مختلفة، خاصّة وأنّ بعض الكلمات تعود إلى ما يزيد عن 1400 عام، إلى الوقت الّذي كان فيه العرب يكتبون هذه الكلمات وتلك الحروف من دون نقاط. ومن هذه الكلمات والحروف ما يأخذ شكله النسبيّ وشبكة تفاعلاته الطبيعيّة، ليعكس واقع الحياة اليوميّة، وكذلك علاقة الحروف وحركاتها بعلاقة الحياة والناس وحركتهم. إنّ استخدام الحروف في الفنّ وتشكيلها يمنحان تأثيرات مختلفة وجديدة عند العودة إلى الأصل، للبحث عن الماضي والحاضر، والمستقبل أيضًا بالرغم من كونه فعلًا معتلّ الآخر”.
وعن عمله في التصوير، يقول سرحان: “وقعت في حبّ الضوء الّذي أحاوله من خلاله رسم المشهد بصريًّا، في ذلك الضوء وعبر العدسة، أحاول إيقاف الزمن داخل صندوق أسود اسمه ’قمرة‘، لتثبيت الزمن وتحويله إلى أرشيف وتاريخ من الصور. يقف الضوء لجزء من الثانية، لتتمكّن الكاميرا من رصد ملمح من ملامح الحركة اليوميّة للناس والحياة. لتوثيق الواقع والحاضر، وتخزين هذه اللحظة وتحويلها إلى أرشيف، للأجيال القادمة”.
تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا يضمّ أعمالًا من معرض «هو… فعل معتلّ الآخر»، إضافة إلى أعمال فوتواغرافيّة للفنّان شريف سرحان.
فنّان فلسطينيّ ومصوّر، عُرِضَت أعماله في عدّة مدن أوروبّيّة وعربيّة، منها برلين، لندن وباريس. حصل على الجائزة البرونزيّة للعام 2008 في مسابقة «اتّحاد المصوّرين العرب»، و«جائزة الفنّان الشابّ – يايا» عام 2021 من «مؤسّسة عبد المحسن القطّان».
المصدر: عرب 48