واشنطن تستدعي السفير الروسيّ وموسكو تنفي روايتها
قال قائد سلاح الجو الأميركي في أوروبا وإفريقيا، جيمس هيكر: “كانت طائرتنا MQ-9 تقوم بعمليات روتينية في المجال الجوي الدولي، عندما اعترضتها طائرة روسية وصدمتها، ما أدى إلى تحطمها”.
طائرة “سوخوي Su-35” خلال عرض عسكريّ (Getty Images)
تعرّضت طائرة مسيّرة من طراز “ريبر”، أميركية الصنع، “لحادث” أثناء تحليقها فوق البحر الأسود، وهي منطقة تشهد نشاطًا عسكريًا مكثفًا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بالقرب من خطوط القتال الأوكرانية، فيما دانت واشنطن التصرف الذي وصفته بـ”المتهور”، وأعلنت بعد ذلك بوقت وجيز استدعاء السفير الروسيّ لديها.
وأفاد الجيش الأميركي بأن مقاتلة روسية من طراز “سوخوي-27″، ألقت وقودا على مسيّرة أميركية من طراز ريبر MQ-9 فوق البحر الأسود، ثم اصطدمت بها ما تسبب في تحطمها، إلا أن موسكو نفت الرواية الأميركية للحادث.
وقالت القيادة الأميركية في بيان: “قبل الاصطدام، ولمرات عدة، ألقت طائرتا سوخوي-27 الوقود على المسيرة MQ-9 وحلقتا أمامها على نحو متهور وغير سليم بيئيا وغير مهني”.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها استدعت السفير الروسي في واشنطن إلى وزارة الخارجية، للتعبير عن “اعتراضها الشديد” بعد الحادث. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس للصحافيين: “سنستدعى السفير الروسي إلى وزارة الخارجية”، مضيفا أن السفير الأميركي في موسكو نقل أيضا احتجاجات واشنطن في رسالة إلى وزارة الخارجية الروسية.
وأضاف: “نحن على اتصال مباشر مع الروس على مستوى كبار المسؤولين، لننقل إليهم اعتراضنا الشديد على هذا الاعتراض غير الآمن وغير المهني الذي تسبب في سقوط مسيّرتنا”.
وتحدث عن “انتهاك واضح للقانون الدولي”. ودانت الولايات المتحدة قيام طائرة روسية بعمل “متهور”.
وأفادت القيادة الأوروبية للجيش الأميركي بأن مقاتلة روسية من طراز سوخوي-27 اصطدمت بطائرة أميركية مسيرة من طراز ريبر MQ-9 Reaper.
وقال قائد سلاح الجو الأميركي في أوروبا وإفريقيا، جيمس هيكر: “كانت طائرتنا MQ-9 تقوم بعمليات روتينية في المجال الجوي الدولي، عندما اعترضتها طائرة روسية وصدمتها، ما أدى إلى تحطمها”.
وشدد على أنه “في الواقع، تسبب هذا العمل غير الآمن وغير المهني من قبل الروس في تحطم الطائرتين”.
بدوره، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين إن عمليات الاعتراض الروسية في المنطقة شائعة، لكن هذا “جدير بالملاحظة لأنه كان غير آمن وغير احترافي، بل كان متهورا بالفعل”.
موسكو: الطائرتان لم “تحتكّا” بالمسيّرة الأميركيّة
من جانبه، اعترف الجيش الروسي بأن اثنتين من مقاتلاته اعترضتا مسيّرة أميركية فوق البحر الأسود الثلاثاء، لكنه أكد أنهما لم تصطدما بها ولم تتسببا في سقوطها خلافا لما أعلنته واشنطن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية “بعد مناورة عنيفة … بدأت المسيّرة MQ-9 رحلة خارجة عن السيطرة وهوت وارتطمت بسطح المياه”، موضحة أن المقاتلتين الروسيتين لم تطلقا النار ولم “تحتكا” بالطائرة.
القنوات الدبلوماسيّة “ستخفّف” من أثر الحادث
وأكد دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل الواقعة، لكنهم قالوا إنهم لا يتوقعون أن يؤدي الأمر إلى تصعيد وإلى مواجهة أخرى.
وقال مصدر عسكري غربي، إنه سيتم تفعيل القنوات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة، بحسب ما أوردت وكالة “فرانس برس”، نقلا عنه.
وأضاف: “في رأيي، القنوات الدبلوماسية ستخفف من أثر ذلك”.
وقال مصدران عسكريان غربيان في وقت سابق، الثلاثاء: “حدث شيء لكن ليس لدينا تأكيد أن الطائرة المسيَّرة أسقطت. التحقيق جار”، بحسب ما أوردت الوكالة، نقلا عنهما.
ولم يذكر المصدران، الدولة التي تشغل المسيَّرة التي تستخدمها الولايات المتحدة على نطاق واسع، وكذلك العديد من حلفائها في الناتو.
اقرأ/ي أيضًا | تقرير: واردات الأسلحة إلى أوروبا تضاعفت في 2022
اقرأ/ي أيضًا | موسكو تهدّد بصدام عسكريّ “مباشر” بين القوى النوويّة
اقرأ/ي أيضًا | إستراتيجية الولايات المتحدة الكبرى بعد أوكرانيا
المصدر: عرب 48