واشنطن تعلن موافقة الجيش وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار ثلاثة أيام
أعلنت واشنطن أنه “عقب مفاوضات مكثفة على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية، وافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على تنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد”.
من أحد شوارع الخرطوم (Getty Images)
أعلن وزير الخارجية الأميركيّ، أنتوني بلينكن، قبيل انتصاف ليل الإثنين، موافقة طرفي النزاع في السودان على وقف إطلاق النار، لمدة ثلاثة أيام، اعتبارا من الثلاثاء.
يأتي ذلك فيما دعت تل أبيب قائد الجيش السودانيّ، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات “الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، للحضور إلى اجتماع “مصالحة” في إسرائيل، يبحث طرفا النزاع في السودان خلاله، وقفا لإطلاق النار بوساطة إسرائيلية، بحسب ما أورد موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، في تقرير نشره مساء لإثنين،.
وقال بلينكن في بيان: “عقب مفاوضات مكثفة على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية، وافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على تنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد”.
وأوضح أن وقف إطلاق النار، يدخل حيّز التنفيذ “ابتداء من منتصف ليل 24 نيسان/ أبريل، ويستمرّ لمدّة 72 ساعة”.
وأضاف بلينكن أنه “خلال هذه الفترة، تحثّ الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الالتزام الفوري والكامل بوقف إطلاق النار”.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة تعمل أيضًا مع شركاء لتشكيل لجنة تتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في السودان، حيث تحول الصراع بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، إلى أعمال عنف دامية مستمرة منذ عشرة أيام.
والتقى وزير الخارجية الأميركي في وقت سابق الإثنين في واشنطن، نظيره الكيني لبحث جهود السلام في السودان، كما أجرى محادثات هاتفية مع نظيريه من السعودي والإماراتي.
وفي وقت سابق الإثنين، بحث وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، مع نظيره الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، جهود وقف التصعيد في السودان
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين الوزيرين، وفق بيان للخارجية السعودية، ووكالة الأنباء الإماراتية، تزامنا مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني، وعناصر الدعم السريع، لليوم العاشر.
وأفادت الخارجية السعودية، في بيان، بأن وزيرها تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الإماراتي، هنأه بـ”نجاح عملية إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من مواطني الدول الشقيقة والصديقة”.
كما بحث الوزيران “الجهود الدولية المبذولة لوقف تطورات الأوضاع في السودان، والسبل الملائمة لوقف التصعيد”.
واشنطن قلقة من تورّط “فاغنر” في النزاع وتنشر سفنا قبالة بورتسودان
وفي سياق ذي صلة، أعربت الولايات المتحدة، الإثنين، عن قلقها من أن تفاقم مجموعة “فاغنر” الروسية النزاع في السودان، ونشرت سفنا لتسهيل إجلاء المواطنين الأميركيين من البلد.
وقال بلينكن في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الكيني: “نشعر بقلق بالغ لوجود مجموعة بريغوجين، مجموعة فاغنر، في السودان”.
وأضاف أن مجموعة فاغنر النشطة في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والمشاركة في الحرب الروسية في أوكرانيا، “تجلب معها أينما تحركت المزيد من الموت والدمار”.
من جهته، أشار وزير الخارجية الكيني، ألفريد موتوا، بأصابع الاتهام إلى دول في الشرق الأوسط لم يذكر أسماءها، علما بأن تقارير أشارت إلى دعم مصر والإمارات لطرفي النزاع السوداني.
وقال موتوا: “نحن قلقون للغاية من بعض أصدقائنا في الشرق الأوسط وكذلك روسيا ودول أخرى كانت لوقت طويل مقربة من أحد الجانبين”.
وتابع الوزير الكيني: “هذا الوقت بالذات ليس مناسبا للانحياز إلى طرف في الحرب”. واعتبر أن فاعلين أجانب “يحاولون استخدام السودان ساحة لأي سبب من الأسباب”.
وأضاف: “نطالب القوى الخارجية بترك السودان وشأنه”.
ونقلت تقارير إخبارية عن مسؤولين أن مجموعة فاغنر وفرت أسلحة لقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو.
وأعرب الوزير الكيني مرة أخرى عن أمله في أن تتمكن بلاده من التوسط في النزاع، مؤكدا أن رئيسها وليام روتو مستعد للذهاب إلى السودان، بمجرد أن تسمح الظروف بذلك.
وفي ظل تدهور الأوضاع الأمنية، أجلت الولايات المتحدة موظفيها الدبلوماسيين من السودان ليل السبت الأحد – أقل من 100 شخص – وعلقت أنشطة سفارتها في الخرطوم.
لكن واشنطن استبعدت في الوقت الحالي أي عملية عسكرية واسعة تهدف إلى إجلاء الرعايا الأميركيين الذين ما زالوا في السودان، مفضلة مساعدتهم على أساس كل حالة على حدة.
في هذا الصدد، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جايك سوليفان للصحافيين “بناء على طلب الرئيس (جو بايدن) نعمل بنشاط على تسهيل مغادرة المواطنين الأميركيين الذين يرغبون في مغادرة السودان”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة نشرت وسائل استطلاع ومراقبة تهدف خصوصا إلى مراقبة طرق الإجلاء برا.
وأضاف سوليفان “ننشر وحدات دعم بحرية في المنطقة” قبالة بورتسودان.
وتابع مستشار الأمن القومي الأميركي: “لقد أوضحنا لأعلى المستويات في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أنهم مسؤولون عن سلامة المدنيين وغير المقاتلين بمن فيهم رعايا دول ثالثة والعاملون في المجال الإنساني” الذين يسعون لمغادرة البلد.
من جهته، لم يعلن بلينكن عدد المواطنين الأميركيين في السودان الذين يحمل كثيرون منهم جنسية البلدين، لكنه أوضح أن “بضع عشرات” أبلغوا السلطات برغبتهم في مغادرة البلد.
وذكر أن مواطنين أميركيين انتقلوا في قوافل متجهة إلى بورتسودان تعرضت إحداها “للسرقة والنهب”.
المصدر: عرب 48