واشنطن لم تعرض أي سبيل لتعويض ضحايا التعذيب في سجن أبو غريب
: “بعد مرور 20 عاما، لا يزال العراقيون الذين تعرضوا للتعذيب على يد عناصر حكوميين أميركيين، بدون سبيل واضح لرفع دعوى، أو الحصول على أي نوع من الإنصاف، أو الإقرار بحقهم من الحكومة الأميركية”.
خلال تعذيب سجين عراقيّ في “أبو غريب”، 2004 (Getty Images)
قالت منظّمة “هيومن رايتس ووتش”، إن الولايات المتحدة، بعد عشرين عاما على غزو العراق، لم تعرض أي سبيل للتعويض على معتقلين سابقين تعرّضوا لانتهاكات في سجن أبو غريب.
وبحسب مديرة مكتب “هيومن رايتس ووتش” في واشنطن، سارة ياغر: “بعد مرور 20 عاما، لا يزال العراقيون الذين تعرضوا للتعذيب على يد عناصر حكوميين أميركيين، بدون سبيل واضح لرفع دعوى، أو الحصول على أي نوع من الإنصاف، أو الإقرار بحقهم من الحكومة الأميركية”.
وأضافت ياغر: “أشار المسؤولون الأميركيون إلى أنهم يفضلون وضع التعذيب خلفهم، لكن الآثار الطويلة الأمد للتعذيب، ما تزال واقعا يوميا للعديد من العراقيين وعائلاتهم”.
وأجرت المنظمة الحقوقية مقابلات مع أشخاص عدة، بينهم طالب المجلي وهو معتقل سابق، قال إنه “كان أحد الرجال الذين ظهروا في صورة من أبو غريب انتشرت على نطاق واسع، تظهر مجموعة من السجناء عراة وفوق رؤوسهم أكياس وهم مكدسون فوق بعضهم البعض في هرم بشري، بينما يبتسم جنديان أميركيان”.
وقال المجلي لـ”هيومن راتيس ووتش” إنه تعرّض للتعذيب وسوء المعاملة، “بما فيها الإذلال الجسدي، والنفسي، والجنسي أثناء احتجازه في سجن أبو غريب”.
وكشف أنه أُفرج عنه، بعدما اعتقل مدى 16 شهرا، من دون أن يوجّه إليه أي اتّهام.
وقال إنه أثناء احتجازه “بدأ يعضّ يديه ومعصميه للتغلب على الصدمة التي كان يعاني منها والتي استمرت مذّاك”.
وتابع: “فعلت ذلك في السجن، وبعد أن غادرت السجن، وما زلت أفعل ذلك اليوم. أحاول أن أنسى الأمر، ولكن لا أستطيع. حتى اليوم، لا يمكنني ارتداء قميص بأكمام قصيرة”.
وأضاف المجلي في المقابلة: “غيّرَت هذه السنة والأربعة أشهر كياني كاملا إلى الأسوأ. دمرتني ودمرت عائلتي”، وقد أشارت “هيومن راتيس ووتش” إلى أنها غير قادرة على التحقق بشكل قاطع من روايته.
ودين 11 جنديا أميركيا على الأقل بارتكاب انتهاكات في سجن أبو غريب، لكن خبراء انتقدوا العقوبات المخففة الصادرة بحقّهم، وعدم ملاحقة القضية قضائيا من قبل أي مسؤول رفيع.
وأشارت “هيومن رايتس ووتش” إلى أنها لم تتمكّن من “العثور على أدلّة علنية تثبت دفع مبالغ” للتعويض عن انتهاكات تعرّض لها سجناء، سواء عبر النظام الأميركي أو العراقي.
وقالت ياغر: “على الولايات المتحدة تقديم التعويضات والاعتراف والاعتذارات الرسمية إلى الناجين من الانتهاكات وعائلاتهم”.
وتفيد تقديرات بأن التحالف العسكري الذي قادته الولايات المتحدة قد اعتقل نحو مئة ألف عراقي من العام 2003 وحتى العام 2009.
وأشارت “هيومن رايتس ووتش” إلى تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر صدر في العام 2004، ونقل عن الاستخبارات العسكرية التابعة للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة، أن “نحو 70 إلى 90% من المحتجزين لدى قوات التحالف في العراق في العام 2003، اعتُقلوا عن طريق الخطأ”.
وتعهّد الرئيس الأميركي الأسبق بارك أوباما، المعارض لحرب العراق، ألّا تمارس الولايات المتحدة “التعذيب” لكنّه قرر عدم المضي قدما في محاسبة مسؤولين في إدارة سلفه جورج دبليو بوش.
وحالَ قانون أقرّه الكونغرس دون دفع الولايات المتحدة أي تعويضات لأشخاص أفرج عنهم بعدما اعتقلوا في سجن غوانتانامو في كوبا.
المصدر: عرب 48