وزير خارجية النظام يبحث مع العراق وإيران التطورات بسورية
ذكر الوزراء في بيان مشترك صدر بعد مؤتمر صحافي عقدوه في بغداد، أن “تهديد أمن سورية يشكل خطرا عاما على استقرار المنطقة برمتها”.
من المؤتمر الصحفي في بغداد (Gettyimages)
اعتبر وزراء خارجية العراق وإيران والنظام السوري بعد اجتماعهم في بغداد الجمعة، أن “تهديد أمن سورية يشكل خطرا عاما على استقرار المنطقة”، مؤكدين أن “لا خيار سوى التنسيق والتعاون والتشاور الدبلوماسي” لإبعاد “مخاطر التصعيد”.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وتتقدّم هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها الجمعة نحو حمص، ثالث أكبر المدن السورية، فيما خسرت قوات النظام مناطق سيطرتها في محافظة دير الزور في شرق البلاد لحساب القوات الكردية.
وفي الأيام الأخيرة، أعربت حكومة بغداد التي جاءت بها أحزاب شيعية موالية لإيران، عن دعمها لحكومة النظام، مؤكدة قلقها من التداعيات الإقليمية لما يحصل في الدولة المجاورة.
واستضافت بغداد الجمعة اجتماعا ثلاثيا بين وزير خارجيتها فؤاد حسين ونظيره الإيراني عباس عراقجي ووزير خارجية النظام بسام الصباغ للبحث في الوضع في سورية.
وذكر الوزراء في بيان مشترك صدر بعد مؤتمر صحافي عقدوه في بغداد، أن “تهديد أمن سورية يشكل خطرا عاما على استقرار المنطقة برمتها”.
وأضافوا “لا خيار سوى التنسيق والتعاون والتشاور الدبلوماسي المستمر لإبعاد جميع مخاطر التصعيد في المنطقة”.
كما أكد البيان على “حشد الجهود العربية والإقليمية والدولية من أجل التوصل الى حلول سلمية للتحديات التي تواجهها المنطقة وسورية”.
وخلال المؤتمر، شدّد حسين على ضرورة “حماية” بلده و”إبعاده عن أي هجمات إرهابية”، لافتا إلى أن “جميع القوات الأمنية العراقية على أهبة الاستعداد” من أجل “حماية الحدود والشعب العراقي”.
وأعلن كذلك أن بغداد ستبادر لمحاولة “عقد اجتماع” على أراضيها “لعدد من الدول لمناقشة الموضوع السوري”، لافتا إلى أن “قسما من هذه الدول” هي “دول أعضاء في اجتماع آستانا”.
وتابع “تواصلنا مع العديد من الزملاء ووزراء خارجية تركيا والإمارات والسعودية ومصر والأردن ودول أوروبية وسوف نستمر بهذه الاتصالات”.
وكان مسؤول حكومي قد قال في وقت سابق هذا الأسبوع، إن بغداد “سبق أن عرضت أن تتوسط بين الأسد وإردوغان وتستضيف اجتماعا بينهما”.
وأشار كذلك إلى أن “الخط الأحمر” بالنسبة إلى بغداد في ما يحدث في سورية هو أن تتقدم “القوات الإرهابية” شرقا في سورية باتجاه الرقّة ودير الزور القريبة من الحدود العراقية، أو باتجاه دمشق حيث مقام السيدة زينب “المقدّس بالنسبة للشيعة”.
وحتى الآن، يتوخى مسؤولون عديدون في العراق بمن فيهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض الحذر عند التطرق إلى أي تدخل عراقي محتمل في النزاع السوري.
ومطلع الأسبوع، دعا فصيل كتائب حزب الله العراقي الذي انخرط في النزاع السوري إلى جانب قوات النظام، سلطات بغداد إلى إرسال قوات عسكرية إلى سورية دعما لقوات النظام.
وأشار المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، إلى أن “العراق لا يسعى إلى التدخل العسكري في سورية”، حسبما نقلت وكالة الأنباء العراقية مساء الجمعة.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية الإثنين إرسال مدرّعات لتعزيز الأمن عند الحدود مع سورية والتي يزيد طولها على 600 كيلومتر.
من جهته، اعتبر الصباغ الجمعة أن “أوجه التدخل الإقليمي والدولي في كل مجريات ما يحصل الآن في سورية (…) باتت مكشوفة ومفضوحة”.
وأضاف أن “هذه التدخلات تهدف إلى تحقيق أطماع تاريخية وتقسيم جديد للمنطقة وإعادة رسم خارطتها السياسية”.
بدوره، أكّد عراقجي أن بلاده ستستمر في دعم سورية بكل ما لديها من قوة وبكل ما تحتاجه وتطلبه حكومة النظام السوري.
وحذّر من أن “التهديد الإرهابي لن يكون محدودا بسورية ويشكّل تهديدا لكلّ الدول المجاورة والمنطقة بكاملها”، مشددا على ضرورة “محاربة الإرهابيين في منبعهم”.
ودعا “التحالف الدولي ضد الإرهاب إلى عدم التفرقة بين الإرهابيين”، مضيفا “ليس لدينا إرهابيون جيدون وإرهابيون سيئون (…) وقائمة الإرهابيين تحددها الأمم المتحدة”.
المصدر: عرب 48