“وعود ترامب للعودة إلى البيت الأبيض”
تقرير للوكالة الفرنسية: ” من أكثر الوعود اللافتة التي أطلقها ترامب، مسابقة لتصميم ما يصل الى عشر “مدن حرية” حديثة بمساحة تناهز مساحة واشنطن، على أراضٍ للحكومة الفدرالية”.
أغدق دونالد ترامب على الأميركيين الوعود بحال فوزه بالانتخابات الرئاسية في 2024 وعودته الى البيت الأبيض، من السيارات الطائرة إلى إعدام تجار المخدرات، وصولا الى احتفالات على مدى عام في ذكرى استقلال الولايات المتحدة.
قدّم أبرز المرشحين الجمهوريين لانتخابات السنة المقبلة، وعوده في سلسلة من أشرطة الفيديو بعنوان “أجندة 47” (في إشارة إلى أن الرئيس المقبل سيكون السابع والأربعين في تاريخ البلاد)، متعهدًا بأن يجعل أميركا “عظيمة ومجيدة مجددًا”.
الا أن هذه الوعود بقيت دون الكثير من التفاصيل من الرئيس السابق المثير للجدل، والذي يعتبر الكثير من خصومه أنه يفتقد فلسفة سياسية واضحة، ويرون في ما يطرحه، دليلاً إضافيًا على ضرورة عدم عودته الى المنصب الذي شغله لأربعة أعوام بين 2017 و2021، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس، السبت.
ومن أكثر الوعود اللافتة التي أطلقها ترامب، مسابقة لتصميم ما يصل إلى عشر “مدن حرية” حديثة بمساحة تناهز مساحة واشنطن، على أراضٍ للحكومة الفدرالية.
وسترتكز المدن على مصانع متطورة وتوفّر “قفزة هائلة في نوعية الحياة الأميركية”. ويرى ترامب سكان هذه المدن يتنقّلون على متن سيارات طائرة، في استعادة لمسلسل الرسوم المتحركة “ذا جيتسونز” الذي عرض في الستينات، وروى قصة عائلة في عالم مستقبلي.
اقترح ترامب “تحية إلى أميركا” إحياء لمرور 250 عامًا على إعلان الاستقلال، مع “سنة كاملة من الاحتفالات على امتداد الأمة” بين 2025 و2026، تبدأ في “يوم الذكرى” الذي يحل في أواخر أيار/مايو، وتختتم بعد عام بذكرى الاستقلال في الرابع من تموز/يوليو.
وأشار ترامب الى أنه سيعمل “مع كل حكام الولايات الخمسين، الجمهوريين والديموقراطيين على السواء، لإقامة… معرض فريد يستمر عامًا ويضم أجنحة من كل الولايات الخمسين”.
كما ويريد ترامب أن يطلق “حملة تجميل عظيمة” لتحسين المدن الأميركية.
ويرغب رجل الأعمال الثري الذي برز في المجال العقاري، وصنّفت مجلة متخصصة بالمجال المعماري فندقه في مدينة لاس فيغاس كأحد المباني القبيحة على مستوى العالم، أن تحلّ عمارة تقليدية “مذهلة” مكان الأبنية الغريبة الشكل.
إلى ذلك، وعد ترامب بـ “إعادة تسمية الشوارع” لتكريم “وطنيين أميركيين عظماء”، بينما سيُنقَل المشردون الذين يواجهون خطر التوقيف إلى مخيمات مقامة على “قطع كبيرة من الأراضي غير المكلفة”.
وتعهد ترامب إدراج كارتيلات المخدرات المكسيكية على اللائحة الأميركية للمنظمات “الإرهابية”، وفرض عقوبة الإعدام على تجارها ومهرّبي البشر.
وخلال مقابلة في حزيران/يونيو مع شبكة “فوكس”، وقع الرئيس السابق في تناقض، يوضّح تقرير فرانس برس، عندما تفاخر بأنه عفا عن مدانة أمضت 21 عامًا في السجن لانتمائها إلى شبكة لتهريب كوكايين، لكنه بدا حائرًا عندما لفت الصحافي نظره إلى أن السياسة الجديدة التي يعتزم اعتمادها كانت لتودي بها إلى المقصلة.
ويتابع التقرير: وعد ترامب بالعفو عن “جزء كبير” من مثيري الشغب الذين تم توقيفهم على إثر اقتحام مبنى الكابيتول في كانون الثاني/يناير 2021.
يُذكر أنه صدرت أحكام بحق أكثر من 600 من مناصري ترامب على خلفية ما يصفه التقرير بأنه “أسوأ تعدٍّ على رمز الديموقراطية الأميركية خلال قرنين من الزمن”، والذي أدى الى مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 140 من الشرطة. وراوحت التهم بين التعدي على أملاك الغير وإعاقة الحكومة والتآمر.
إلى ذلك يقول ترامب إنه سيلزم الشرطة بتطبيق سياسة “الإيقاف والتفتيش” للبحث عن حيازة المدنيين للأسلحة أو المخدرات.
وتلقى هذه الممارسة التي أقرت محكمة فدرالية عام 2013 بعدم دستوريتها، انتقادات على خلفية اتهام الشرطة باستخدامها للتمييز ضد الأقليات العرقية.
ويضيف أنه سيقوم أيضًا بنشر الحرس الوطني “لإعادة الأمن والنظام” في المدن ذات التوجهات الليبرالية، وسيحقق في رفض “المدعين المتطرفين الماركسيين” معاقبة الإخلال بالنظام.
كما وأدلى ترامب بمواقف في غالبية قضايا “الحروب الثقافية” التي تثير انقسامًا في أوساط الأميركيين، من الإجهاض الى حقوق المتحولين جنسيًا إلى الأسلحة وتدريس التاريخ العنصري للبلاد.
تبقى الإشارة إلى أنه في حملته لولاية رئاسية ثانية، لم يتطرق ترامب إلى “أجمل جدار” على الحدود مع المكسيك. إلا أنه تعهد بأن يضمن “بشكل كامل” أمن الحدود ويضع حدًا لهجرة اليد العاملة غير الماهرة.
وأكد ترامب في أيار/مايو أنه سيصدر أمرًا تنفيذيا ينهي السياسة المعتمدة منذ زمن طويل بمنح الجنسية الأميركية للمولودين في الولايات المتحدة لوالدين لا يحملان وثائق ثبوتية.
المصدر: عرب 48