وقفة احتجاجية وندوة حوارية عن العنف والجريمة في جامعة تل أبيب

شاركت مجموعة من الطلاب العرب في جامعة تل أبيب، أمس الإثنين، في ندوة حوارية تحت شعار "طلبة ضد العنف والجريمة" بهدف زيادة الوعي، ومكافحة الجريمة والعنف المنظمة في المجتمع العربي، وخلق خطاب حول هذّه الآفة في صفوف الطلاب الجامعيين.
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
ونُظمت في وقت سابق، أمس، وقفة احتجاجية في الجامعة من الحراكات الطلابية، رفضًا لتواطؤ الشرطة والسلطات الإسرائيلية في مكافحة الجريمة المتفشية في المجتمع العربي.
ورفع الطلبة لافتات كتبت عليها شعارات تطالب بتحرك المؤسسة الإسرائيلية لمكافحة الجريمة، وكتب على بعض اللافتات: "الدم العربي مش رخيص" و"الجريمة مش قدر.. الجريمة سياسة ممنهجة" و"حقنا نعيش بأمان" و"أوقفوا شلال الدم، شعبنا ينزف".
وفي المقابل، قامت مجموعة من اليمين المتطرف بالتحريض على الطلبة العرب، لمنعهم من الاحتجاج ورفع الشعارات ضد السياسات والممارسات الإسرائيلية.

وتحدث خلال الندوة عضو بلدية أم الفحم المحامي أحمد خليفة، ومراسل "عرب 48" الزميل ضياء حاج يحيى، والناشطة الاجتماعية روزالين حصري، والباحث وطالب الدكتوراة في جامعة "رايس" الأميركية محمد قعدان.
وقال خليفة إن "نظرية النجاة الفردية خطأ، وهذا ما أثبتته الجرائم التي تفتك بالجميع ووصلت عائلات وأشخاص ليس لديهم صراعات أو سوابق جنائية، الجريمة تفتك في المجتمع العربي بشكل كبير".
وتطرق خليفة إلى الحراك الفحماوي الموحد الذي كان في مدينة أم الفحم عام 2021، وقال إنه "كان حراكًا شبابيًا قويًا وناجحًا، استطاع استقطاب جماهير واسعة من الأهالي في مختلف البلدات. الحراك لم يأت من فراغ، بل كان بسبب الجريمة المتفشية في المجتمع والتي كانت تقض مضاجع المواطنين، لذلك كانت أرضية خصبة للعمل الجماهيري ضد الجريمة".
وأضاف أن "الحراك شهد الكثير من الصعوبات والمطبات، وذلك بسبب التنوع السياسي في المدينة والاختلاف بين المواطنين، ولكن استطعنا التغلب على المعضلات والنجاح على الرغم من كل الصعوبات، خاصةً أن الحراك كان يضم مختلف التيارات السياسية والوطنية في المدينة".
وختم خليفة حديثه بالقول إنه "يجب أن يكون الأمل لدى الطلاب والأجيال الصاعدة بالعمل من أجل التغيير، إذ أن الاحتجاج مهم، ولكن يجب أن نبحث عن كل الطرق التي تفتح لنا المجال من أجل تحقيق أهدافنا بموضوع الجريمة وغيرها".
وقال قعدان إن "الجريمة المنظمة في المجتمع العربي بدأت منذ العام 1967 وتحديدًا حاولت إسرائيل تفعيلها بشكل كبير في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك تحت دعم ورعاية جهاز الأمن العام (الشاباك)، وذلك بهدف تفكيك المجتمع، وكان المجتمع الفلسطيني في حينه بغالبيته مجتمع فلاحين، وسلب الأرض من الفلسطيني كان عاملا مهما لنشر الجريمة والعصابات".
وأشار إلى أن "الحل الوحيد في مكافحة الجريمة المتفشية في المجتمع العربي وفي البلاد بشكل عام، هو إعادة الأرض وتوسعة البلدات العربية وتوفير الفرص والعمل، وليس كما يقال من خلال خطط وما إلى ذلك. الحل يكمن في إعادة الأراضي العربية التي صودرت".
وقال حاج يحيى إن "معظم الذين يحملون السلاح في البلدات العربية بسبب عدم توفير الحماية للمواطنين من قبل الدولة التي تهمشهم وتميز ضدهم".
وأضاف أنه "بعد انهيار المنظمات الإجرامية اليهودية بدأت تتبلور منظمات إجرامية في المجتمع العربي، وهي لا تعمل وفقًا للعائلة إنما تتبلور حسب المنطقة. المنظمة الإجرامية عادة تكون كبيرة ومنظمات صغيرة في البلدات العربية تضم أشخاصا ذوي معرفة جنائية من مختلف المجالات".
ولفت إلى أن "الجريمة في المجتمع العربي تنتشر وتتطور، حيث باتت الجريمة تأخذ أشكالا مختلفة، ولا تقتصر على إطلاق النار فقط، إنما هناك نوع من الجرائم التي يحصل بها خطف وتعذيب وقتل وحرق، وهذا لم يكن بالسابق أبدًا، وهذا يظهر مدى تطور الجريمة والأساليب الجديدة، الذي يحصل في ظل عدم محاسبة الجناة والمجرمين الأمر الذي يجعل الجناة يكررون جرائمهم بسبب عدم وجود رادع لإيقاف هذه الجرائم".
وقالت روزالين حصري من مشروع "سند البلد" في جميعة بلدنا إنه "لا نزال نرى أنه يوجد أمل، ولم نفقد الأمل، لذلك قررنا في جمعية بلدنا إطلاق هذا المشروع الذي يهدف إلى احتواء الطلاب والشباب في خطر، من خلال مرافقتهم اجتماعيًا، حيث أن كل 6 طلاب في المشروع معهم مرافق لإرشادهم إلى الطريق الصحيح، والمشروع يستهدف الطلاب ما بين سن 13 وحتى 15 عامًا، ومعظمهم يتعاملون مع منظمات إجرامية".
وأضافت أن "أبناء الشبيبة الذين يتم استهدافهم من قبل منظمات الإجرام بشكل عام يعيشون في ظروف اجتماعية وعائلية صعبة، لذلك عمل ونحاول إنقاذ هؤلاء الطلاب من هذه الطريق".
وختمت حصري حديثها بالقول إنه "يوجد العديد من المسارات التي من الممكن القيام بها مع الطلاب، ولكن المشكلة التي نواجهها بشكل أساسي هو التواصل مع العائلات وليس الطلاب".
يشار إلى أن هذه الندوة ضمن سلسلة من الندوات التي تنظمها الحركات الطلابية في جامعة تل أبيب، بهدف إشراك الطلاب في العمل الطلابي، وتعزيز العلاقات بينهم.
اقرأ/ي أيضًا | التجمّع الطلابيّ يختتم نشاطات الفصل الدراسيّ الأول بمشاركة طلابية واسعة
المصدر: عرب 48