وقف المساعدات للأونروا مخالف لقرار محكمة العدل الدولية
قالت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن القرار الذي اتخذته عدّة دول بمثابة “عصيان علني لقرار محكمة العدل الدولية”.
الأونروا في غزة تقدم مساعدات إنسانية للفلسطينيين (Getty Images)
أكدت خبيرة مستقلة في الأمم المتحدة، اليوم الأحد، أنّ إعلان عدّة دول تعليق مساعداتها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يعدّ انتهاكا لقرار محكمة العدل الدولية، كما يمكن أن يشكّل انتهاكا للاتفاقية الدولية بشأن الإبادة الجماعية.
وأشارت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، إلى أنّ محكمة العدل الدولية طلبت “السماح بمساعدات إنسانية فعّالة” لسكّان غزة.
بالتالي، يعدّ القرار الذي اتخذته عدّة دول بمثابة “عصيان علني لقرار محكمة العدل الدولية”، وفق تعبيرها.
ولفتت ألبانيز، وهي خبيرة مستقلّة مُعيّنة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولكنّها لا تتحدث نيابة عن الأمم المتحدة، إلى التسلسل السريع جدا للأحداث المتعلّقة بالأونروا.
وقالت في منشور منفصل على منصة “إكس” إنه “غداة توصّل محكمة العدل الدولية إلى أنّ إسرائيل ربما ترتكب إبادة جماعية، قرّرت بعض الدول وقف تمويل الأونروا، ما يعني معاقبة جماعية لملايين الفلسطينيين في لحظة حرجة، وانتهاك محتمل لالتزاماتها بموجب الاتفاقية بشأن الإبادة الجماعية”.
ودعت محكمة العدل الدولية إسرائيل، أول من أمس الجمعة، إلى منع ارتكاب أيّ عمل يُحتمل أن يرقى إلى “إبادة جماعيّة” في غزّة، و”اتخاذ إجراءات فورية” لتوفير “المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها الفلسطينيون بشكل عاجل”.
بعيد هذا الإعلان، اتهمت إسرائيل عددا من الموظفين في الأونروا بالضلوع في عملية “طوفان الأقصى”، التي شنتها حركة حماس، غير المسبوقة على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ولم تلبث أن ردّت الولايات المتحدة عبر الإعلان أنّها ستعلّق تمويلها للأونروا، ليتبعها في ذلك عدد من الدول، من بينها ألمانيا وأستراليا وإيطاليا وفنلندا والمملكة المتحدة.
من جهتها، عمدت الأونروا إلى طرد الموظّفين المتورّطين، وتعهّدت إجراء تحقيق شامل واتخاذ إجراءات قانونية في حال ثبتت هذه المشاركة، غير أنّ إسرائيل أعلنت على الرغم من ذلك سعيها إلى منع الوكالة من مواصلة عملها في غزة بعد انتهاء الحرب.
وأدّى الهجوم المباغت الذي شنّته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر إلى مقتل أكثر من 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيليّة رسميّة.
وردا على ذلك، تعهّدت إسرائيل “القضاء” على حماس وباشرت عمليّة عسكريّة واسعة خلّفت أكثر من 26 ألف قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأحد.
المصدر: عرب 48