ويتكوف: حماس ليست مغلقة أيديولوجيًا والحوار معها ممكن

صرح مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مساء الجمعة، في مقابلة صحافية، إن دوافع الحكومة الإسرائيلية في ما يتعلق بالحرب على غزة وتبادل الأسرى لا تبدو واضحة، مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مهتم بالمعركة أكثر من اهتمامه بالمحتجزين لدى حماس.
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
وعندما سُئل عن ما الذي تريده حكومة إسرائيل؟ قال إن "هذا معقّد"، وفي تعليقه على الحرب الإسرائيلية على غزة، قال ويتكوف إن "نتنياهو قطع رأس حماس. حماس ليست قريبة من أن تكون تنظيم الإرهاب الذي كانت عليه من قبل. لكن، بالطبع، السمعة التي يحصل عليها بيبي هي أنه مهتم أكثر بالمعركة من اهتمامه بالأسرى. أعتقد أنه، من نواح معينة، أفهم من أين يأتي هذا التقدير لدى الناس، لكنني لا أتفق بالضرورة مع ذلك".
وتطرق ويتكوف إلى رؤية الولايات المتحدة لحركة حماس، قائلًا إنهم جهة تسيطر على غزة لكنها لا يمكن أن تبقى بالشكل الحالي، موضحًا "أعتقد أنهم يريدون البقاء هناك في غزة إلى الأبد، ويريدون السيطرة على غزة. وهذا غير مقبول. ما هو مقبول بالنسبة لنا هو أنهم يجب أن يتخلوا عن سلاحهم. عندها ربما يمكنهم البقاء هناك قليلًا، والمشاركة سياسيًا، لكن لا يمكن أن يكون تنظيم إرهابي هو من يدير غزة. لأنه، ببساطة، لن يكون ذلك مقبولًا بالنسبة لإسرائيل. وسنمر بنفس التجارب بالضبط. كل خمس، أو عشر، أو خمس عشرة سنة، سيكون لدينا 7 أكتوبر. هذا ما تريده حماس، وهذا غير ممكن".
وقال ويتكوف إنه يعتقد أن النزاع مع حماس يمكن أن يُحل عبر الحوار، موضحًا: "قلت للرئيس (دونالد ترامب): لا أعتقد أن حماس منغلقة جدًا أيديولوجيًا كما يُقال عنها. إنهم ليسوا غير قابلين للإقناع الأيديولوجي كما يُقال. (…) بمجرد أن تفهم أنهم يريدون أن يعيشوا، حينها يمكنك التحدث معهم بشكل أكثر فاعلية. وقد توصلت إلى استنتاج أنهم يريدون بدائل. نحن الآن في مفاوضات، ربما لوقف بعض هذه الهجمات الإسرائيلية، وربما لإنهاء هذا النزاع من خلال الحوار".
وفي سياق آخر، أكد أن دونالد ترامب يحاول تجنّب اندلاع نزاع مسلح مع إيران من خلال بناء الثقة معها.
وقال ويتكوف في مقابلة مع المذيع تاكر كارلسون على منصة اكس، إن رسالة ترامب الأخيرة إلى طهران لم يكن القصد منها التهديد.
وازداد التوتر في العلاقات بين الخصمين اللدودين الولايات المتحدة وإيران بعد تجدد القصف الإسرائيلي على غزة وعودة الحوثيين الذين تدعمهم طهران إلى تهديد الملاحة في البحر الأحمر.
وأعلن ترامب في 7 آذار/ مارس أنه بعث برسالة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي يحضه فيها على استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذرا من عمل عسكري محتمل.
لكن خامنئي رد في خطاب تلفزيوني بمناسبة عيد النوروز، قائلا إن الأميركيين "لن يصلوا الى نتيجة أبدا" عبر تهديد إيران.
وأوضح ويتكوف لكارلسون في معرض دفاعه عن جهود ترامب للتواصل مع طهران، أن الرئيس الأميركي يتمتع بتفوق عسكري ومن الطبيعي أن يكون الإيرانيون هم من يسعون إلى إيجاد حل دبلوماسي.
لكنه أردف "بدلا من ذلك، هو من يفعل ذلك".
وقال ويتكوف "الرسالة تقول بشكل تقريبي: أنا رئيس سلام. هذا ما أريده. لا داعي لنا أن نقوم بذلك عسكريا. يجب أن نتحدث".
وتابع مبعوث ترامب "يجب أن ننشىء برنامج تحقق حتى لا يقلق أحد بشأن تحويل المواد النووية الخاصة بكم إلى سلاح (…) لأن البديل ليس جيدا جدا".
وأشار ويتكوف إلى أن المناقشات الأميركية مع إيران مستمرة عبر "قنوات خلفية، وعبر دول وقنوات متعددة".
ويتكوف: تطبيع العلاقات بين إسرائيل ولبنان وسورية "أصبح احتمالا حقيقيا"
قال ويتكوف، إن تطبيع إسرائيل مع سورية ولبنان أصبح احتمالا حقيقيا، مشيرا إلى أن "سورية خرجت من دائرة النفوذ الإيراني".
وأعرب ويتكوف عن اعتقاده بـ"إمكانية تطبيع لبنان العلاقات مع إسرائيل من خلال إبرام معاهدة سلام بين البلدين، إن هذا ممكن حقا. وينطبق الأمر نفسه على سورية"، مضيفا أن تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل، ثم بين سورية وإسرائيل، "يمكن أن يكون جزءا من عملية أوسع نطاقا لإحلال السلام في المنطقة".
وعن شكل الخريطة النهائية التي تطمح إسرائيل إلى رسمها في الشرق الأوسط، قال ويتكوف إن إسرائيل "تتحرك داخل لبنان وسورية، ورغم أن هاتين الدولتين ليستا جزءا من إسرائيل، إلا أنها تسيطر عليهما ميدانيا".
واعتبر المبعوث الأميركي أن هذه السيطرة تفتح الباب أمام تطبيع شامل في حال تم القضاء على "حزب الله" و"حماس"، مؤكدا أنه إذا طبعت سورية ولبنان العلاقات مع إسرائيل، ووقعت السعودية اتفاقية سلام في حال تحقق الهدوء في غزة، فسنكون أمام مشهد جديد بالكامل في الشرق الأوسط.
المصدر: عرب 48