ياسمين قدورة.. اتهام بـ”التحريض على الإرهاب” وظروف اعتقال قاسية

قالت المحامية أفنان خليفة إنه “سنتسلم رد المحكمة المركزية في حيفا، غدا الثلاثاء، على طلب الاستئناف، وآمل جدا أن تستجيب المحكمة لطلب إطلاق سراحها حتى الانتهاء من إجراءات المحاكمة”.

تواجه المعتقلة ياسمين قدورة (35 عاما) من قرية نحف في منطقة الجليل، شمالي البلاد، ظروف اعتقال قاسية في السجن، خاصة أنها في الشهر الثالث من حملها، إذ اكتشفت أنها حامل منذ يوم اعتقالها، 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وقدمت النيابة العامة إلى المحكمة المركزية في مدينة حيفا، في أوائل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، لائحة اتهام ضد المرأة نسبت إليها تهم “التحريض على الإرهاب وإظهار الانتماء لتنظيم إرهابي”.

ووفقا لادعاء الشرطة فإنه “في أعقاب ما يتم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي، أوقفت الشرطة مواطنة من نحف، في الثلاثينيات من عمرها، بتهمة التحريض على الإرهاب وإظهار الانتماء إلى منظمة إرهابية، بعد أن نشرت على تطبيق (واتساب) الخاص بها، صباح 7 تشرين الأول/ أكتوبر، كلمات مدح ودعم وتماه مع منظمة حماس الإرهابية، إذ كُتب ما يلي: (هذا الصباح فخر لن يُنسى، 2023.10.7، الله ينصرهم ويحفظهم)”.

تترقب عائلة قدورة، وسط قلق شديد، رد المحكمة المركزية في حيفا، غدا الثلاثاء، على طلب الاستئناف الذي قدمته المحامية أفنان خليفة، الموكلة بالدفاع عن ياسمين قدورة، ضد قرار محكمة الصلح في حيفا، الذي يقضي بعدم إطلاق سراح موكلتها نهائيا، حتى الانتهاء من الإجراءات القضائية بحقها.

وقالت المحامية أفنان خليفة، لـ”عرب 48” إنه “تسلمت ملف موكلتي بعد أن تم اعتقالها، وتقديم لائحة اتهام ضدها، وبعد إصدار محكمة الصلح في حيفا قرارا ضدها يمنع إطلاق سراحها نهائيا، حتى الانتهاء من إجراءات المحاكمة. بعد دراستي للملف قدمت ادعاءات جديدة أمام المحكمة، والتي لم تُطرح من قبل في الجلسات الأولى للمحاكمة، بناء عليه قدمت استئنافا للمحكمة المركزية في حيفا ضد قرار محكمة الصلح بعدم إطلاق سراح ياسمين نهائيا حتى الانتهاء من إجراءات التحقيق، حيث سنتسلم رد المحكمة المركزية في حيفا، غدا الثلاثاء، على طلب الاستئناف، وآمل جدا أن تستجيب المحكمة لطلب إطلاق سراحها حتى الانتهاء من إجراءات المحاكمة”.

وأشارت المحامية خليفة إلى أنه “فور اعتقال ياسمين اتضح بأنها حامل، حيث سمحت إدارة السجن حينها بأجراء فحص أولي للحمل في مستشفى (رمبام) بمدينة حيفا”.

وأضافت أنه “جميعا ندرك ظروف السجن التي تعيشها المعتقلات في الفترة الأخيرة خاصة، ويزيد الأمر صعوبة على ياسمين خاصة أنها في الأشهر الأولى من الحمل، وبحاجة لرعاية واهتمام، إذ أن التعامل الطبي المتبع مع النساء الحوامل فوق الثلاثين عاما يتطلب رعاية وفحوصات طبية خاصة. وكما علمت من موكلتي فإن إدارة السجن لم تسمح لها بإجراء فحوصات طبية، حيث من المفترض قانونيا، السماح لها بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة”.

وعن معاناة عائلة ياسمين قدورة، في ظل اعتقالها قالت المحامية الموكلة بالدفاع عنها إن “ياسمين هي أم لأربعة أطفال، تنتمي لعائلة متماسكة ومتحابة وداعمة جدا لموكلتي، حيث يحضر الزوج إلى جانب الوالدين جلسات المحاكمة، وقد أبدوا استعدادهم للتعاون المطلق في سبيل إطلاق سراح ياسمين. أما موكلتي فهي امرأة غير منخرطة بأي نشاطات سياسية، كذلك هي ربة بيت متواضعة، تحب أسرتها وتقريبا غير منخرطة في سوق العمل، وقد تم اعتقال زوجها الذي حاول منع اعتقالها، حيث تم الإبلاغ عن المنشور الذي نشر على تطبيق (واتساب) من زميلة لياسمين في إطار معين، ذلك أن النشر كان على كان ضمن إطار ضيق”.

ووصفت المحامية خليفة طريقة اعتقال الشرطة لقدورة في حينه بأنها “مخالفة للقانون”، وختمت بالقول إن “إظهار الشرطة لتفاصيل الاعتقال، من إظهار صورة ياسمين، وشكلها عبر تصويرها فيديو، يعد مخالفة قانونية قامت بها الشرطة ضد ياسمين، عدا عن أنها كانت عملية اعتقال وحشية غير إنسانية ضدها، والتعامل مع زوجها الذي حاول الاستفسار لمنع اعتقال زوجته كذلك بطريقة وحشية، ومن ثم تم إطلاق سراحه”.