1% فقط من الجرحى والمرضى في غزة أحيلوا للعلاج خارج القطاع
“الجيش الإسرائيلي يتأخر ويماطل في الرد على القوائم المرسلة إليه يوميا، والتي تحتوي على عشرات أسماء المصابين بجروح خطيرة ممن يحتاجون إلى نقلهم بشكل عاجل خارج قطاع غزة عبر معبر رفح من أجل تلقي علاج طبي لإنقاذ حياتهم”.
قالت منظمة “أطباء لحقوق الإنسان” إن حوالي 1% فقط من الفلسطينيين الذين أصيبوا إثر الحرب الإسرائيلية على غزة، جرى نقلهم لتلقي العلاج الطبي خارج القطاع عبر معبر رفح.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأشارت إلى أنه “بحسب المعطيات، فمن بين أكثر من 49 ألف جريح نقل حتى الآن حوالي 430 جريحا فقط إلى مصر عن طريق معبر رفح، وذلك في وقت يماطل الجيش الإسرائيلي فيه الاستجابة لطلبات خروج الجرحى والمرضى لمدة تتراوح بين يوم إلى 3 أيام، ما يسبب تدهورا في حالتهم إلى حد الموت”.
وأضافت أنه “منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تم إغلاق معبر ’إيرز’ شمال قطاع غزة أمام خروج الفلسطينيين، بمن فيهم المرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى علاج طبي غير متوفر في مستشفيات القطاع، وقد جرى فتح معبر رفح لعبور الجرحى والمرضى في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، إذ أن خروجهم عن طريق المعبر يتم فقط بعد التنسيق بين مسؤولي الصحة الفلسطينيين والصليب الأحمر وبين الجيش الإسرائيلي”.
وأوضحت منظمة “أطباء لحقوق الإنسان”، أن “الحالة إلى إجلاء الجرحى والمرضى لتلقي العلاج الطبي خارج القطاع تزايدت منذ بدء الحرب وفي أعقاب انهيار النظام الصحي في غزة، وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإنه بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى فإن 280 فردا من الطواقم الطبية قد قتلوا ولحقت أضرار بـ56 سيارة إسعاف، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فمن أصل 3500 سرير في المستشفيات انخفض النظام إلى 1400 سرير عندما خرجت معظم المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة (26 من أصل 35)”.
وبينّت “من المعلومات التي حصلت عليها منظمة أطباء لحقوق الإنسان عبر مسؤولين في الجهاز الصحي في قطاع غزة، فإن الجيش الإسرائيلي يتأخر ويماطل في الرد على القوائم المرسلة إليه يوميا، والتي تحتوي على عشرات أسماء المصابين بجروح خطيرة ممن يحتاجون إلى نقلهم بشكل عاجل خارج قطاع غزة عبر معبر رفح من أجل تلقي علاج طبي لإنقاذ حياتهم، إذ يتراوح متوسط مدة التأخر في الرد من يوم إلى 3 أيام ونتيجة لذلك فإن الجرحى الذين لا تسمح حالتهم بالصمود طويلا يموتون في انتظار نقلهم إلى مصر”.
وتابعت “كما يتبين كذلك من المعلومات التي جمعتها المنظمة بأن العديد من المرضى في غزة لا يحصلون على أي مساعدة طبية خصوصًا مرضى السرطان والكلى الذين تتعرض حياتهم للخطر بسبب أي تأخير في العلاج. حتى الآن لم يتمكن سوى حوالي 500 مريض معرضين لخطر كبير بما في ذلك 1000 مريض على الأقل بالفشل الكلوي و2000 مريض بالسرطان و130 من حديثي الولادة في الحاضنات من المغادرة لتلقي العلاج في تركيا والإمارات وقطر، فيما أن غالبية مرضى السرطان الذين لم يسافروا يتلقون العلاج في مستشفى ’دار السلام’ في خانيونس وذلك بعد خروج مستشفى الصداقة الذي كانوا يتعالجون فيه عن الخدمة إثر قصفه وخروج الطاقم منه، وكذلك أيضا مستشفى الرنتيسي لعلاج أورام الأطفال. إن مستشفى دار السلام الذي تم نقلهم إليه ليس جاهزا لعلاج هذا النوع من الأمراض كما أنه خرج الآن عن الخدمة أيضا. أمام هذا الوضع فإن الخروج من قطاع غزة هو الخيار الوحيد المتبقي أمام هؤلاء المرضى إلا أن خروجهم هم أيضا يتم تأخيره أو منعه”.
وختمت “أطباء لحقوق الإنسان” بيانها “على خلفية هذا الوضع نطالب المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية والجيش بالسماح بإجلاء الجرحى والمرضى بأعداد أكبر بكثير مما تم حتى الآن من أجل إنقاذ الأرواح وتخفيف العبء على النظام الصحي الذي توقفت قطاعات كبيرة منه وخرجت تماما عن الخدمة، فإننا نطالب بتسريع الفحص الأمني وتقصير زمن الاستجابة لطلبات إجلاء الجرحى لأن حالتهم الحرجة تتطلب معالجة فورية، من غير الممكن أن يتم تأخيرهم لأيام ويجب زيادة عدد الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم بشكل كبير وتلبية الحاجة الآخذة بالتصاعد ومن المعلوم أن هناك عددا من الدول مستعدة وجاهزة لاستقبال الجرحى”.
المصدر: عرب 48