دارت اشتباكات بين مسلحين وقوات الاحتلال في عدة أحياء بالمخيم تخللها استخدام طائرة مسيّرة للقصف، ما أسفرت عن استشهاد 12 فلسطينيا بينهم فتى (16 عاما)، ومقتل عنصر احتياط في وحدة المستعربين التابعة لشرطة الاحتلال.
آثار الدمار الذي خلفه الاحتلال بالبنية التحتية بوخيم نور شمس (Getty Images)
استشهد 12 فلسطينيا على الأقل بينهم فتى وأُصيب آخرون بجراح جراء عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس قضاء طولكرم الذي استهدف بقصف بواسطة طائرة مسيّرة، اليوم الخميس، فيما دمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية في المخيم الذي تحاصره منذ ساعات الفجر.
تابعوا قناة موقع “عرب 48” عبر منصة “تيليغرام” للأخبار أولا بأول
وأقر الاحتلال بمقتل أحد عناصر الاحتياط في وحدة المستعربين العاملة في الضفة الغربية المحتلة والتابعة إداريا لشرطة الاحتلال، وذلك خلال الاشتباكات مع المقاومين في مخيم نور الشمس؛ علما بأنها كانت قد اعترفت بإصابة 10 عناصر أحدهم بجراح خطيرة خلال المواجهات التي اندلعت عقب اقتحامها للمخيم.
وأعلن “الهلال الأحمر” الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع 25 إصابة و8 شهداء في مخيم نور شمس، وأوضح أن “من بين الإصابات 17 بالرصاص الحي و4 بشظايا رصاص حي و2 نتيجة قصف من بينها حالة بالغة الخطورة”.
وبحسب الهلال الأحمر فإن “جثامين 5 شهداء، على الأقل، تتواجد داخل مسجد المخيم”، موضحا أن “ذويهم رفضوا نقلهم للمستشفى”.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن “حصيلة شهداء عدوان الاحتلال في مخيم نور شمس منذ صباح اليوم ارتفعت إلى 7 شهداء، فيما وردتنا إشارة إلى وجود شهداء آخرين لم تستطع سيارات الإسعاف نقلهم إلى المستشفيات”.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في وقت سابق، بأن 3 مصابين وصلوا إلى مستشفى طولكرم الحكومي من جراء عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس؛ قبل أن تعلن لاحقا عن استشهادهم؛ فيما أصيب 10 عناصر من شرطة الاحتلال أحدهم بحالة حرجة.
وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إصابة 10 من أفرادها، حالة أحدهم خطيرة، خلال الاشتباكات المتواصلة في مخيم نور شمس، وقالت الشرطة، في بيان، إن “10 من عناصر شرطة حرس الحدود أصيبوا، أحدهم بجروح خطيرة، خلال اشتباك مسلح في مخيم نور شمس، بينما الباقون إصاباتهم طفيفة”.
وأضافت الشرطة أنه تم إجلاء عناصرها المصابين لتلقي العلاج في مدينة كفار سابا.
وفي وقت سابق، قال جيش الاحتلال في بيان “خلال عملية لإحباط الإرهاب في مخيم نور شمس بطولكرم، تم استهداف ’خلية’ مسلحين بقصف بواسطة مسيّرة بعد تهديد القوات في المخيم، ما أسفر عن إصابات”، مضيفا أن “القوات لا تزال تواصل عمليتها بالمخيم”.
وسبق ذلك استشهاد الفتى طه محاميد (16 عاما) برصاص قوات الاحتلال صباح اليوم، فيما أصيب والده أثناء محاولته إنقاذه بعد إصابته.
قالت كتائب القسام في طولكرم في بيان “يخوض مجاهدونا في مخيم نور شمس مع فصائل المقاومة والتشكيلات العسكرية اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال التي تحاصر المخيم منذ فجر اليوم”.
وأضافت “استهدف مجاهدونا آليات الاحتلال المقتحمة والمحاصرة للمخيم بالعبوات الناسفة التي أوقعت فيه إصابات مؤكدة”.
ومنذ فجر اليوم، تواصل قوات الاحتلال اقتحامها للمخيم، حيث نفذت عمليات تدمير واسعة في البنية التحتية والممتلكات.
ودارت اشتباكات بين مسلحين وقوات الاحتلال في عدة أحياء بالمخيم، وتواصلت الاشتباكات في المخيم، بحسب ما أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيليّ.
وكانت قد وردت أنباء عن وجود عدد غير محدد من المصابين بين الفلسطينيين، يمنع الاحتلال الوصول إليهم.
وقال رئيس اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم نور شمس طه الإيراني، إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات كبيرة من آلياتها إلى المخيم، ونشرت القناصة داخل البنايات المرتفعة، وفرضت حصارا مشددا على المخيم وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية.
وأضاف أن جرافات الاحتلال جرفت الشارع الرئيس طولكرم- نابلس والشوارع الداخلية بالمخيم، ودمرت البنية التحتية والكثير من ممتلكات المواطنين، الأمر الذي تسبب بانقطاع الكهرباء وشبكة الانترنت عن المخيم.
وأوضح الإيراني: “لم تترك قوات الاحتلال واحدة من ممارساتها العدوانية المعهودة إلا ونفذتها داخل المخيم، وبوتيرة أعلى من الاقتحامات السابقة”.
ونفذت قوات الاحتلال حملات دهم للعديد من المنازل في حارات المخيم، تخللها اعتقال تسعة شبان على الأقل، والتحقيق ميدانيا مع آخرين.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر أنها تبلغت بوجود إصابتين داخل المخيم، وأن جيش الاحتلال منع الطواقم من الوصول إليها بسبب أغلاق جميع المداخل، وقام الجيش باحتجاز سيارة إسعاف.
ويتعرض مخيم نور شمس لاقتحامات الاحتلال المتكررة، كان أكبرها ما جرى الشهر الماضي حينما استشهد شابان وتخلله تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات.
المصدر: عرب 48
