قُتل ستة أشخاص في مدينة كفر قرع منذ مطلع العام الجاري 2024 ولغاية اليوم، آخرهم علاء أبو عطا (38 عامًا) الذي قُتل أمام أعين أطفاله الثلاثة أيهم ونين وعمر، في جريمة إطلاق نار أمام روضات الأطفال.
من مكان الجريمة في كفر قرع، صباح الثلاثاء
يستدل من المعطيات والإحصاءات المتوفرة أن ستة أشخاص قتلوا في مدينة كفر قرع منذ مطلع العام الجاري 2024 ولغاية اليوم، آخرهم علاء أبو عطا (38 عامًا) الذي قُتل أمام أعين أطفاله الثلاثة أيهم ونين وعمر، في جريمة إطلاق نار أمام روضات الأطفال، وأمام أعين الأطفال الذين كانوا يتوجهون إلى روضاتهم، صباح أول من أمس الثلاثاء.
ترك المغدور أبو عطا خلفه زوجة ثاكل وثلاثة أبناء أكبرهم يبلغ 13 عامًا، في واحدة من أبشع جرائم القتل الآخذة بالتزايد بشكل شبه يومي في المجتمع العربي.
كان أبو عطا قد أدى صلاة الفجر، أول من أمس، في مسجد الحوارنة بكفر قرع، وفقًا لما قاله عدد من المصلين لـ”عرب 48“، ثم مارس رياضة الركض في شوارع المدينة، وعند توجهه لإيصال أبنائه إلى المدرسة، قتلته رصاصات الغدر.
وبهذه الجريمة ارتفع عدد ضحايا جرائم القتل في كفر قرع إلى 4 ضحايا من أبناء المدينة، قتلوا في جرائم إطلاق نار، بالإضافة إلى قتيلين من خارج المدينة قُتلوا داخلها.
وقال الشيخ أنيس زيد الكيلاني، والد زوجة الضحية علاء أبو عطا، لـ”عرب 48” إن “علاء كان النسيب الجيد، لم يؤذ أحدا، ولا مشكلة له مع أحد. على الرغم من علاقتي الوطيدة والجيدة به فإن جميع أهالي البلدة يعرفون من هو علاء. كان مواظبا على الصلاة ملتزما بها ولديه 3 أبناء، وبحال لم يؤد صلاة الفجر في المدينة فإنه يصليها في المسجد الأقصى مع عائلته، وكان كل يوم جمعة يقوم بتأدية صلاتي الفجر والجمعة في المسجد الأقصى مع عائلته”.
ولفت إلى أن “علاء أدى صلاة الفجر في مسجد الحوارنة ثم مارس الرياضة بعد الصلاة، وتوجه لإرسال أولاده إلى مدارسهم، وقتل أمام أطفاله على مدخل المدرسة”.
وعن الضحية علاء، قال إنه “كان شابا فريدا من نوعه وجميع أهالي المدينة يشهدون له بأخلاقه الكريمة والحميدة والطيبة، إذ أنه لا يقصّر مع أحد بالصدقات والمساعدات للقريب والغريب، علاء دائمًا كان بخدمة من يقصده والمحتاجين”.
وبشأن الأطفال الذين كانوا مع والدهم داخل المركبة لحظة وقوع الجريمة قال الكيلاني إنه “لا نزال بصدمة كبيرة مما حصل، والصدمة الأكبر أن الأطفال أيهم وعمر ونين كانوا مع والدهم، في المركبة لحظة إطلاق النار، الأطفال حتى اللحظة بصدمة كبيرة، نحن مع الأطفال وإلى جانبهم ونؤمن بالقضاء والقدر، والحمد الله على كل حال”.
وقال وسيم أبو عطا، ابن عم ضحية الجريمة، لـ”عرب 48” إن “علاء شاب مثل الورد لديه 3 أبناء أكبرهم لم يتجاوز 14 عامًا، والمرحوم بلغ من العمر 38 عامًا، تعلم مدقق حسابات وعمل لسنوات طويلة في البنك كموظف”.
وأضاف أن “كل أهالي المدينة يعرفون علاء جيدا، يومه يبدأ بصلاة الفجر في المسجد، ومن ثم يقوم بممارسة الرياضة الصباحية بعد الصلاة، وبعدها يرسل أولاده إلى المدرسة، ومن ثم يتوجه إلى العمل. ما حصل حدث جلل وصعب ولم تتخيل أن يحصل مثل هذا”.
وقال القائم بأعمال رئيس بلدية كفر قرع، نزيه مصاروة، لـ”عرب 48” إن “ما حصل مصيبة، إذ أننا استيقظنا على جريمة قتل بشعة، صباح الثلاثاء، حيث قتل شاب مثل الوردة أمام أطفاله وفي منطقة تواجد فيها طلاب المدارس في المدينة، ما حصل تجاوز كل الخطوط الحمراء، والجميع بكفر قرع في حالة قلق وخوف، وهذا الجو العام في كل البلدات العربية”.
وبخصوص مقتل 4 من أبناء كفر قرع منذ بداية هذا العام، لفت مصاروة إلى أنه “كبلدية لا يوجد لدينا صلاحيات في قضية الأمن والأمان، إذ أن المسؤول عن هذا الملف هو شرطة ودولة إسرائيل، وقضية الجريمة بحاجة لقرار من حكومة إسرائيل”.
وأضاف أن “الشرطة الإسرائيلية تملك القدرة على منع الجرائم، وهذا ما نجحت به عندما كانت عصابات الإجرام متفشية في المجتمع. لماذا لا تتمكن من فكها في الشارع العربي، أتوقع أن الإجابة واضحة للجميع”.
وأكد أن “الجريمة في المجتمع العربي وعدد الضحايا الكبير لا يقتصر على الضحية فقط، إنما كل شخص من هؤلاء ترك خلفه عائلة ووالدين وأبناء وأصدقاء. الجرائم التي تحصل صعبة وبشعة ولا يتقبلها العقل البشري”.
وعن فقدان ابنه سليمان بجريمة إطلاق نار قبل عدة سنوات، قال مصاروة إنه “حقيقةً كل جريمة تفتح جروح قديمة، حيث أن المصاب والوجع لا ينتهي، من الممكن أن ينسى الشخص خلال ساعات اليوم، ولكن عندما تجلس وحدك أو مع العائلة مباشرة تشعر بهذا النقص والفقدان الصعب والجلل الذي يضر بكل المجتمع والبلدة”.
المصدر: عرب 48
