دراسة تدعو المدخنين لإجراء هذا الفحص لتجنب سرطان الرئة

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون أمريكيون إمكانية خفض كبيرة في وفيات سرطان الرئة، وذلك من خلال توسيع نطاق الفحص المبكر باستخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) للصدر. هذه النتائج تبعث الأمل في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة للمرضى، وتؤكد على أهمية الكشف المبكر في مكافحة هذا المرض الخطير.
أهمية الفحص المبكر لسرطان الرئة
لطالما كان سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطان فتكًا على مستوى العالم. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الكشف المبكر يمكن أن يزيد بشكل كبير من فرص العلاج الناجح. الفحص باستخدام التصوير المقطعي المحوسب يسمح باكتشاف الأورام في مراحلها الأولى، عندما تكون أكثر قابلية للعلاج.
كيف يمكن للفحص أن يغير قواعد اللعبة؟
توضح الدراسة أن توسيع نطاق الفحص يمكن أن يقلل من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة بثلاثة أضعاف. هذا يعني أن المزيد من الأرواح يمكن إنقاذها ببساطة عن طريق التأكد من أن الأشخاص المؤهلين يخضعون للفحص بانتظام. هذا التحسن الكبير في معدلات البقاء على قيد الحياة يجعل من توسيع نطاق الفحص أولوية صحية عامة.
من هم المؤهلون للفحص؟
وفقًا للدراسة، يجب على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 80 عامًا التفكير في إجراء فحص التصوير المقطعي للصدر، خاصةً إذا كانوا:
- مدخنين حاليين أو سابقين.
- لديهم تاريخ تدخين يصل إلى 20 علبة سجائر سنويًا أو أكثر. (علبة السجائر السنوية تعني تدخين علبة سجائر واحدة يوميًا لمدة عام واحد).
- أقلعوا عن التدخين خلال الـ 15 سنة الماضية.
هذه المعايير تهدف إلى تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بـ سرطان الرئة، وبالتالي ضمان حصولهم على الفحص المناسب.
حساب تاريخ التدخين: مثال توضيحي
لتوضيح مفهوم “علبة السجائر السنوية”، يمكن اعتبار أن الشخص الذي يدخن علبة سجائر واحدة يوميًا لمدة 20 عامًا لديه تاريخ تدخين 20 علبة سجائر سنويًا. وبالمثل، فإن الشخص الذي يدخن علبتين يوميًا لمدة 10 سنوات لديه أيضًا تاريخ تدخين 20 علبة سجائر سنويًا.
نتائج الدراسة والإحصائيات المقلقة
استندت الدراسة إلى بيانات من المسح الوطني الأمريكي الذي تجريه مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها سنويًا. أظهرت النتائج أن حوالي 20% فقط من البالغين المؤهلين للفحص في عام 2024 يخضعون له بالفعل. هذا يعني أن هناك فجوة كبيرة بين عدد الأشخاص الذين يجب أن يخضعوا للفحص وعدد الأشخاص الذين يفعلون ذلك فعليًا.
توسيع نطاق الأهلية: خطوة ضرورية
يؤكد الباحثون على أن توسيع نطاق أهلية الفحص، بغض النظر عن عدد السنوات التي انقضت منذ الإقلاع عن التدخين، أمر مبرر تمامًا. فكلما تم اكتشاف سرطان الرئة في مرحلة مبكرة، زادت فرص العلاج الناجح. إن إزالة القيود المتعلقة بالوقت منذ الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد في إنقاذ المزيد من الأرواح.
الوقاية من سرطان الرئة: عوامل أخرى مهمة
بالإضافة إلى الفحص المبكر، هناك عوامل أخرى يمكن أن تساعد في الوقاية من سرطان الرئة، مثل:
- الإقلاع عن التدخين: هذه هي الخطوة الأكثر أهمية التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بالمرض.
- تجنب التعرض للتدخين السلبي: يمكن أن يزيد التعرض لدخان السجائر من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
- الحفاظ على نمط حياة صحي: اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يساعد في تعزيز جهاز المناعة وتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
- الحد من التعرض للمواد الكيميائية الضارة: بعض المواد الكيميائية المستخدمة في الصناعة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
الخلاصة: مستقبل واعد للكشف المبكر عن سرطان الرئة
تؤكد هذه الدراسة على الدور الحيوي للفحص المبكر في مكافحة سرطان الرئة. من خلال توسيع نطاق الفحص وتوعية الجمهور بأهميته، يمكننا إنقاذ المزيد من الأرواح وتحسين جودة حياة المرضى. تشجع هذه النتائج على إجراء المزيد من البحوث لتطوير طرق فحص أكثر فعالية، وتوفير الوصول إلى الفحص لجميع المؤهلين. لا تتردد في استشارة طبيبك لمناقشة ما إذا كان الفحص مناسبًا لك، خاصةً إذا كنت مدخنًا حاليًا أو سابقًا.

