يستعد المنتخب المصري لكرة القدم للمشاركة في بطولة كأس العرب 2025 المقامة في قطر، وذلك تحت قيادة المدير الفني حلمي طولان. هذه المشاركة تأتي مع منتخب مصر الثاني، وليس الفريق الأول، في البطولة التي ستشهد منافسة قوية بين 16 منتخبًا عربيًا. البطولة ستنطلق في الأول من ديسمبر وتستمر حتى الثامن عشر من الشهر نفسه.
المنتخب المصري في كأس العرب: تاريخ وتحديات
تستضيف دولة قطر النسخة الحالية من بطولة كأس العرب، بمشاركة 16 منتخبًا. تسعة منتخبات تأهلت مباشرة بناءً على التصنيف الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، بينما صعدت سبعة منتخبات أخرى عبر منافسات الملحق. تعتبر هذه البطولة فرصة مهمة للمنتخبات العربية للاحتكاك وتبادل الخبرات.
على الرغم من مشاركات المنتخب الوطني المتعددة في بطولة كأس العرب عبر تاريخها، إلا أنه لم يتمكن من الفوز باللقب سوى مرة واحدة. كان ذلك في النسخة التي استضافتها سوريا عام 1992، بقيادة المدرب الراحل محمود الجوهري. هذا الفوز يظل ذكرى عزيزة في أذهان الجماهير المصرية.
رحلة الفراعنة نحو اللقب في عام 1992
شهدت بطولة كأس العرب 1992 مشاركة ستة منتخبات فقط: مصر، السعودية، سوريا، الكويت، الإمارات، والبحرين. تم تقسيم المنتخبات إلى مجموعتين، ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي. كانت البطولة في ذلك الوقت أقل انتشارًا من النسخ الحالية.
بدأ المنتخب المصري مسيرته بفوز ساحق على البحرين بنتيجة 4-0، ثم تعادل مع المنتخب السعودي بهدف لمثله. هذه النتائج ضمنت للفراعنة التأهل إلى الدور نصف النهائي. في نصف النهائي، تمكن المنتخب المصري من التغلب على المنتخب السوري المستضيف بنتيجة 2-1.
وفي المباراة النهائية، واجه المنتخب المصري نظيره السعودي مرة أخرى. شهدت المباراة ندية كبيرة، لكن المنتخب المصري نجح في الفوز بنتيجة 3-2، ليحقق اللقب الوحيد له في تاريخ البطولة. كان هذا الفوز بمثابة إنجاز كبير للمنتخب المصري في ذلك الوقت.
الجوائز المالية وحوافز الفوز بـ كأس العرب
تعتبر الجوائز المالية التي تقدمها بطولة كأس العرب حافزًا إضافيًا للمنتخبات المشاركة. في حال نجح حلمي طولان في قيادة المنتخب المصري للفوز باللقب، فمن المتوقع أن يحصل اتحاد الكرة المصري على مبلغ يتجاوز 7 ملايين دولار. هذه الأموال يمكن أن تستخدم في تطوير كرة القدم المصرية.
بالإضافة إلى ذلك، سيحصل المنتخب الوصيف على جائزة مالية قدرها 4.2 مليون دولار، بينما سيحصل صاحب المركز الثالث على 2.8 مليون دولار، وصاحب المركز الرابع على 2.1 مليون دولار. هذه الجوائز تعكس أهمية البطولة بالنسبة للاتحادات العربية.
وينتظر الكثيرون أن يشهد هذا الجيل من اللاعبين المصريين تألقًا في البطولة، مستفيدين من خبرة حلمي طولان، ويسعون لتقديم أداء يرضي الجماهير. تعتبر البطولة فرصة لاختبار اللاعبين وإعدادهم للمحافل الدولية القادمة. كما أنها فرصة لرفع الروح المعنوية للاعبين قبل التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
وتشمل قائمة المنتخبات المشاركة في البطولة – بجانب مصر – فرقًا مثل السعودية، قطر، الإمارات، فلسطين، الأردن، لبنان، عُمان، الكويت، اليمن، العراق، سوريا، ليبيا، موريتانيا، وجزر القمر. من المتوقع أن تكون المنافسة قوية ومثيرة بين هذه الفرق.
من الجدير بالذكر أن تركيز الاتحاد المصري لكرة القدم حاليًا منصب على الاستعداد الجيد للبطولة، وتوفير جميع الاحتياجات للفريق الفني واللاعبين. يشمل ذلك معسكرات تدريبية، ومباريات ودية، وتوفير أفضل الظروف المعيشية والإدارية.
وفي الختام، من المتوقع أن يشهد دور المجموعات منافسة شرسة لتحديد المتأهلين إلى الدور التالي. ومع ذلك، تبقى مسألة جاهزية اللاعبين المصريين وتكيفهم مع الأجواء القطرية من العوامل الحاسمة التي ستؤثر على مستواهم في البطولة. سيكون من المهم متابعة أداء الفريق وتحديد نقاط القوة والضعف للعمل على تطويرها خلال الفترة القادمة. وينتظر المراقبون معرفة التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها حلمي طولان في المباريات الحاسمة.
